الثلاثاء, مارس 11, 2025
الرئيسيةمقالات صــفاء الزيــن تكتب: الشعب يريد سودان جديد: ذكرى 19 ديسمبر نداء للتغيير...

 صــفاء الزيــن تكتب: الشعب يريد سودان جديد: ذكرى 19 ديسمبر نداء للتغيير والأمل

 صــفاء الزيــن تكتب: الشعب يريد سودان جديد: ذكرى 19 ديسمبر نداء للتغيير والأمل

في مثل هذا اليوم 19 ديسمبر، تشرق في ذاكرة الشعب السوداني شمس الثورة التي أضاءت ظلمات الاستبداد، وأعادت للأمة نبضها الحقيقي، لأنه اليوم الذي ارتفع فيه الصوت الجماعي عاليًا: “الشعب يريد”، ليحطم جدران الصمت والخوف، ويعلن بداية عهد جديد من الكرامة، الحرية، والسلام.

لقد عانى السودان لعقود من أزمات سياسية واقتصادية خانقة، وصراعات أنهكت موارده وأضعفت نسيجه الاجتماعي، كانت الأنظمة المتعاقبة بعيدة كل البعد عن طموحات الشعب، مما أدى إلى اتساع الفجوة بين الحاكم والمحكوم، لكن رغم كل التحديات، ظل الشعب السوداني صامدًا، متمسكًا بحقه في مستقبل أفضل، ومؤمنًا بقدرته على التغيير.

19 ديسمبر كان البداية، ولكنه لم يكن النهاية، كان يومًا اجتمع فيه السودانيون من كل الأطياف تحت شعار واحد: “حرية، سلام، وعدالة”، أظهرت تلك اللحظة التاريخية للعالم قوة الإرادة الشعبية، وكيف يمكن للأمل أن يهزم الخوف، وللوحدة أن تتغلب على التفرقة.

إن الشعب السوداني اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا لما يحتاجه لتحقيق سودان جديد، إنه سودان يتسع للجميع، سودان يُدار بالشفافية والمساءلة، سودان يحترم تنوعه الثقافي والعرقي، ويسعى لتحقيق تنمية مستدامة تشمل كل مناطقه دون تهميش أو إقصاء.

السودان الجديد هو حلم أجيال عانت من التهميش والظلم، لأنه وطن يُبنى على أسس الديمقراطية الحقيقية، حيث يُسمع صوت الشعب وتُحترم حقوقه، إنه وطن يحترم حرية التعبير ويعزز سيادة القانون، ويسعى لتحقيق السلام الدائم الذي طال انتظاره.

لكن تحقيق هذا الحلم يتطلب تضحيات وجهودًا مستمرة، لن يأتي سودان جديد من الشعارات وحدها، بل من العمل الجماعي والمثابرة، المطلوب الآن هو التكاتف بين أبناء الشعب، ونبذ الانقسامات، والعمل على بناء مؤسسات قوية ومستقلة تحمي مكتسبات الثورة.

يرجى أن يلعب المجتمع الدولي دورًا كبيرًا في دعم التحول الديمقراطي بالسودان، ولكن يبقى الأهم هو إرادة الشعب وإصراره على استكمال مسيرة التغيير.

إن العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى اندلاع الثورة لا زالت ماثلة وفاقمتها حرب إبريل ٢٠٢٣م، كما أن التحديات الكبيرة التي تواجه السودان الجديد من الانقسامات العرقية والجهوية، والصراعات المسلحة، والمشاكل الاقتصادية لا زالت ماثلة، ولكن بُناة السودان الجديد عليهم تصميم خطة واضحة لكيفية تأسيس بنية قوية مستقلة تركيزا على المؤسسات الديمقراطية، والتنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية تنصف الضحايا وتلاحق الجناة، وتكفل الحريات العامة وتحقق الكرامة الإنسانية.

في ذكرى 19 ديسمبر، يوجه الشعب السوداني رسالة واضحة للعالم: “نحن لسنا مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل نحن أمة عريقة تطمح إلى مستقبل أفضل، نطالب بدعم تطلعاتنا العادلة، ونرفض التدخلات التي تهدف إلى إجهاض إرادتنا الحرة”.

ختامًا: السودان الجديد يبدأ الآن، في ذكرى الثورة، نقف جميعًا لنجدد العهد: “لن نتراجع عن مطالبنا، ولن نفرط في حقوقنا، الشعب يريد سودان جديد، وسنعمل جميعًا لتحقيقه، إنه يوم للتأمل، ولكنه أيضًا يوم للعمل، فالسودان الجديد ليس مجرد حلم، بل هو وعد قابل للتحقيق، بإرادة شعب يرفض الخضوع، ويؤمن أن النضال من أجل الحرية هو الطريق الوحيد لبناء مستقبل مشرق”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات