بقلم :حسين سعد
فجعت اليوم برحيل الأستاذ محمد الفاتح العالم، الصحفي النبيل، والإنسان الفذ، الذي ترجل عن دنيانا بعد عمرٍ حافلٍ بالعطاء والخلق الرفيع، كان الراحل رجلًا نادر المثال، أصيل المعدن، صادق الودّ، جميل السيرة والعِشرة، عُرف بين الناس بابتسامته التي لا تغيب، وبقلبه العامر بالمحبة، وكرم نفسه الذي وسِع الجميع، عمل الراحل في ميادين الصحافة والإعلام بإخلاصٍ نادر، مؤمنًا بأن الكلمة رسالة ومسؤولية. كتب بقلمه عن الناس، ولأجل الناس، متابعًا هموم البسطاء، منحازًا للحق ولصوت الإنسان العادي في الشارع والمشفى والمأوى، ولم يكن عطاؤه مقتصرًا على المهنة فحسب، بل وهب عمره في ميادين الخير والرحمة، متعاونًا مع دار العجزة في السودان، مشاركًا فاعلًا في مبادرات شارع الحوادث، التي امتدت أياديها البيضاء لعون المرضى والمحتاجين. كان يرى أن العمل الإنساني واجب لا يُؤجَّل، وأن من يعيش للآخرين لا يموت أبدًا، سيبقى محمد الفاتح العالم حيًّا في ذاكرة كل من عرفه، في طيب أثره، وفي محبة الناس التي أحاطته في حياته ووداعه. لقد رحل الجسد، لكن السيرة باقية، والخلق الرفيع شاهد، والمآثر تضيء الدروب لمن بعده، لا ادعي معرفة عميقة بالراحل لكن زاملته في محطات قصيرة مثل المشاركة في اعداد دراسة لصالح مركز الالق للخدمات الصحفية وكان العالم رئيس الفريق الصحفي الذي يضم صحفيين وصحفيات حيث مخططاً بارعاً وصاحب صياغة مهنية ويقدم أفكار مدهشة . وكذلك زامتله في مجلة قضايا فكرية لفترة أيضا قصيرة ونحن بصدد الاعداد للعدد الخامس القادم حيث كان العالم شعلة من النشاط والحضور الفعال بالرغم من الاجتماعات كلها عبر الانترنت كان يحضر ويقدم أفكار باهرة في كافة قضايا المجلة السياسية والثقافية والفنية والاجتماعية. اما المحطة المهمة التي عرفته بها هي العمل الطوعي والإنساني والعلاقات الاجتماعية.
حمل هم الناس:
لقد كتبت عنه : الأسرة الكبيرة الأخ الحبيب محمد الفاتح مصطفى العالم، الذي انتقل إلى جوار ربه بالعاصمة المصرية القاهرة، زوج الأخت سنية صديق يوسف، وابن الحاجة قسيمة، وشقيق كل من محمد وأحمد وطه وأميرة، وأحد أبناء آل العالم الكرام، رحل محمد الفاتح وقد عُرف بين الناس بدماثة خلقه، وكرم نفسه، وسعيه الدؤوب لخدمة الآخرين. وهب عمره في ميادين الخير والعطاء، متعاونًا مع دار العجزة في السودان، ومشاركًا فاعلًا في مبادرات شارع الحوادث التي قدّمت العون للمرضى والمحتاجين، مؤمنًا بأن العمل الإنساني واجب لا يُؤجَّل، وفي محنة الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، كان في طليعة من حملوا همّ الناس، فأشرف على التكية بحي الثورة الحارة 17، التي صارت ملاذًا للأسر المنكوبة، تمدّهم بالغذاء والدواء وتُخفّف عنهم وطأة الجوع والضيق، وقد غرس في أبنائه أمل وعمر وزهير ذات القيم النبيلة، فواصلوا على نهجه درب العطاء والمروءة، إننا إذ نودّعه، نودّع رجلًا نادر المثال، أصيل المعدن، صادق الودّ، جميل السيرة والعشرة، وصار منذ زواجه بالأخت سنية صديق يوسف في عام 1992 جزءًا من الأسرة الممتدة بالمحبة والوفاء
فقدنا أنبل صديق:
وكذلك نعته أسرة تحرير مجلة قضايا فكرية، إلى الأمة السودانية، وإلى الوسط الثقافي والفكري، رحيل الزميل العزيز الأستاذ محمد الفاتح مصطفى العالم، المعروف بين رفاقه ومحبيه بـ “ود العالم”، مدير تحرير المجلة، الذي لبّى نداء ربه صباح اليوم في القاهرة،
حيث كان نموذجا للإنسان الملتزم بقيم العدالة والكرامة والتواضع، ومثالا للمثقف المنحاز للناس في معاناتهم وآمالهم، إذ جمع بين صفاء الضمير ورحابة الفكر وصدق الانتماء. عرفناه في قضايا فكرية زميلا نبيلاً، هادئا، دؤوبا، يسكنه همّ الوطن ويشغله مصير الإنسان في زمن الحرب والمحنة. لم يتخلَّ يوما عن واجبه الإنساني، وظلّ حاضرا في كل ما يمس الكلمة والناس والحقّ، خارج أسوار المهنة، كان ود العالم صديقا للجميع، ورفيقا للخير في كل مكان. وهب عمره في خدمة المحتاجين، برحيله، نفقد أحد أنبل من حملوا راية الإنسانية في صمت، وعاشوا للآخرين أكثر مما عاشوا لأنفسهم.
عاش متزن ونبيل:
وبدورها نعته شبكة الصحفيين بقولها ، لقد كان الزميل محمد الفتاح العالم واحدا من أصلب المدافعين عن حرية الصحافة، وكان عضوا في شبكة الصحفيين السودانيين مشاركا في كل فعالياتها من وقفات ومسيرات ومناشط في ظل نظام الـ30 من يونيو الغابر وحتى لحظة سقوطه إذ كان الفقيد من الثوار الذين أسهموا في الفعل النضالي الثوري بمواقف ساطعة وعزيمة لا تلين، وكان إلى جانب ذلك من أصحاب النشاط الاجتماعي في لجان المقاومة وفي التكايا أثناء الحرب اللعينة وفي الفعل الإنساني خاصة في مساعدة كبار السن وتوفير الأدوية، واليوم لا تفقده الصحافة والصحفيين فقط بل قطاعات واسعة من المحتاجين والكادحين، لقد عاش متزنا ومات نبيلا.
رحل جسداً:
وفي المقابل كتبت عن رحيله الفاجع : مبادرة متطوعين مستشفى أم درمان التعليمي أحد الداعمين للمبادرة
المرحوم / عمنا محمد الفاتح العالم الذي كان مثالاً للعطاء والإنسانية منذ بداية الحرب لم يتأخر يوماً’ كان سنداً وداعماً للمبادرة، رحل جسده، لكنه ترك أثراً طيباً في كل نفس مدّ لها يد العون، وفي كل مريض شعر بدفء إنسانيته
الخاتمة :
في رحيل محمد الفاتح العالم، يرحل قلب كان واسعاً كالوطن، وصوت ظل يكتب للحقيقة بمداد الصدق والإيمان بالإنسان، كان حاضراً في الناس كما النور في العتمة، لا يطلب مجداً ولا مكسباً، بل يزرع الكلمة الطيبة والابتسامة الصافية في دروب من عرفوه، غاب جسده، لكن سيرته ستبقى، تحكي عن رجلٍ عاش نبيلاً ومضى كما عاش، خفيف الظل، عميق الأثر، لا يترك خلفه إلا المحبة والذكر الحسن، فعلا رحيله ترك تلك الصفات النبيلة عندما قمت بتعزية عمي صديق عبر الهاتف كان حزيناً لكنه فخور بمسيرة العالم الذي كنت عندما أكون في السيارة الي منزل عمي صديق بأمدرمان يتصل علي العالم ويقول له اليوم حسين سعد معنا بالمنزل لازم تحضر للعشاء وكذلك يتصل بالاستاذ السينمائي سليمان محمد ابراهيم ود عم صديق يوسف وشقيق عمي فاروق وعمي إسحاق والراحل عمي عصام وعندما أصل المنزل الدار التي لا ( تغباني) حيث منحي عمي صديق غرفة خاصة ظل يقول للكل هذه غرفة حسين سعد وتقع تلك الغرفة بجوار الصالون الواسع بالمنزل وتفتح في حوش المنزل عندما اصل الي تلك الدار الحبيبة الي نفسي وكذلك أهلها أجدها مكتظة بالناس الحنان والمناضلين خبرات وشباب من جيل هاشم صديق والجيل الراكب من رصفاء ابناء العالم ، وكذلك عندما يأتي إسامة او مهلب ابناء عمي صديق من الخارج كنت أحضر للمنزل ونذهب مع بعض انا وعمي صديق وإسامة للفعاليات المختلفة وقتها كان اسامة يحمل معه كاميرا جميلة للتوثيق ، وذات الحال في افراح الاسرة الكبيرة كان العالم يرقص فرحاً وانا معه أما في الاتراح بأمدرمان أو توتي او المسيد بالجزيرة او الجريف او الرياض كان العالم سباقاً بالحضور يستقبل المعزيين ويجلسهم ويكرمهم علي الحضور والتعزية ، أخيرا في تعزيتي الي نجوي بت عمي فاروق فقد صوتها حزيناً وهي تبكي العالم وتعدد أفضاله وجسارته ، خالص التعازي الي الاسرة الكبيرة والممتدة بفقدهم الجلل نم قرير العين يا محمد الفاتح، فقد تركت فينا ما لا يمحوه الزمن: وفاء الأصدقاء، وحنين الكلمات، ووجه إنسانيٌّ لا يُنسى.
برحيل محمد الفاتح العالم… إنطفأ صوتٌ من ضمير الصحافة والعمل الانساني وبقي نوره في القلوب
مقالات ذات صلة

