تشاد:السودانية نيوز
أعربت وزارة الشؤون الخارجية والتكامل الأفريقي والتشاديين في الخارج عن بالغ استيائها وغضبها من معلومات أفادت بقيام منظمة غير حكومية سودانية تُطلق على نفسها اسم «أولوية السلام في السودان» (Priority Peace Sudan) بتقديم بلاغ إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، في محاولة لتحميل جمهورية تشاد مسؤولية النزاع المسلح الدائر في السودان.
وشددت الخارجية التشادية على أن محاولة الزج بتشاد في هذه المأساة عبر منظمة أُنشئت حديثًا في نوفمبر 2025 ليست سوى مناورة تضليلية تهدف إلى صرف الأنظار عن إخفاقات أطراف النزاع ومسؤولياتهم القانونية، مشددة على أن هذه المساعي ستُواجَه بالحزم والوسائل القانونية والدبلوماسية الكفيلة بإفشالها.
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية التشادية، إبراهيم آدم محمد، إن الحكومة التشادية ترفض رفضًا قاطعًا هذه الاتهامات التي وصفها بالسخيفة والمغرضة وذات الدوافع السياسية، مؤكدًا أن تشاد التزمت منذ اندلاع النزاع موقف الحياد التام، انسجامًا مع مبادئ القانون الدولي وحسن الجوار والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي.
وأوضح أن تشاد، وعلى عكس هذه الادعاءات، تُعد من أكثر الدول تضررًا من الحرب في السودان، إذ استقبلت منذ عام 2023 أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوداني، وقدمت لهم الحماية والمأوى، متحملة أعباء إنسانية واقتصادية واجتماعية وبيئية جسيمة، غالبًا في ظل ضعف استجابة المجتمع الدولي.
وأكد المتحدث أن تشاد لم تشارك في النزاع بأي شكل من الأشكال، بل ظلت تدعو في المحافل الإقليمية والدولية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، والتوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة السودانية، إلى جانب إدانتها المستمرة لجميع انتهاكات حقوق الإنسان وخرق قوانين وأعراف الحرب دون تمييز.
وأشار البيان إلى أن المسؤولية الحقيقية التي تستوجب المساءلة الدولية تقع على عاتق الأطراف السودانية، بسبب انهيار مؤسسات الدولة، وعسكرة السلطة، واستخدام أساليب حرب محظورة، إضافة إلى ما وصفه بالاستخدام الموثق للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.

