السبت, يوليو 5, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةدور منتدى شروق في تسليط الضوء علي قضية مياه القضارف

دور منتدى شروق في تسليط الضوء علي قضية مياه القضارف

دور منتدى شروق في تسليط الضوء علي قضية مياه القضارف

متابعات:السودانية نيوز

السكرتير الثقافي: هذا منبر مهم لأنه يتناول المجتمع المدني ويسلط الضوء على المنتدى نفسه
بدر الدين: غياب الإدارة والتخطيط الاستراتيجي من أبرز أسباب استمرار أزمة مياه القضارف

رئيس شروق: المنتدى بذل الكثير من الجهود وقدم العديد من الفعاليات لحل مشكلة المياه

المكتب الإعلامي – منتدى شروق

نظم منتدى شروق الثقافي في منبره الأسبوعي يوم الأربعاء الماضي، على قوقل ميت Google Meet، فعاليته رقم 449، التي جاءت تحت عنوان “دور المنتدى في تسليط الضوء علي قضايا الولاية – مشروع مياه القضارف نموذجا”.
قال السكرتير الثقافي للمنتدى – رئيس الجلسة – الأستاذ عمر عمارة أبو عاقلة إن هذا منبر مهم إذ أنه يتناول المجتمع المدني وهو منبر مميز ونوعي لأنه يسلط الضوء على المنتدى نفسه واهتمامه بمختلف القضايا، وفي نفس الوقت يؤكد ان عضوية منتدى شروق من المميزين، من امثال مقدم الورقة بدر الدين اسحاق.
قدم كاتب الورقة البحثية الأستاذ بدرالدين إسحاق عبدالله عرضا مرتبا وكان أنموذجا في التحضير الجيد واحترام الزمن.
تناولت الورقة الدور الحيوي الذي يؤديه منتدى شروق الثقافي في ولاية القضارف – السودان، في مناقشة القضايا المجتمعية، لا سيما أزمة مياه الشرب التي تعاني منها المدينة رغم موقعها الاستراتيجي وأهميتها التنموية.
وعرفت الورقة منتدى شروق باعتباره أحد أبرز وأهم القوى المجتمعية الفاعلة في ولاية القضارف – السودان، وقد تأسس في عام 2007 على يد مجموعة من الغيورين على قضايا مجتمعهم، والحالمين بنهضته وارتقائه. وهو منتدى تطوعي غير ربحي، يضم طيفًا واسعًا من التوجهات الفكرية، ويهدف إلى نشر المعرفة والوعي والثقافة في وطن خالٍ من النزاعات العنصرية والجهوية، ويسعى لتنوير المجتمع في كافة الجوانب.
ونصت ورقة بدر الدين اسحاق على أن مشكلة مياه الشرب تُعد تحديًا كبيرًا في عدد من ولايات السودان، نتيجة غياب رؤية استراتيجية واضحة لإدارة الموارد المائية، والهدر في مختلف القطاعات، وضعف الاستفادة من مشاريع السدود الكبرى، ونقص التمويل أو ضعفه، والتداخل بين الجوانب السياسية والإدارية والمهنية.
بدأت الدراسات الأولية لمشروع الحل الجذري في 2015 بالتزامن مع تنفيذ مشروع سدي أعالي عطبرة وستيت. شمل المشروع شبكة نقل مياه بطول 1610 كيلومترات، وخزانًا علويًا بسعة 10,000 متر مكعب، وخط ناقل طوله 75 كيلومترًا بطاقة يومية تصل إلى 75,000 متر مكعب، وفق مواصفات عالمية تراعي الجودة والسلامة – وفقا للورقة؛ وكان من المتوقع أن يوفر المشروع في مرحلته الأولى 75,000 متر مكعب من المياه يوميًا، الذي كان سيحل جذريًا مشكلة العطش بالولاية، ويُسهم في تطوير الصناعات، واستقرار قطاعات التعليم والصحة، وتحقيق تحول اجتماعي واسع، إلى جانب تعزيز النشاط الزراعي. إلا أن المشروع توقف بشكل مفاجئ، ولم تُستكمل الالتزامات المالية حتى اليوم رغم الوعود المتكررة.


افترض الباحث أن منتدى شروق الثقافي يمثل نموذجًا فاعلًا للمجتمع المدني في الضغط على صناع القرار للتعامل مع الأزمات المجتمعية. وان أزمة مياه القضارف ليست نتيجة ضعف في الموارد فقط، بل أيضًا نتيجة إخفاقات إدارية وسياسية. وتطرقت الورقة إلى دول تعاني من ضعف الوصول إلى المياه النظيفة: ففي النيجر 54% يفتقرون للمياه النظيفة؛ ويفتقر 55% في دولة بابوا غينيا الجديدة للخدمات الأساسية للمياه؛ كما ان 50% في إثيوبيا لا يحصلون على مياه نظيفة؛ و 48% في إريتريا بدون خدمات أساسية وتحديات بيئية وممارسات زراعية غير مستدامة تؤثر على جودة المياه.
لقد اقتصر تحليل الباحث بدر الدين اسحاق على فترة زمنية محددة (مارس – مايو 2023) مع اعتماد الدراسة على تحليل وثائقي دون إجراء مقابلات ميدانية بسبب الوضع الأمني ونقص الموارد.
نصت الورقة على أن المنتدى خطط لتنظيم جلسات حوارية مع المواطنين، وإلقاء مخاطبات في الأماكن العامة، ونشر هذه الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما دعا إلى تنظيم حملات مناصرة رقمية للتأثير على صناع القرار. مع دعوات لعصيان مدني 3 أيام في الأسبوع حتى تستجيب الحكومة للأزمة.كما قدم مقترحات للحكومة الولائية تتضمن حلولًا جذرية من خبراء اقتصاديين. وخاطب منظمات المجتمع المدني، والروابط الطلابية، والنقابات لوضع خطة ضغط سياسية.
وتضمنت النتائج المستخلصة أن منتدى شروق لعب دورًا رياديًا في لفت الانتباه لأزمة المياه، من خلال حملات المناصرة، الخطاب الجماهيري، والتعبئة المجتمعية.
كما تضمنت النتائج أن غياب الإدارة والتخطيط الاستراتيجي طويل الأمد من أبرز أسباب استمرار الأزمة في القضارف. وأن المشروع القومي لحل أزمة المياه وصل إلى مراحل متقدمة (95%)، لكنه لم يكتمل بعد.
كما نصت النتائج على أن الاستفادة من التجارب الدولية توضح أهمية القيادة المجتمعية وتضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني لتحسين خدمات المياه. وان هنالك حاجة ملحة لإعادة تفعيل المشروع، وتبني نموذج تشاركي في إدارة الموارد المائية بالولاية.


وأوصى بدر الدين اسحاق، من خلال ورقته، باستكمال التمويل اللازم لمشروع المياه وتشكيل لجنة محايدة مراجعته من الألف للياء. وأوصى المجتمع المدني بتنسيق الجهود بين المنتديات والروابط الأخرى في ولايات السودان.
وأوصى المانحين الدوليين بتخصيص دعم عاجل لمشاريع المياه في شرق السودان ضمن برامج الطوارئ والإنعاش المبكر.
ومن ناحيته أشاد المعقب الباشمهندس محمد آدم الشريف بالورقة ووصفها بأنها ممتازة وتمنى أن يحذو الجميع حذو الأستاذ بدر الدين بالكتابة الجادة. وقال إنه يتفق مع مضمون الورقة بشكل عام.
وأضاف إن الباحث تناول مشكلة الرؤية الإدارية بشكل واضح، ولكنه لم يتطرق إلى الأفق السياسي والذي هو منبع مشاكلنا. ولم يتناول الباحث تقارير المبادرات الأخرى التي اشتغلت على موضوع المياه، وهذه كانت ستضيف للورقة الكثير وتعطي نتائج أفضل، ولكن يبدو ان قيود الوضع الامني والموارد حالت دون ذلك. كما لم تتطرق الورقة للوبيهات المياه والمال السياسي الذي يوظفه النظام لأغراض أخرى غير خدمة المواطنين.
وكان لمحمد آدم رأي آخر، بعكس مقدم الورقة، يتمثل في أن منتدى شروق لم يقم بالدور المطلوب في قضية المياه بوضع برنامج واضح والعمل اليومي على القضية. وقال إن دور المنتدى في موضوع المياه لا يتناسب مع إمكانات المنتدى ومقدراته وتاريخه.
ونوه محمد آدم انه قد تم تحويل مشروع مياه القضارف إلى وحدة تنفيذ السدود، وهي جسم يوظف المال السياسي لخدمه النظام. وأكد أن حملة “القضارف لازم تشرب” كانت مؤثرة بدليل تعليق وزير المالية ووالي القضارف.
وتساءل الأستاذ حامد علي خضر لماذا توقف مشروع حصاد المياه الذي عاصره البعض في سبعينات القرن الماضي؟ وقال إن المنطقة ما بين شاشينا وام سواني فيها مياه كثيرة جدا غير مستفاد منها.
ومن ناحيته وصف الأستاذ عادل عركي ورقة بدر الدين بالعلمية الممتازة ولكنها أغفلت بعض الجوانب المهمة. وقال إن قضية مياه القضارف تحتاج للزخم الإعلامي الذي يحرك الساكن.
وقال لحوالي عشر سنوات لم يكن هنالك اهتمام بمشكلة مياه ولاية القضارف، وقال ليس هنالك شخص من القضارف جزء من ملف مشروع المياه، ووصف القضارف بان ليس لها وجيع.
وقال عركي إن مشاركات منتدى شروق كان لها اثر كبير جدا في تحريك ملف المياه. واتفق مع كاتب الورقة ان مشكلة مياه القضارف هي مشكلة إدارية بحتة.
هذا وقد شكر رئيس منتدى شروق خالد عبد الله عثمان مقدم الورقة بدر الدين على الجهد المبذول وقال إن معالجة مشاكلنا بالعلم هو الطريق الصحيح. وأضاف أن منتدى شروق بذل الكثير من الجهود في قضية مياه القضارف، فقد كان المنتدى قبل سنوات جزءا من تكوين جسم للمطالبة بالحل الجذري لمشكلة المياه، إذ حضر ممثلو المنتدى الكثير من الاجتماعات وشاركوا في جهود خدمة القضية. كما قدم المنتدى العديد من الفعاليات حول مشكلة مياه القضارف.
ومن جهته قال الباحث بدر الدين اسحاق أن بعض الجوانب سقطت سهوا من الورقة التي كانت محكومة بظرفها، ولكن المهم ان الورقة أُنجزت وتم نشرها في عدد من المواقع. وقال إنه لا يثق بوعود المسؤولين، ففي عام 2019 قال والي القضارف إن حل مشكلة المياه قد بات وشيكا، ولم نر شيئا. واكد بدر الدين إن القضارف إن لم يكن لها وجيع في الماضي فهي الآن بوجيعها، ونحن نتابع هذا الملف.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات