د. مريم الصادق المهدي : السودان الآن في مفترق طرق وقد سادت القبلية في الممارسة العامة
القاهرة :السودانية نيوز
نظم المنتدى الثقافي للمجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات، بالتعاون مع منتدى دار نفرتيتي للنشر والدراسات والترجمة ومركز الفارابي، ندوة لمناقشة كتاب المهندس عبد الجبار دوسة، كبير المفاوضين لحركة تحرير السودان في مفاوضات أبوجا. الكتاب بعنوان “الكتاب المفتوح وعلى المكشوف: الطريق إلى وقف الحرب في السودان وبناء دولة الحرية والسلام والعدالة”. تمت المناقشة مساء يوم السبت 26 يوليو 2025 بمقر المنتدى الثقافي المصري.
وناقش رؤية الكاتب من المنصة الفريق أول إبراهيم سليمان حسن وزير الدفاع الأسبق ورئيس هيئة الأركان الأسبق ووالي ولاية شمال دارفور الأسبق ،وقد ذكر في مستهل النقاش أن الكاتب قدم رؤية تصلح للمفاكرة والتطوير ، وفي السياق تحدث عن الجيش ودوره ، وقال أن الجيش مهامه عسكرية تتمثل في حماية البلاد، ولكن ظلت ممارسة الجيش للسياسة تأتي عبر المدنيين، وأن كل تجارب أنظمة الحكم العسكرية التي مرت على البلاد والإنقلابات يقف من ورائها سياسيين مدنيين ،وقال أن الجيش السوداني الآن يقوم بدوره في حماية البلاد تجاه المخاطر التي تهدد وجودها ،ويقوم بمسؤولية المحافظة عليها، وأن الجيش بتجاربه المستمرة منذ تأسيسه أكد قدراته العسكرية الموثقة في الدوريات العالمية المهتمة بالشؤون العسكرية كجيش نظامي محترف، وأعاب على السياسيين والأحزاب أقحام الجيش في الممارسة السياسية ، وأكد أن الوضع الصحيح تشكيل حكومة مدنية شريطة أن تكون حكومة مدنية منتخبة وتمثل إرادة الشعب ، وقال أن السودان به التعدد السياسي ،وبالضرورة احترام هذا التعدد وعدم إنكاره أوالعمل من أجل القضاء عليه أو ممارسة الإقصاء، فالسودان به كما ذكر الشيوعي والإسلامي والأمة والإتحادي والبعثي وغيرهم .
د. مريم الصادق المهدي وزير خارجية الفترة الانتقالية قالت أن السودان الآن في مفترق طرق، وقد سادت القبلية في الممارسة العامة ،وحلت محل الأسس وشرائط ومعايير الكفاءة في التوظيف للوظيفة العامة، وتم استغلال رمزية القبيلة والجهة، وقد وصار هنالك من يحصلون على الوظيفة العامة بمعايير الإنتماء القبلي ،وقد يكون من بين اولئك من لم يرون مناطق قبائلهم ، وأن هذا المعيار في التوظيف كرس لمظالم جديدة، ولم تخاطب التهميش بلا عمق المشكلات. كما تحدثت عن ضرورة وجود معايير مجردة للخدمة العامة وركائزها السليمة التي تقوم على الكفاءة، وضرورة وقف الحرب والاتفاق الذي يجب أن لا ينبني على الإقصاء ، كما ثمنت الكتاب وجهود كاتبه .
البروفيسور صديق تاور عضو مجلس السيادة الفترة الانتقالية في التعقيب، أكد أن كل السودانيون مجمعون على وقف الحرب ومدنية الدولة بإستثناء الحركة الإسلامية وحزبها المؤتمر الوطني ،وأن قيادة الجيش مختطفة بواسطة حركة الإسلام السياسي التي تسعى لفرض عودتها مرة آخرى إلى السلطة عبر بوابة الحرب والقتال ، لذلك ترفض وقفها، وذكر بأن الحرب صارت مهددة لوجود الدولة، وأن الحركة الإسلامية مثلما فصلت جنوب السودان ، ماضية في تمزيق البلاد وقد ربطت مصير الدولة بعودتها إلى السلطة ، واستشهد بالقول، بأن البرهان كقائد عسكري للجيش ظل يصدر القرارات العسكرية لتأتي تصريحات من علي كرتي وقادة الحركة الإسلامية الآخرين مغايرة ونافية لتصريحاته وقراراته ، مما يشير بأن قائد الجيش لا يملك القرار ، ويأتي قرار الجيش من خارج أسواره .
في النقاش المفتوح للحضور .
البروفيسور هداية تاج الأصفياء ذكرت أن الجيش الذي تحدث عنه الفريق أول إبراهيم سليمان كان ذلك هو الجيش حينما التحق الفريق أول إبراهيم بالكلية الحربية، ولكن الجيش في ظل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني تحول إلى جيش الحركة الإسلامية ، وقد صارت قيادة الجيش هي قيادة الحركة المذكورة، والجنود من مناطق الهامش المتاثرة بالحرب، وتحدثت عن مبدأ عدم العزل والإقصاء ولكن بالضرورة المساءلة ، وقالت بان الحركة الإسلامية وحزبها المؤتمر الوطني يرفضان الاعتذار عن جرائمهما المرتكبة، وطالما لا تعتذر الحركة الإسلامية وحزبها عن جرائمهما، تساءلت في استغراب كيف يتحقق الاتفاق السليم .
البروفيسور موسى آدم عبد الجليل أستاذ الإجتماع بجامعة الخرطوم تحدث عن تعدد الهويات داخل الدولة وتنوعها ،وأن الهوية التي تجمع كل المواطنين هي الدولة .
د . عبد الحليم عيسى تيمان القيادي بحزب الأمة القومي تحدث عن وقف الحرب وضروراته الملحة .
الملك يعقوب الملك ملك قريضة تحدث عن تجربته الشخصية وكيف انه تمكن في قريضة من هزيمة المؤتمر الوطني وأن وسائل الهزيمة ممكنة بالوسائل المدنية وليس من خلال الإقصاء، وقال الإقصاء يؤدي إلى تبرير استمرار الحرب وان الإقصاء يؤدي إلى المزيد من الحرب والقتال .
مولانا محمد بشارة دوسة وزير العدل الأسبق تحدث حول أهمية وقف الحرب ودعا المنتدى لتطوير النقاش بحيث لا يصبح محصورا في الكتب ورؤية الكُتاب ، وتحدث عن أهمية وضرورة مناقشة المنتدى لكل القضايا وليس الاكتفاء بنقاش كاتب الكتاب في رؤيته .
كما تحدث الأستاذ أزهري عمر السيد عن برلمان الشعب وتحدث اللواء م دكتور الصادق عبد الله والعميد ش م محمد طاهر
وشارك من المهتمين بالشأن السوداني رئيس مجلس أمناء مركز الفارابي ل د. علاء عز الدين ومدير المركز د مدحت حماد ، وأدارت النقاش الإعلامية الألمعية الأستاذة أسماء الحسيني، وفي الختام شكر الأستاذ بحر داؤود المحامي الحضور عن أسرة كاتب الكتاب المهندس عبد الجبار دوسة.