رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي السوداني :حكومة السلام احرزت تقدماً ملحوظاً في بناء هياكلها المؤسسية وفتح قنوات التواصل مع القوى الثورية والمجتمعية
أهلاً وسهلاً بكم متابعينا الكرام عبر “السودانية نيوز” يسعدنا اليوم أن نستضيف شخصية سياسية بارزة وهو الأستاذ عبداللطيف عبدالله إسماعيل رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي السوداني للحديث حول تطورات المشهد السياسي في السودان وتحديات المرحلة الراهنة ورؤية حزبهم لتحقيق السلام والاستقرار
مرحباً بك أستاذ عبداللطيف
مرحباً بكم، وأشكركم جزيل الشكر على هذه الاستضافة الكريمة عبر سودانية نيوز أخص بالشكر الأستاذة وصال على إتاحة هذه الفرصة الطيبة للمساهمة في هذا الحوار المهم حول واقع السودان الراهن وما يواجهه شعبنا من تحديات، وما نطرحه من رؤى للحل وبناء المستقبل
اجري الحوار : وصال بله
كيف ترى الوضع الحالي في السودان بعد الأحداث الأخيرة؟
الوضع في السودان مأساوي للغاية، ويشهد انهياراً تاماً لمؤسسات الدولة، وانتشاراً واسعاً للعنف، وغياباً لأي أفق سياسي حقيقي من قبل السلطة القائمة. ما يحدث هو نتيجة مباشرة لعسكرة السياسة واحتكار السلطة من قبل قوى تقليدية فشلت في بناء دولة مدنية ديمقراطية.
ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه حكومة السلام؟
أبرز التحديات هي:
الوضع الإنساني المتدهور ، وانعدام خدمات الصحة و التعليم و المياه.
الوضع الأمني المعقد في مناطق النزاع وانهيار كامل للمؤسسات العدلية والشرطة. ضعف الإمكانيات اللوجستية والمؤسسية. الحملات الإعلامية المضللة التي تستهدف مشروع السلام والوحدة. تردد بعض القوى السياسية في الانخراط في مسار جديد خوفاً من فقدان مكاسبها التاريخية.
كيف يمكن تحقيق الاستقرار السياسي في السودان في ظل الظروف الحالية؟
يتطلب الأمر أولاً وقف الحرب فوراً، وفتح المجال لحوار وطني شامل يضم كل المكونات السياسية والاجتماعية. كما يجب تأسيس عقد اجتماعي جديد يعالج جذور الأزمة ويكرس مبدأ المواطنة والعدالة والمساءلة، بعيداً عن الهيمنة العسكرية أو الحزبية الضيقة.
ما هو تقييمك للوضع الأمني في البلاد خاصة في مناطق الحرب؟
الوضع الأمني كارثي، خاصة في الجزيرة، الخرطوم، كردفان، ودارفور، نتيجة لتوسع العمليات العسكرية، وتورط أطراف عديدة في الانتهاكات، وانهيار المنظومة الأمنية الرسمية. المدنيون هم الضحية الأولى في هذه المعادلة، حيث يتعرضون للتشريد والانتهاكات المتكررة.
ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من العنف وإحلال السلام في المناطق المتأثرة بالحرب؟
وقف فوري لإطلاق النار. نشر مراقبين محايدين برعاية دولية. تمكين المجتمعات المحلية من إدارة شؤونها ذاتياً مؤقتاً. توفير مساعدات إنسانية عاجلة. الشروع في عمليات مصالحة محلية بإشراف حكومة السلام والمجتمع المدني. حول حكومة السلام
كيف تقيم أداء حكومة السلام حتى الآن؟
رغم الظروف الصعبة، فقد أحرزت حكومة السلام تقدماً ملحوظاً في بناء هياكلها المؤسسية، وفتح قنوات التواصل مع القوى الثورية والمجتمعية، كما نجحت في تقديم خطاب وطني جامع تجاوز الانقسامات التقليدية.
ما هي أولويات حزبكم في التعامل مع قضايا السلام والمصالحة الوطنية؟
وقف الحرب.
العدالة الانتقالية.
تعويض المتضررين.
بناء مؤسسات مدنية تحترم التعدد وتكرّس حكم القانون. تمكين النساء والشباب كفاعلين في مسارات السلام.
كيف يمكن تعزيز دور المجتمع المدني في عملية السلام؟
من خلال:
ضمان استقلاليته وحياده. إشراكه في مراقبة تنفيذ اتفاقات السلام. ودعمه تقنياً وتمويلياً ليضطلع بدوره الرقابي والمجتمعي. بجانب فتح المجال له للتعبير والمبادرة في قضايا المصالحة.
ما هو دور تحالف السودان التأسيسي في المشهد السياسي الحالي؟
التحالف هو الحاضنة السياسية لحكومة السلام، ويقود مشروعاً وطنياً لتأسيس السودان الجديد على أساس المساواة والمواطنة والديمقراطية، ويعمل على توحيد القوى الراغبة في بناء دولة مدنية غير خاضعة للعسكر أو النفوذ الأجنبي.
هل هناك خطط لتوسيع التحالف ليشمل أحزابًا أخرى أو حركات اجتماعية؟
نعم، التحالف مفتوح لكل قوى التغيير، وهنالك اتصالات مستمرة مع قوى شبابية، نسوية، وأحزاب سياسية جديدة ترغب في بناء وطن جديد على أسس مشتركة.
ما هي رؤيتكم لمستقبل السودان خلال السنوات الخمس المقبلة؟
رؤيتنا أن السودان يمكن أن يتحول إلى دولة ديمقراطية فيدرالية، تعيش فيها كل المكونات في سلام، وتتحقق فيها التنمية المتوازنة، ويستعيد فيها المواطن الثقة في الدولة ومؤسساتها، إذا ما توفرت الإرادة السياسية واستمر الدعم الشعبي.
كيف يمكن للشباب السودانيين أن يشاركو بشكل فعال في العملية السياسية؟
من خلال الانخراط في المبادرات المحلية، تكوين تنظيمات شبابية مستقلة، المشاركة في الحوارات، مراقبة الأداء العام، وتولي أدوار قيادية في الأحزاب والحكومة الجديدة، لأنهم هم أصحاب المصلحة في التغيير الحقيقي.
ما هي السياسات التي ترى أنها ضرورية للنهوض بالاقتصاد السوداني؟
إيقاف الحرب وتحقيق الاستقرار السياسي أولاً. ودعم الزراعة والإنتاج المحلي.
بالاضافة الي استعادة الأموال المنهوبة. وتأسيس النظام المصرفي والضريبي.
بجانب الانفتاح الذكي على الشراكات الدولية ذات المصلحة المشتركة.
كيف يمكن تعزيز العلاقات الخارجية للسودان في ظل الوضع الحالي؟
من خلال تقديم مشروع وطني واضح يعكس تطلعات الشعب، وإرسال رسائل طمأنة للمجتمع الدولي والإقليمي، وبناء علاقات مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، مع الابتعاد عن سياسة المحاور.
ما هي الرسالة التي تود توجيهها إلى الشعب السوداني في هذه المرحلة الحرجة؟
أنتم مصدر الشرعية والقوة الحقيقية، لا تصدقوا دعايات الحرب ولا تستسلموا للواقع المفروض. السلام ممكن، والتغيير حتمي، وبوحدتكم يمكننا بناء