تنظيرة .محمد عبدالمنعم السليمي المحامي يكتب الكيزان ، والثورة ، والحرب
تنظيرة .محمد عبدالمنعم
منذ بدء هذه الحرب وإندلاع شرارتها في ساعاتها الأولي قلنا أن هذه الحرب أوقد نارها التنظيم الإسلاموي المختطف للدولة السودانية منذ ال 30 من يونيو 1989م بعد إنقلابه علي الحكومة الديمقراطية المنتخبة ، وذلك من أجل قطع الطريق علي المسار الديمقراطي الذي ينشده الشعب السوداني، بواسطة أزرعه داخل الجيش السوداني التي بدأ زراعتها منذ سنين طويلة.
القارئ لتاريخ الحركة الإسلاموية ومسارها في الحياة السياسية والإجتماعية في السودان يجب أن يفهم ويعي إرتباطها بالماسونية العالمية وأزرعها الخفية والجلية أيضا في مخططها المعلن والمعلوم للجميع.
إن كل الشواهد تؤكد أن الإسلامويون هم من أشعلوا هذه الحرب لقطع الطريق مرة أخري أمام العودة للمسار الديمقراطي عبر الإتفاق الإطاري الذي وضع التصور للعودة لمسار الفترة الإنتقالية بحكومة مدنية تفضي لإنتخابات تقود لعودة الحياة المدنية في البلاد بدمج كافة الجيوش في جيش مهني وأحد بعقيدة ومهام محددة.
عندما أحس الحزب المحلول بخطورة هذا الإتفاق جمعوا كوادرهم وحشدوا كتائب ظلهم وأطلقوا إستنفارهم عبر إفطاراتهم الجماعية وبثوا فيديوهات رفضهم للإتفاق الإطاري مطلقين كل عبارات التهديد والوعيد أن هذا الإتفاق لن يوقع إلا علي أشلاء هذا الوطن ، وأرغوا وأزبدوا وتوعدوا الشعب السوداني كافة ، وثوار ثورة ديسمبر بشكل خاص بسياسيهم ومهنييهم ومجتمعهم المدني ولجان المقاومة والكنداكات بشكل أخص ، بالويل والثبور وعظائم الأمور غير آبهين ولا هيابين لأنهم كانوا واثقين من أن السلطة الحاكمة بعد إنقلاب أكتوبر 2021م هي سلطتهم بدليل أنها لم تحرك ساكنا ولم تعتقلهم بتهم إثارة الحرب ضد الدولة كما تفعل الآن ضد كل من يقول ( لاللحرب ) ، وكان لتأييد قائد الدعم السريع للإتفاق الإطاري وإعتذاره عن إنقلاب 25 أكتوبر وإعتباره خطأ ودعوته لإبعاد الإسلاميين داخل المؤسسة العسكرية تم إعتباره العدو الذي يجب التخلص منه ليخلو لهم وجه الثوار السلميين العزل.
إن ظهور رئيس المؤتمر الوطنى المحلول (إبراهيم محمود) في بورتسودان وسط إستقبالات حاشدة من مناصريه ، وظهور الوالي السابق لسنار أحمد عباس وهو يرتدي (الكاكي) ويقف جوار الجنرال شمس الدين الكباشي في مخاطبة لحشد عسكري ، يمحو كل غباش ويزيل أي مساحيق ويكشف بشكل جلي لكل متشكك أو مخدوع أو متوهم أن هذه الحرب هي حرب الجيش السوداني ضد الدعم السريع ، بل هي حرب الحركة الإسلاموية ضد ثورة ديسمبر المجيدة وضد المدنية والديمقراطية ، فلم يكره الكيزان في السودان أكثر من هاتين الكلمتين. ولكن السؤال المطروح هو لماذا ظهور قادة الصف الأول للمؤتمر اللاوطني المحلول في هذا التوقيت؟ هل من أجل مزيدا من إستنفار أبناء الغلابة وأبناء المهمشين ( بعد أن أمنوا أولادهم في تركيا ومصر وغيرها وأدخلوهم أفضل المدارس العالمية ) بعد أن أحسوا بخطورة الموقف العسكري والميداني عقب الهزائم الأخيرة في جميع محاور القتال؟؟؟ أم أتوا لتطمين قادة الجيش بأنهم بجانبهم ولن يتخلوا عنهم ؟؟؟
لا أظن أن أي سوداني فات عليه أنه منذ بدء هذه الحرب كانت كل التصفيات الجسدية والإعتقالات والمحاكمات كانت تستهدف بشكل مباشر كوادر أحزاب الحرية والتغيير وشباب لجان المقاومة إضافة إلي الإنتهاكات بشكل إثني وجهوي لدرجة أن يتم الحكم بالسجن 20 سنة علي الشاب (الصادق ضوءالبيت) القادم من نيالا بصحبة أخيه (الذي ينتظر ذات المصير ) لعلاج والدهم المريض (بالفشل الكلوي )لمجرد وجود تعليق بهاتفه بكلمة ( بل بس) وإعتبارها كلمة إستفزازية للجيش.
إن ظهور قادة المؤتمر الوطنى بشكل سافر والذي صاحبته حملة ضد الثوار ولجان المقاومة والكنداكات عبر أبواقهم وتهديهم بأن كل من يقول مدنية (ح يتحلا ويتبلا ويمشي ل الله).
ولكن نقول لهم أن ثورة ديسمبر المجيدة ستمضي لغاياتها رغما عنكم بشيبها وشبابها ولجان مقاومتها وكنداكاتها وستظل تهتف حرية سلام وعدالة ومدنية خيار الشعب وسنستعيد جيشنا منكم وكل مؤسساتتنا المدنية والعسكرية.