تكاثر زعازع القرن الافريقي ..قمة ثلاثية بين مصر وإرتريا والصومال بأسمرة
ذوالنون سليمان
تكاثر زعازع القرن الافريقي
تقديم: بدعوة من الرئيس الإرتري أسياس أفورقي، تم عقد قمة رئاسية ثلاثية ضمت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في يوم 10 أكتوبر في العاصمة الإريترية، أسمرة، ناقشت القمة الثلاثية الحالة في الصومال في ضوء التطورات الإقليمية المرتبطة باعتراف اثيوبيا بجمهورية أرض الصومال , واستفحال الأزمة السودانية وتداعياتها التوقعة على الإقليم , إلى جانب قضايا الأمن والتعاون بين الدول الساحلية للبحر الأحمر ومضيق باب المندب.
-شددت القمة على ضرورة احترام سيادة بلدان المنطقة واستقلالها وسلامتها الإقليمية مع عدم التدخل في شئونها الداخلية تحت أي مبرر، ومواجهة التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وتنسيق الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار الإقليمي
-قررت القمة تعميق التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث من أجل تعزيز قدرات مؤسسات الدولة الصومالية لمواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية، وتمكين الجيش الوطني الاتحادي الصومالي من مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله، وحماية حدوده البرية والبحرية، والحفاظ على وحدة أراضيه.
- تم الاتفاق في القمة على إنشاء لجنة ثلاثية مشتركة من وزراء خارجية إريتريا ومصر.
تحليل
تأتي القمة في إطار مجهودات الدبلوماسية المصرية التي تنشط من أجل تقوية نفوذ الدولة المصرية في القرن الافريقي ومحاصرة إثيوبيا إقليميا والضغط عليها من أجل الوصول لتفاهمات حول مياه النيل وسد النهضة، ويعتبر اللقاء الثلاثي ترجمة فعلية للاجتماع الذي جري الشهر الماضي في نيويورك، بين وزير خارجية مصر، بدر عبد العاطي، ونظيريهما من الصومال وإريتريا، بهدف إعادة تأكيد الإرادة السياسية بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة المقبلة. سبقتها محادثات بين مصر وإريتريا في أعقاب زيارة مفاجئة قام بها رئيس المخابرات المصرية كمال عباس الشهر الماضي إلى أسمرة، يرافقه وزير الخارجية بدر عبد العاطي، مما يجعلها قمة مصرية بامتياز تحت ضيافة أسمرا، تهدف لخدمة أجندت القاهرة في منطقة القرن الأفريقي، من خلال توظيف الأزمة الدبلوماسية بين أديس أبابا ومقديشو، حيث وقفت مصر سياسيا إلى جانب الصومال في نزاعها مع إثيوبيا بعد توقيع مذكرة تفاهم بحرية مثيرة للجدل مع جمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد، والتي لا تعترف بها مقديشو. الاتفاق يسمح لأديس أبابا من الوصول إلى البحر الأحمر عبر ميناء بربرة، مقابل الاعتراف باستقلالها عن الصومال كانت السلطات الإثيوبية مرا ردود فعل واسعة النطاق على الصعيد الإقليمي. دعمت القاهرة هذا التوجه بتوقيعها اتفاقية تعاون عسكري مع الصومال، وبدأت مصر في تسليم إمدادات عسكرية ضخمة إلى الصومال وفقا للتقارير الصحفية، كأكبر شحنة أسلحة منذ رفع الحظر المفروض على الصومال التي تسعي لتقوية موقفها العسكري المتمثلة في التصدي لحركة الشباب الجهادية والمخاطر التي تحيط بوحدتها وسلامة أراضيها في ظل تصاعد الدعوات الانفصالية. في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الارترية الاثيوبية توتر على خلفية أزمة التقراي وتخوفات أسمرا من نشاط المعارضة المسلحة, ورد فعلها أمام مقترح جيبوتي بتوفير مدخل لإثيوبيا في الساحل الامر الذي اعتبرته إرتريا تهديد لأمنها المائي, وتشير العديد من التقارير لاحتضان كلا الدولتين-إثيوبيا وإرتريا- التمردات المسلحة داخل أراضيها إلي جانب تباين مواقفهم حيال الازمة السودانية, حيث يدعم أعضاء القمة الثلاثية الجيش بقيادة البرهان في الوقت الذي تتحفظ فيه أديس أبابا, والتي تصنف لدي كثير من الدوائر كحليف سري لقوات لدعم السريع.
خلاصة
القمة الثلاثية بين مصر وإرتريا والصومال تمهد الطريق لتحالف عسكري محتمل بين الدول الثلاث ضد تحركات إثيوبيا بالمنطقة, القاسم المشترك المهدد للمصالح الحيوية للحلفاء, ويؤشر لتنسيق دبلوماسي عالي المستوي في المستقبل, مع احتمالية توقيع اتفاقية عسكرية بين مصر وإريتريا , مماثلة للاتفاق الصومالي، والتي قد تشمل أيضا تدابير ثنائية لحماية الامن المائي للبحر الأحمر الهدف منها تقييد طموحات إثيوبيا الساحلية, مما قد يزيد من التوترات في القرن الأفريقي في حال تمسك أديس أبابا بمخططاتها, وتمدد الحرب السودانية للحدود الشرقية المتاخمة لإريتريا وإثيوبيا.