سد النهضة ومشروع تحويل الصراع حول مياه النيل
المكتب الإعلامي – منتدى شروق
نظم منتدى شروق الثقافي منبره الأسبوعي إسفيريا مساء أمس السبت، والذي كان موضوعه (أطروحة مشروع لتحويل الصراع حول مياه النيل) ، والتي تحدث فيها الباشمهندس مصطفي السيد الخليل.
أسمى الخليل أطروحته “مشروع مبادرة حوض النيل الأزرق” والتي تتلخص في شراكة بين السودان وأثيوبيا ومصر، تحول الصراع إلى تعاون،وذلك بأن يتم شق ترعتين للري من سد النهضة إلى منطقة النيل الأزرق بالسودان، تحاكي ترعتي الرهد وكنانة التي كان يفترض أن تستمد ماءها من خزان الروصيرص. تساهم مصر بالمياه من حصتها. وتساهم أثيوبيا بالكهرباء من سد النهضة. ويساهم السودان بالأراضي في منطقة النيل الأزرق والمزارعين الذين عانوا من التهميش على مر الحقب التاريخية. ويستخدم المشروع لزراعة المحاصيل التي تحتاج إلى الكثير من الماء مثل قصب السكر والأرز لمصلحة الدول الثلاث. وأكد الخليل أن المشروع سيؤدي لتحويل الصراع بين الدول الثلاث وتحويل الصراعات الداخلية في النيل الأزرق وفي أثيوبيا. يمكن للمشروع ان يحقق نتائج جيدة ويكون أنموذجا لدول حوض النيل.
من ناحيته قال الأستاذ حاج علي المجذوب إن الورقة تتبنى سردية أن سد النهضة مفيد للسودان وليس فيه أي مشاكل، وتساءل هل الورقة توقن بعدم وجود اي خطر على السودان من السد؟ واضاف: ما الذي يغري مصر لتكون جزءا من هذا المشروع وتتنازل من جزء من حصتها في مياه النيل وتكف على رفض السد؟
كما أشار الأستاذ عز الدين محمد أحمد دنكس لكتابات الدكتور محمد جلال هاشم، فيما يتعلق بالدراسة الأمريكية التي تناولت خطورة السد لعدم استقرار الأراضي الباطنية في المنطقة.
وعزز رئيس الجلسة جعفر خضر السؤال بالإشارة إلى أن مقدم الورقة الباشمهندس مصطفى السيد الخليل استند الى تقرير مكتب استصلاح الأراضي الأمريكي US Land Reclamation Bureau للعام (1964) لتأكيد أن مشروع سد النهضة ينهض على دراسة علمية، وهو ذات التقرير الذي استند إليه الدكتور محمد جلال هاشم في كتاباته ليدلل على خطر سد النهضة على السودان، باعتبار أن الدراسة خلصت – وفقا لهاشم – إلى أن المنطقة التي بُني عليها سد النهضة لا تصلح لبناء سد تزيد سعتُه التخزينية عن 12 مليار متر مكعب كحد أقصى، ذلك لعدم استقرار الطبقات السفلي العميقة لتلك المنطقة.
وأرجع الأسناذ عمر عمارة أبوعاقلة التخبط في رؤية السودان حول قضايا حوض النيل وإتفاقياتها إلي غياب رؤية إستراتيجية للدولة السودانية تعبر عن مصلحة الشعب وتكون ثابتة لا تتأثر بتغير الأنظمة والحكومات ، مدللا علي ذلك بتردد السودان حول إتخاذ موقف من إتفاقية عنتبي التي تعيد قسمة مياه النيل علي مبدأ المساواة بين الدول المستفيدة من بحيرة فكتوريا ، وحتي الآن لا يحدد السودان موقفه هل سينضم إلي الإتفاقية أم لا. فيما تساءل الأستاذ وجدي خليفة حول إمكانية تحويل فكرة مقترح المشروع إلي تصور عملي تتبناه الدول الثلاث ويكون قابلا للتطبيق.
وعلق الباشمهندس مصطفى السيد الخليل قائلا أنه لا يدافع عن سد النهضة فنيا، لكن سد النهضة الآن أصبح أمرا واقعا، يجب أن نتعامل معه. وأضاف أن السودانيين والمصريين والأثيوبيون اتفقوا على قيامه، فلا يمكن أن يتفقوا على شيء ضار، وأكد أن المصريين الآن لا اعتراض لهم على سد النهضة، فقط يطالبون باتفاقية قانونية تعطيهم حق المشاركة في إدارته.
وأضاف الخليل أن المصريين شجعوا على تشييد سد كجبار، وساعدوا في تشييد سد مروي، إذ أنهم يؤيدون أي سد لتوليد الكهرباء وليس للري، وأوضح أن المصريين مشكلتهم الإطماء في بحيرة ناصر الذي قلل السعة التخزينية للسد العالي، واتسعت البحيرة، مما أدى لزيادة التبخر، لذلك فهم يشجعون أي خزان يحد من الطمي القادم إليهم. وأكد ان “مشروع مبادرة حوض النيل الازرق” سيكون في مصلحة الجميع.