تنظيرة .محمد عبدالمنعم الريح السليمي المحامي يكتب:وراء الأكمة ما ورائها ،،، الحركات والجيش هل إنتهي زواج المتعة
وراء الأكمة
تعريف و معنى وراء الأكمة ما وراءها في معجم المعاني الجامع مثل يُضرب للتعبير عن أمر مُريب، أو مكيدة وراء شيءٍ ما …
وهناك مثل شهير بقول ( مافي دخان بدون نار) ،،،
تابع الجميع في الأيام الفائتة التسريبات التي أطلقتها الصحفية رشان أوشي( تحدثنا عنها في مقالنا السابق تسريبات أوشي والصراع المؤجل ) وفيه ربطنا ما أسميناه (بالطلاق المؤجل) بين الحركات المسلحة والجيش بسقوط الفاشر ، ولكن يبدو أن التوترات بين الطرفين قد تفاقمت ، ويستشف ذلك من خلال مقال الصحفي عبدالماجد عبدالحميد الذي أشار فيه ( للقرف ) الذي وصل إليه د/ جبريل إبراهيم وإستعداده لمغادرة منصب وزير المالية، أما الحدث الأبرز كان هو نشر قوات ما يعرف ( بالأورطة الشرقية ) بقيادة الأمين داؤود في كامل الإقليم الشرقي، وهذا يقرأ مع خروج (شيبة ضرار) وهذه المرة ليس من داخل مكتبه كالعادة ولكنه في الشارع العام وهو يحمل في يده( قنبلة قرنييت) يطالب الحركات المسلحة بالخروج من كامل أرض الشرق والشمال أيضا وأن (العقد) [نعم ذكر أنه عقد قد استلموا مقابله ملايين الدولارات] بينهم والقوات المسلحة هو وجودهم في دارفور ، وأنهم غير مرغوب بوجودهم لما يمثلونه من مهددات أمنية إستراتيجية وليس مجرد إنتهاكات وتفلتات فردية كما في السابق ويحذر البرهان ويطالبه بإبعادهم فورا ووقف تسليحهم ودعمهم ماديا لان هذا الدعم سيستخدمونه ضده يوما ما ، وقد إتهم شيبة الحركات بأنهم قد سلموا سلاحهم ودمجوا جيوشهم وقبضوا الثمن ، وبهدد الحركات المسلحة بأنه سيستخدم القنابل في مواجهتهم لأنها تقتل أعداد كبيرة حسب حديثه.
إن قراءة هذه الأحداث وربطها مع سحب القائد كيكل من قوات الدعم السريع بمخطط لتسليح بعض قبائل الجزيرة يشير بوضوح لقرب إنتهاء شهر العسل بين الحركات المسلحة والجيش وأن هذه ترتيبات تحسبا لما هو قادم من احداث خاصة وأن الطرفين لهما تاريخ كبير في نقض العهود والإنقسامات ويعرفان بعضهما تماما ف (مني أركو مناوي) قد إنقسم عن عبدالواحد ثم وقع إتفاقية أبوجا مع المؤتمر الوطنى منفردا ثم ما لبث أن عاد إلي التمرد مرة أخري بعد أن إتضح له تلاعب حكومة المؤتمر الوطنى به، وآخر إنقساماته هو خروجه عن الجبهة الثورية قبيل مفاوضات جوبا بأيام قليلة ، وحركة العدل والمساواة بعد أن تناسلت عنها عدة حركات هاهي تنقسم لجناحي (جبريل وصندل) ، إذن الطرفان يعلمان أنهما في حالة زواج متعة لا محالة سينتهي قريبا ، ويعلم قادة الحركات المسلحة تماما أن إستعانة الجيش بهم هو مجرد إعمال لفقه ( إدخار القوة ) كما شرحنا بالتفصيل في مقال سابق ، وأنه عندما تنتهي مهمتهم (سيأتي عليهم الدور) كما صرح بذلك أحد كبار قادة الحركات المسلحة.
هناك تسريبات خافتة جدا وغير مؤكدة تتحدث عن محادثات ومفاوضات جارية بين هذه الحركات والدعم السريع للوصول الي إتفاق بينهم ، وقد أشار لذلك بعض المراقبين والمحللين السياسيين.
إن ما يحدث الآن يجب قراءته سياسيا وعسكريا من قبل الحركات المسلحة التي تقاتل بجانب الجيش الآن والتي في الحياد والحركة الشعبية بكل فصائلها قيادة الحلو وقيادة ياسر عرمان قيادة عقار وجيش/ حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد وقوات الدعم السريع وكل القوي السياسية التي ظلت تناهض وتحارب الدكتاتوريات ونظام الإنقاذ الإسلاموي وكل القوي الثورية أن هذه هي الفرصة المناسبة للإنقضاض علي النظام الدكتاتوري الإسلاموي وإقتلاعه وتحرير [القوات المسلحة السودانية ] من قبضتهم، والعمل معا من أجل تأسيس جيش مهني موحد وسودان ديمقراطي يقوم علي قيم العدل والحرية والسلام .
الخميس31 أكتوبر 2024م