الجمعة, أغسطس 22, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةتجاوزات التعدين عن الذهب في السودان تثير مخاوف من انتشار السرطان

تجاوزات التعدين عن الذهب في السودان تثير مخاوف من انتشار السرطان

تجاوزات التعدين عن الذهب في السودان تثير مخاوف من انتشار السرطان

الهدف_تقارير
أظهر تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن حوالى 450 ألف طن من مخلفات تعدين الذهب المليئة بالزئبق تنتشر بولاية نهر النيل،وبحسب المنظمة الدولية، فإن التعرض للزئبق يشكل خطرا على الأجهزة العصبية والهضمية والمناعة لدى الإنسان، وقد يكون قاتلا.
‏‎ينتشر قطاع التعدين الأهلي أو التقليدي للذهب في معظم أنحاء السودان، ويعمل فيه أكثر من مليوني شخص ينتجون حوالي 80% من كمية الذهب الإجمالية المستخرجة في البلاد.
‏‎وساهم انفصال جنوب السودان الغني بالنفط عن السودان في انتشار التعدين التقليدي وازدهاره، خصوصا في ظل معاناة السودانيين من الظروف الاقتصادية الصعبة وعقوبات دولية تحت حكم الرئيس المخلوع عمر البشير الذي أطيح به في ثورة شعبية.
التلوث الكيميائي:
‏‎ويشكّل التلوث الكيميائي الناجم عن استخراج الذهب أخطارا صحية على مجتمعات التعدين والمقيمين قرب الأماكن التي تنشط فيها أعمال التعدين.
‏‎غير أن التعدين يعتبر مصدر ربح سريع، ويجذب عددا كبيرا من الأشخاص الذين يعانون ظروفا معيشية صعبة في أحد أفقر بلدان العالم.
وحذر سكان محليون في منطقة دلقو التاريخية بشمال السودان من كارثة صحية وبيئية تهدد حياة الآلاف من السكان بعد بتشخيص مئات الحالات بمرض السرطان خلال فترة لم تتجاوز الخمس سنوات من بينها أكثر من 40 حالة في قرية صغيرة يبلغ عدد سكانها أقل من 3 آلاف شخص، بحسب تقرير نشرته الأمم المتحدة واطلعت عليه “الهدف”.
ويشير التقرير إن شركات التعدين ترتكب تجاوزات كبيرة عرضت حياة السكان لمخاطر صحية وبيئية كارثية وأدت إلى اتلاف أجزاء كبيرة من بساتين النخيل والفواكه.
‏‎ويتهم الأهالي إحدى شركات تعدين بالاستخدام المفرط لمادتي “السيانيد والزئبق” في مواقع لا تبعد سوى 4 كيلومترات عن المناطق السكنية في حين أن قواعد التعدين تتطلب وجود مسافة آمنة لا تقل عن 15 كيلومترا.
أضرار بيئية:
‏‎ووفق سكان محليين فإن عدم ضبط أنشطة التعدين قد تسبب في إصابة المئات بالسرطانات والفشل الكلوي وعدد من الأمراض الخطيرة إضافة إلى أضرار بالغة لحقت بالبيئة، مشيرين إلى فشلهم في الحصول على حقوقهم القانونية عبر المحاكم.
‏‎أرقام مقلقة
‏‎وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة، إلا أن آخر بيانات صادرة عن وزارة الصحة أشارت إلى وجود 20 ألف حالة إصابة بالسرطان؛ 8 بالمئة منهم أطفال، لكن تقرير علمي نشرته مجلة “إيكانسر” البريطانية قال إن هنالك أكثر من 40 الف سوداني مصاب بمرض السرطان.
‏‎وتتركز معظم الإصابات في مناطق قريبة من مواقع التعدين في شمال وشرق البلاد.
‏‎ويعيش معظم المصابين في مناطق غنية جدا بالذهب إلا أن المفارقة تكمن في أن نحو 90 بالمئة منهم بعيشون فقرا شديدا وتفتقد مناطقهم إلى البنية الصحية اللازمة ويضطرون للانتقال للعلاج في المراكز المتخصصة القليلة المتمركزة في العاصمة الخرطوم ومدينة واد مدني والتي تأثرت بشكل كبير في ظل الح.رب، فيما تدمر اكثر من 80 بالمئة من قطاع الصحة في البلاد.


‏‎تلوث بيئي:
‏‎ويشير نشطاء إلى أن معظم الشركات العاملة في المنطقة، تشتري النفايات الملوثة بالزئبق من المعدنيين، وهو أمر مخالف لقواعد وقوانين التعدين.
‏‎وتكمن خطورة الزئبق، الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية واحدا من أخطر 10 مواد كيماوية، في أنه يتسبب في أضرار كبيرة للسكان والكائنات الحية في المناطق القريبة من مواقع التعدين ويؤثر على الصحة.
‏‎ويتزايد خطر الزئبق والمواد الأخرى المستخدمة في التعدين في ظل الرياح والسيول التي تجتاح المنطقة بشكل متكرر مما يؤدي لجرف مواد مشعة وخطرة مختلطة بالمخلفات مثل اليورانيوم والبلوتونيوم وغيرها من المواد المشعة أو الفلزات الثقيلة المستخرجة مع مخلفات الذهب من أماكن التنقيب، وبالتالي تجد تلك المواد طريقها إلى مصادر مياه الشرب والمزارع مما يشكل خطرا كبيرا على الإنسان والبيئة.
‏‎ورغم توقيع السودان على اتفاقية “ميناماتا” العالمية بشأن الزئبق والتي دخلت حيز التنفيذ في أغسطس 2017، فإن الالتزام الحكومي بالمعايير العالمية المتفق عليها فيما يتعلق بالاستخدام الآمن للزئبق والسيانيد والمواد الكيماوية الأخرى في مناطق التعدين لا يزال ضعيفا.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات