الإثنين, فبراير 3, 2025
الرئيسيةمقالاتذالنون سليمان يكتب :هل انتهت الحرب؟

ذالنون سليمان يكتب :هل انتهت الحرب؟

ذالنون سليمان يكتب :هل انتهت الحرب؟

أعلام الجيش وحلفائه يروج لنهاية الحرب، وبداية انتصارهم على قوات الدعم السريع بعد استعادتهم عدد من المدن والمواقع العسكرية الاستراتيجية، بينما إعلام الدعم السريع يؤكد أن ما يحدث هو ضمن الخطة الثانية، وأن الحرب لم تنته بعد.
أين الحقيقة؟
قياسا على الحقائق في الأرض, إستعاد الجيش سيطرته على مدن الدندر وسنجة ومدني وأم روابة, وأعاد إنتشار قواته في منطقة بحري العسكرية بعد استرداده مصفاة الجيلي وسلاح المظلات وكبري المك نمر, ومن قبل, الإذاعة, ومنطقة كرري بمنطقة والمهندسين العسكريتين, وذلك بعد فترة طويلة من سيطرة الدعم السريع عليها سواء كان بالإخضاع أو السيطرة, وبقوة السلاح من خلال إشتباكات مباشرة خسر فيها الجيش الكثير من الجنود والضباط والعتاد لصالح قوات الدعم السريع, بينما كانت استعادة الجيش لمواقعه وفك الحصار عن مقاره الرئيسية نتيجة لإنسحاب الدعم السريع بكامل قواته وعتاده منها, وبخسائر صفرية جعلت حلفاء الجيش الإسلاميين ينتقمون من المواطنين المدنيين بتهمة التعاون عندما وجدوها خالية من الدعم السريع. بالتأكيد الانسحاب أتي بعد نجاح الجيش وحلفائه في التضييق على الدعم السريع وإجباره على إخلاء المدن وفك الحصار من المواقع العسكرية، ولكن، هذا لا يعني الإنتصار طالما الدعم السريع لازال موجود بكامل قواته وعتاده في نفس أرض المعركة.
ما يحدث هو تغيير في جغرافية الحرب والياتها فقط، بعد انتقال الجيش لموقع الهجوم بعد عام ونصف من الدفاع, أستطاع فيها تنظيم خطوطه وتعويض النقص في سلاح المشاة عبر القوات المشتركة للحركات المسلحة والحركة الشعبية بقيادة عقار والكتائب الجهادية وقوات الاورطة الشرقية والمستنفرين والمليشيات القبلية, وقوات من التقراي والجبهة الإسلامية لتحرير إرتريا وفق إفادات الدعم السريع, إلى جانب استعانته بالمسيرات الحديثة وسلاح الطيران, مما أحدث فرق كبير في ميدان المعركة نتيجة لكثافة النيران والتفوق العددي أمام مجموعات الدعم السريع المنهكة, قابلة قيادة الدعم السريع هذا التحول بسياسة شراء الوقت عبر وقف انتشار قواتها وانسحابها من المواجهات المباشرة من أجل مواجهة التفوق التقني والعددي للجيش بمعدات واليات وقوات عسكرية جديدة, ورسم خارطة عمليات جديدة تستهدف بها مركز السلطة قاعدتها الأساسية غرب البلاد, وذلك من خلال كيان سياسي إداري يمثل الدعم السريع قواته العسكرية, يدعم هذا الافتراض التحول الميداني الذي حدث في منطقة جبل موية بعد تدخل الطيران والمسيرات, وإقرار قائد الدعم السريع بفاعليتها القتالية ووعده لجنوده بقرب تحييدها وقيامه بفتح معسكرات للتجنيد والتدريب, أيضا تغريدات مناوي الأخيرة حول وصول الاف المقاتلين بكامل عتادهم الحربي وانضمامهم للدعم السريع, بالإضافة لمساعي الدعم السريع إعلان حكومة موازية لبورتسودان في صراع الشرعيات التمثيلية بين القوتين.
الحقيقة، أننا مقبلين على مرحلة جديدة من الحرب، بين حكومتين واحدة في الشرق والأخرى في الغرب، تم الإعداد لها جيدا تقنيا وبشريا، تتغذي من الموارد البشرية والمعدنية الهائلة، وتقاطعات القوي الإقليمية والدولية، وتقتات من ميراث الصراع التاريخي المرير بين المكونات الاجتماعية والسياسية وإفرازات الحاضر نتيجة لانتهاكات أطراف الحرب، أبرز عناوينها الصراع من أجل البقاء كشعار حرب للدعم السريع، ومعركة الإخضاع واستعادة السيطرة على جهاز الدولة بالنسبة للجيش وحواضنه السياسية وشركائه. الواقع السياسي والعسكري يخبرنا باستحالة تطبيق تجربة الخمير الحمر على الدعم السريع كمطلب لجنرالات الجيش وأمراء الكتائب الجهادية، وحتى لو نجح الجيش في دفع قوات الدعم السريع للحدود الغربية فإن هذا لا يعني نهاية الحرب، بفضل ترسانته العسكرية وطبيعة قواته المقاتلة وعلاقاته الإقليمية وإمكانياته الاقتصادية ,ودونكم حركة 23 مارس الكونغولية التي تهدد الان العاصمة بعد 13 عام من نهايتها العسكرية، أيضا, علينا أن لا ننسي أن الجيش وحواضنه الإسلامية لديهم معارك مؤجلة مع الحركة الشعبية قيادة الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور قد تندلع في أي لحظة , والتباينات السياسية والعسكرية مع حلفائهم في القوات المشتركة بسبب الترتيبات الأمنية والمشاركة في السلطة, جميعها تجعل من السودان مرجل حروب لن تخمد نيرانها إلا بتسوية سياسية عادلة وشاملة, وفي حال عدم تحققها, ستكون نواة لانفصالات سياسية وإدارية, سيدفع المواطن ثمنها, من خلال نقص الغذاء وتدني الخدمات الأساسية وزيادة القبضة الأمنية والعسكرية واستمرار الحرب بكل ضراوتها.
الحرب لن تتوقف بعودة البرهان للقصر الجمهوري والقيادة العامة بعد إنسحاب قوات الدعم السريع منها وسط تكبيرات المجاهدين ومورالات الحركات المسلحة، ولكنها ستنتهي عندما تدمج جميع الجيوش في قوات الشعب المسلحة طواعية من خلال مشروع سياسي وطني ودستور دائم. وما عدا ذلك، يصب في إطار الحرب الإعلامية وتضليل الشعب، كتكرار لأكاذيب موت حميدتي وسيطرة الجيش على القصر الجمهوري وتدمير قوة الدعم السريع.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات