الخميس, سبتمبر 4, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةرشا عوض تكتب :اهداء الى حزب الامة جناح بورسودان

رشا عوض تكتب :اهداء الى حزب الامة جناح بورسودان

رشا عوض تكتب :اهداء الى حزب الامة جناح بورسودان

الربط بين الجنجوويد والمهدية ما زال متواترا ، وقد استعرضت نماذج منه قبل ذلك لكتاب كيزان تحدثوا عن ان الخرطوم سقطت مرتين مرة في يد المهدي ومرة في يد الدعم السريع، وبالامس كتب عمسيب احد تصنيعات الاجهزة الامنية والاستخباراتية الكيزانية بمناسبة ذكرى معركة كرري ان ” الجيش الانجليزي المصري ضاجع في مثل هذا اليوم جيش العطاوة بقيادة التعايشي” ، وهاهي عضو لجنة مركزية في الحزب الشيوعي تمضي في ذات الاتجاه، وهو اتجاه عقل الدولة المركزية المصنوع على اعين وكلاء الخديوية! هذا العقل صمم شفرة تشغيل الدولة مؤسساتيا، وجعل الثقافة السياسية تتغذى من الجذر الخديوي فكانت النتيجة تحقير وتهميش كل ما له صلة بالمهدية، وانكار انها ثورة سودانية حقيقية ضد الاستعباد التركي المصري!
ما هو المتوقع من حزب الامة الذي قوامه الجماهيري الانصار؟
حزب الامة لا مكان له في دولة ” الجذر الخديوي ” هذه حتى عندما يصل الى قمة هرم السلطة مرفوعا باكثريته الانتخابية فانه سرعان ما يخرج بخفي حنين بفعل الانقلابات العسكرية! ولا يقدم اثناء توليه السلطة الحد الادنى من المكاسب التنموية لاغلبية جماهيره التي تسكن غالبيتها في القطاع المطري التقليدي المهمش اقتصاديا ، ولا مستقبل لحزب الامة الا بأن يغير هو شفرة تشغيله السياسية ويتموضع في قلب حركة الهامش التي ترفع لواء ” تغيير شفرة تشغيل الدولة السودانية” في اتجاه ان تكون دولة كل السودانيين ومخاطبة المسكوت عنه في ثنائية ( البحر والغرب) بجرأة وموضوعية لان هذه الثنائية كرست لتحيزات مسبقة ضد غرب السودان استوطنت عقل ” الشمال السياسي” وترتبت عليها جرائم كبيرة ضده.
حزب الامة الان منقسم الى ثلاثة اجنحة جناح انحاز الى تأسيس واخر في تحالف صمود ، وجناح موالي لبورسودان وهذا هو الجناح الاغرب الذي يصعب تفسير انحيازه! غير مفهوم على الاطلاق ان يتحدث قيادي في حزب الامة بمنطق الدولجية وحكايات الحفاظ على مؤسسات الدولة! اي دولة واي مؤسسات؟ الدولة التي قصفت الجزيرة ابا بالطيران ؟ الدولة التي وصفت مقاتلي حركة يوليو ١٩٧٦ بالمرتزقة التشاديين ؟ وما هي مصلحة القواعد العريضة للحزب في هذه الدولة التي كان الشرط البنيوي لتأسيسها الاقصاء المنهجي للقاعدة الاجتماعية لحزب الامة من مفاصلها العسكرية والمدنية، والاخطر هو الانحياز الثقافي لهذه الدولة ومن تجلياته حتى هذه اللحظة وصف تحرير المهدي للخرطوم بالغزو!
ان قيادات حزب الامة التي تداهن البوت العسكري في بورسودان وتتحدث عن مؤسسات الدولة بمنطق نادي الافندية الخرطوميين لن تحصد من ذلك الا مكاسب شخصية ولكن الجيش بطبيعته يستحيل ان يكون رافعة سياسية لحزب الامة! سيكون فقط رافعة لغواصات الكيزان داخل الحزب!
الموقع اللائق بحزب الامة هو ان يكون رأس الرمح في الكتلة المدنية التي تعمل من اجل اعادة هيكلة الدولة السودانية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية كطريق وحيد نحو سودان واحد ، هذا هو الموقع الوحيد الذي يمكن ان تنطلق منه الانتقادات للجناح الذي انخرط في تحالف تأسيس، ولكن من كان يستنفر للقتال مع الجيش ليس من حقه ان يرجم بالحجارة من انحاز لتأسيس من قيادات او قواعد حزب الامة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات