الجمعة, أغسطس 1, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةتحذيرات دولية تدفع شركات طيران لتعليق رحلاتها إلى بورتسودان وسط تدهور أمني...

تحذيرات دولية تدفع شركات طيران لتعليق رحلاتها إلى بورتسودان وسط تدهور أمني متصاعد

تحذيرات دولية تدفع شركات طيران لتعليق رحلاتها إلى بورتسودان وسط تدهور أمني متصاعد

وكالات:السودانية نيوز
في ظل تصاعد التحذيرات الدولية بشأن خطورة التحليق في الأجواء السودانية، أعلنت شركة الخطوط الجوية الإثيوبية عن تمديد تعليق رحلاتها من وإلى مطار بورتسودان الدولي حتى 31 أغسطس المقبل، للمرة الرابعة على التوالي، بسبب التهديدات الأمنية المتزايدة التي تحيط بالمطار، وتدهور الوضع الميداني في شرق السودان.

ويأتي هذا القرار في وقت بالغ الحساسية، حيث يشهد السودان عزلة متنامية عن شبكة الطيران الدولية، بعد تقلص عدد الرحلات الجوية إلى المدن الكبرى نتيجة اتساع رقعة النزاع المسلح، ما جعل من مطار بورتسودان آخر منفذ جوي فاعل للبلاد خلال الأشهر الماضية.

الهجوم الأخير الذي استهدف البنية التحتية لمطار بورتسودان بشكل مباشر، دفع بعدد من شركات الطيران الكبرى، وعلى رأسها الخطوط الجوية الإثيوبية والمصرية، إلى تعليق رحلاتها إلى المطار، وتعكس هذه الخطوة تنامي القلق الدولي بشأن قدرة السودان على تأمين أجوائه ومرافقه الحيوية، في وقت تتزايد فيه الاشتباكات المسلحة قرب المطارات والمناطق الحساسة.

وكانت الخطوط الإثيوبية قد بدأت تعليق رحلاتها إلى بورتسودان في مايو الماضي، وظلت تمدد القرار دوريًا نتيجة غياب مؤشرات ملموسة على استقرار الوضع الأمني.

يمثل توقف الرحلات الجوية المنتظمة عبر مطار بورتسودان ضربة موجعة لآلاف المواطنين السودانيين، لا سيما المرضى الذين يعتمدون على السفر لتلقي العلاج، وطلاب الجامعات، والباحثين عن فرص عمل أو مخرج من الأوضاع المتردية، كما فاقم تعليق الرحلات من صعوبة التنقل، في ظل ارتفاع كبير في تكاليف السفر عبر الطرق البرية، وانعدام الأمن والخدمات في مناطق النزوح.

وإلى جانب معاناة الأفراد، حذر خبراء ومنظمات إنسانية من تداعيات خطيرة على النظام الصحي في السودان، مع توقف تدفق المساعدات والإمدادات الطبية التي كانت تصل عبر مطار بورتسودان، ويواجه الإقليم الشرقي والمناطق المتأثرة بالنزاع خطر حدوث كارثة صحية حادة، خاصة مع انهيار سلاسل الإمداد الطبية، وغياب البدائل الفعالة لتأمين المستلزمات الحيوية.

يتماشى القرار الإثيوبي مع تحذيرات دولية صدرت في الأسابيع الأخيرة لشركات الطيران، تدعوها إلى تجنب التحليق فوق الأجواء السودانية بسبب التهديدات المتصاعدة، وتشير هذه التحذيرات إلى أن الحرب لم تعد محصورة في ساحات القتال، بل امتدت لتطال البنى التحتية الاستراتيجية، بما فيها المطارات التي كانت تُعد ممرات آمنة نسبيًا.

وقد تعرضت طائرات مدنية في السابق لمخاطر جسيمة بسبب الاشتباكات المسلحة قرب مطار الخرطوم ومطارات إقليمية أخرى، ما دفع السلطات الدولية للطيران إلى تشديد الإجراءات الاحترازية.

في ظل استمرار الغموض الأمني وغياب تطمينات إقليمية أو دولية بشأن سلامة الطيران في الأجواء السودانية، تتزايد المخاوف من دخول بورتسودان في عزلة جوية تامة، ما قد ينعكس سلبًا على الوضعين الإنساني والاقتصادي في المنطقة، التي تُعد الآن الشريان الأخير للحركة الجوية في البلاد.

ورغم مساعي الحكومة السودانية لاستئناف الرحلات التجارية، فإن تردد شركات الطيران في استئناف رحلاتها واستمرار التصعيد الميداني يفرضان تحديات معقدة، ويُبقيان آلاف المواطنين في انتظار “انفراجة أمنية” تعيد فتح الأجواء وتنقذ الموقف المتدهور.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات