رماز علي ريري تكتب :”الإمارات وإسرائيل وأمريكا: تآمر لخلق ديانة جديدة تحت مسمى الإبراهيمية”
رماز علي ريري
الإمارات وإسرائيل وأمريكا
على مر العصور، ظل الإسلام هو الدين الحق، دين الله الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لتكون رسالته رسالة عالمية خالدة. وقد قال الله تعالى في محكم التنزيل: *”إن الدين عند الله الإسلام”* (آل عمران: 19). ورغم محاولات أعداء الدين وأعوان الشيطان لتحريف كلام الله، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل الذريع، فقد تعهد الله بحفظ كتابه الكريم قائلاً: *”إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”* (الحجر: 9). ومع ذلك، تستمر القوى الظلامية في محاولاتها للسيطرة على العقول والقلوب، ساعية إلى نشر أفكار جديدة ومضللة، ومن أبرز هذه الأفكار في السنوات الأخيرة هو مصطلح “الإبراهيمية”.
الإبراهيمية: دين جديد أم غطاء لمشروع سياسي؟
ظهرت في الآونة الأخيرة دعوات لتبني ما يسمى بـ”الإبراهيمية”، والتي يتم الترويج لها كديانة جديدة تجمع بين الإسلام والمسيحية واليهودية، في محاولة لتوحيد الأديان تحت مظلة واحدة. وعلى الرغم من أن هذا المصطلح قد يبدو في ظاهره دعوة للتسامح الديني والتعايش، إلا أن تحليله بعمق يكشف عن نوايا خفية لخلق دين جديد يناسب أجندات القوى العالمية.
تُعد الإمارات العربية المتحدة واحدة من أبرز الدول التي تروج لهذا المفهوم، بالتعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. هذا التعاون الثلاثي يهدف إلى تغيير المشهد الديني في العالم العربي، وتشكيل دين جديد يخدم المصالح السياسية والاقتصادية لهذه القوى. فالإبراهيمية ليست مجرد فكرة عابرة، بل هي جزء من خطة محكمة تهدف إلى السيطرة على العقول وإعادة تشكيل الهوية الدينية للشعوب العربية والإسلامية.
وسائل التواصل الاجتماعي: سلاح السيطرة على العقول
في ظل الثورة الرقمية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي الساحة الرئيسية لنشر الأفكار والترويج للأجندات. ومع تصاعد النفوذ الرقمي، باتت هذه الوسائل أداة فعالة في التأثير على العقول، خاصة في المجتمعات العربية التي أصبحت تعتمد بشكل كبير على هذه المنصات في تلقي المعلومات وتكوين الرأي.
القوى العالمية، بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل، تستغل هذه المنصات للترويج لفكرة “الإبراهيمية” ونشرها على نطاق واسع. ويتم ذلك من خلال حملات إعلامية مكثفة، تحاول إقناع الناس بأن هذه الديانة الجديدة هي الحل للتعايش والسلام. ولكن الحقيقة هي أن هذه الحملات تهدف إلى تزييف الواقع، حيث تستخدم وسائل التواصل كأداة لإعادة برمجة العقول والسيطرة عليها.
الوصول إلى البيانات السرية: التهديد الحقيقي
لا يقتصر الأمر على الترويج لفكرة الإبراهيمية فحسب، بل يمتد إلى استخدام التكنولوجيا لاختراق البيانات الشخصية والوصول إلى الملفات السرية. في العصر الرقمي، أصبح من السهل الوصول إلى المعلومات الشخصية عبر الإنترنت. هذه المعلومات يتم استخدامها لفرض أيديولوجيات معينة على الأفراد، حيث تُستخدم ضدهم لإجبارهم على الانصياع لرغبات القوى العالمية.
السيطرة على البيانات الخاصة هي أحد أساليب القوى الكبرى لفرض الدين الجديد. فمع التقدم التكنولوجي، أصبح من الممكن استغلال الثغرات في الأنظمة الإلكترونية للوصول إلى المعلومات الحساسة، ومن ثم ابتزاز الأفراد والمجتمعات بأسرها لقبول أفكار ومعتقدات تخدم مصالح تلك القوى.
العرب: بين الاستهداف والتحديات
العرب، الذين كانوا في يوم من الأيام قادة الحضارة والإسلام، أصبحوا اليوم هدفاً سهلاً للقوى الكبرى. ضعفت الأمة العربية بفعل الانقسامات الداخلية والتحديات الاقتصادية والسياسية. ومع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، باتت المجتمعات العربية أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية.
هذه الضعف السياسي والاقتصادي يُستغل بشكل كبير في الترويج للإبراهيمية. يتم تقديم هذا الدين الجديد على أنه حلاً للأزمات التي تواجه المنطقة، وأنه الطريق إلى السلام والازدهار. ولكن الحقيقة هي أن الإبراهيمية تهدف إلى محو الهوية الإسلامية والعربية، وتحويل الشعوب إلى أتباع لأجندات خارجية.
خاتمة: الكفر لا يقف عند حد
قال الله تعالى: “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم” (البقرة: 120). الكفار لن يتوقفوا عن محاولاتهم لإضلال المسلمين حتى يتبعوا ملتهم. الإبراهيمية ليست سوى محاولة جديدة في سلسلة من المحاولات التي تهدف إلى تحريف الإسلام والسيطرة على العقول. ومع ذلك، يبقى القرآن الكريم محفوظاً بقدرة الله، وستظل الأمة الإسلامية تقاوم هذه المؤامرات.
في نهاية المطاف، يجب على العرب والمسلمين أن يكونوا واعين بما يحدث من حولهم. يجب أن يدركوا أن الإبراهيمية ليست ديناً جديداً للسلام، بل هي مشروع سياسي خفي يهدف إلى تقويض الإسلام وإضعاف الأمة. ولكن كما قال الله سبحانه وتعالى: “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” (الأنفال: 30).