الإثنين, ديسمبر 15, 2025
الرئيسيةمقالاتبين الكيزان والبرهان.. ثنائية الحلم والخراب الكبير

بين الكيزان والبرهان.. ثنائية الحلم والخراب الكبير

محمد الحسن أحمد

على نحو واضح وفاضح جأت تصريحات عضو المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي والناطق الرسمي باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود»، جعفر حسن، مؤكدا أن القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان ومساعده شمس الدين الكباشي وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو كانوا شركاء أصيلين في صياغة إعلان أديس أبابا الذي وقّعه تحالف تقدم مع قوات الدعم السريع في يناير 2024.

وشددً حسن، على أن الإعلان كُتب «سطرًا سطرًا وكلمة كلمة» بعلم قيادة الجيش التي كانت على اطلاع تام بكل بنوده، مضيفًا أن الموافقة كانت تتم بندا بندا على النص قبل إقراره النهائي.

ومضى حسن – بحسب رصد مجلة أفق جديد – قائلًا إن رئيس «تقدم» آنذاك (تحالف «صمود» حاليًا) ورئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك تلقى، في ليلة التوقيع مع الدعم السريع، اتصالًا هاتفيًا من البرهان أشاد فيه بالتوقيع واعتبره «عملًا جيدًا»، مجددًا تأكيد موافقة الجيش على اللقاء مع «تقدم» والتوقيع على الإعلان.. انتهى الخبر.

دعونا نعود قليلا للوراء ونستذكر حين لم تكمل الحرب العبثية شهرها الأول، حيث بدأت أولى محاولات وقفها عبر منبر جدة بالمملكة العربية السعودية، حينها كانت الحرب في مبتداها وكانت الأنفس التي اغتال الرصاص أحلامها حية تسعى بين الناس وكانت الممتلكات الخاصة والعامة في الحفظ والصون فيما تنأى عشرات المناطق والفرق العسكرية عن مكامن الخوف والرعب والموت، فماذا حدث؟

ما حدث أن قادة الجيش وعلى رأسهم البرهان، واصلوا ممارسة هواياتهم في الاضطلاع بالمسؤولية الوطنية ومطاردة أحلامهم في السيطرة على السلطة ولو كانت على الجثث والركام، شأنهم شأن سادتهم وقياداتهم التي يدنيون بالولاء لها لا لشرف الجندية، فكان ان أجهض منبر جدة وما تلاه من منابر ومحاولات بجيبوتي وجنيف والمنامة وغيرها من عواصم الدنيا.

المؤكد أن أيادي الإسلاميين المطبقة على خناق الجيش هي المحرض الأول لرفض السلام وإشعال المزيد من نيران المعارك حتى طالت أكثر من نصف مساحة البلاد، غير أن قيادة الجيش (الأسيرة) لها من الطموحات ما يكفي للحفاظ على استمرارية الحرب ففي طول أمدها ينطوي سر كرسي السلطة وكلا الفريقين المجرمين شريك ضعف الطالب والمطلوب.

تبدو المفارقة في أن قائد الجيش الذي أشاد بما قام به رئيس تحالف صمود – تقدم حينها – من مبادرة لوقف الحرب لم يفوت فرصة واحدة في كيل السباب له لاحقا عند كل حشد وبخاصة إذا تراصت أمامه حشود الإسلاميين الذين يطربهم بما يرغبون في سماعه.

وبما أن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، يمثل سلطة الأمر الواقع القائمة، لابد من توجيه السهام وبشكل مباشر نحو صدره المتشح بالسواد ودماء الأبرياء شانه شأن جماعة الإخوان المسلمين، فلولاه لما ظلت أحلامهم في السلطة تراود نفوسهم المريضة وهي ذات أحلام الجنرال في متاهته.

برأيي يظل البرهان المجرم الأكبر – لا يماثله ولا يشاركه في ذلك إلا الإسلاميين المجرمين – فلا هو اقبل على مبادرات السلام وحقن الدماء وحفظ الممتلكات ولا أضطلع بما هو مناط به كقائد للجيش في حماية المواطنين والحفاظ على البلاد التي تتفاقم كارثتها ويتحطم مستقبلها مع كل لحظة تمر.

ومع حالات التشظي المدني والعسكري يبقى من أوجب واجبات المجتمع الدولي والإقليمي الضغط باتجاه فك وفض الشراكة الإجرامية ما بين البرهان و(الكيزان) فكل الطرفين يراهن على وقت يمر كما تمر شاحنة ثقيلة على أجساد وأرواح المواطنين وتكاد تفتك بكل البلاد وكل يترصد شريكه للنيل منه في اللحظة المناسبة، لكن هذه اللحظة لربما لن تأتي، فالزمان لصيق بمكان على شفا التمزق والتلاشي ذلك هو السودان.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات