الأربعاء, يوليو 30, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةصلاح شعيب يكتب: نحو دور ثقافي أعظم لأهلنا الفور

صلاح شعيب يكتب: نحو دور ثقافي أعظم لأهلنا الفور

صلاح شعيب يكتب: نحو دور ثقافي أعظم لأهلنا الفور

متابعات:السودانية نيوز

قضيت يوماً رائعاً مع الأهل في مدينة لينكون بولاية نبراسكا بمناسبة انعقاد المؤتمر التأسيسي لأبناء وبنات الفور في الولايات المتحدة، وجاءت تلبيتي للدعوة الكريمة التي شملت عدداً من أبناء الإقليم والسودان قاطبة لتقديم المساهمة التي شاركت بها دعماً لترسيخ الاعتداد الثقافي، ورتق النسيج الاجتماعي لدى قومياتنا السودانية المتساكنة:

أولاً دعوني أتقدم بالشكر للجنة المنظمة للمؤتمر التأسيسي لأبناء الفور في الولايات المتحدة، وهي تطلع بهذا الهم المجتمعي الكبير للدعوة إلى الوحدة، والتعاون، والتفاكر، والحوار حول كيفية إسهامنا جميعاً في الاعتبار من تاريخنا القديم. ذلك الذي يوطد التعايش السلمي لمكوناتنا التي تملك إرثا ثقافياً دام لقرون مديدة، وكل ذلك بفضل سلاطيننا الأماجد، وشراتينا الميامين، وعمدنا البارين، والدمنقاويين الذين هم مناط الحكمة، والبوصلة نحو الحفاظ على سلامة المجتمع. ولا ننسى دور الميارم العظيمات، الفضليات، ربات الخدور..اللائي صنعن إسهاماً عظيماً، ورائداً، في قيادة إدارة المجتمع. وأسمحوا لي بأن أخصّ بالشكر الصديق عبد المنعم (Really, he is the long man in though, wisdom and dedication )، ولعله يثابر بدوره الكبير في نشر الوعي الثقافي، والإعلامي، منذ نضالاته، وصولاته، في الجامعات ضد محن سلاسل القمع، والاستبداد، والأيدلوجية المهزومة. وتجدوني حقاً سعيداً هنا بأن التقي صديقي القديم الأستاذ إبراهيم إسحق الذي ما عَرفته إلا باحثاً، وكاتباً مجيداً، في تراث دارفور، وسودنوياً قحاً مهموماً بأهله. وفوق كل هذا يزيدني حضور الأستاذة حواء صالح جنقو في أي محفل قناعةً بنضالات غير متثائبة للمرأة السودانية، وهي تتوثب في كل مرة لتأكيد جدارتها في دعم الوطن، وريادتها في تشكيل قسماته العامة. وأحي كل المشاركين بجهودهم الاجتماعية، والفكرية، والإعلامية الذين ساهموا في هذا الملم المهم. واعتقد أن هذا المؤتمر الكبير في معناه سوف يرسخ عضد الاستلهام من دارفور السلطنة، وجلال الاعتبار من ذات تاريخها العريض. إذ كانت فيه أمة الفور القبيلة، والمكون الاجتماعي من القبائل الأخرى، يرسمون لوحة لفيدرالية رائعة قبل أن يتعرف عليها العالم، ودونكم قانون دالي الذي يُدرس في الجامعات الغربية، ذلك الذي يُعرف العالم بإبداع أجدادنا القدماء، واللاحقين من سلاطين الفور، وهم لم يتخاذلوا من صنع الابتكار الإداري لإنتاج نظام بديع، حفظ مكوناتنا سلمياً لقرون عديدة.

إن دارفور هي الحوزة المجتمعية الأفريقية السابقة في تمازجها مع العناصر الوافدة من مصر، وليبيا، وتشاد، ولطائف غرب أفريقيا، وشمال وجنوب السودان، وأفريقيا الوسطى، وحتى أجزاء من أوروبا. وهكذا هي دارفور بؤرةٌ للاجتماع، وبوتقةٌ ثقافية، والتي انصهرت فيها كل معطياتنا العرقية. وذلك بفضل تسامح الذين أسّسوا هذه السلطنة العريقة، وجعلوها وسط ذلك الزمان آيةً لفضاء التواشج الإنساني.
إن دارفور التي ساهمت بآباء كرام، وإباء ملهم، في صنع السودان الحديث هي رهان السودان لأن يبقى دولة، مستلهمةً من نظامها الفيدرالي الذي هدمته القوى الخارجية التي أرادت تفرقة أهل دارفور لمصالحها الذاتية. ومع ذلك فإننا نريدها دارفور التي تقود مع بقية مكوناتنا الجغرافية ركب المجتمع السوداني نحو الدولة الوطنية التي تحقق شعار حرية، سلام، وعدالة.


أما على صعيد حضورها على المستوى الإقليمي فإننا لا ننسى مساهمات ركب المحمل نحو الديار المقدسة في الحجاز. حيث كان السلطان علي دينار آخر السلاطين الذين رعوه بما يعبر عن اضطلاع دارفور بدورها في دعم المجال الحضاري الإسلامي. وما أدلّ على ذلك إلا دولة السلطان علي دينار التي أنتجت عملتها، وعلاقتها الدولية مع الحلفاء، وشراكتها مع الدولة العثمانية، ونشيدها الوطني الذي مثلته عبر الجلالات الموسيقية التي فازت في المسابقات القومية، وأصبحت شعاراً للعسكرتارية السودانية، بكل ما فيها من توظيف سيء لعرقلة الحلم الديمقراطي، وشن الحرب ضد شعوب بلادنا.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات