طيران الجيش استهدف مكاتب الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية بالضعين ونجاة مديرها
خارطة العمل الإنساني القديمة فيها خلل اعتدتها المفوضية مع المنظمات ـ او الشركاء وكانوا أصلاً هؤلاء الشركاء منظمات إسلامية تتبع للمؤتمر الوطني (الكيزان)
هناك مئات الشاحنات منتظرة في معبر ادري الحدودي للوصول إلى المحتاجين، وما في أي سكة للوصول الطرق مع الخريف مغلقة.
هناك تقارير مضللة من جهات لها مصالحها، أو منتمية للطرف الآخر هي التي رفعت تقارير بخطورة الوضع الأمني.
اجري الحوار: جعفر السبكي إبراهيم
السودانية نيوز: اجرت حواراً مع مدير الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية جمال كباشي ، حول آخر تطورات الأوضاع الإنسانية في البلاد، وانفاذ الإتفاق الإنساني الموقع أخيراً في جنيف بين قوات الدعم السريع، والمنظمات الإنسانية. والعقبات التي تعترض إيصال المساعدات من معبر ادري الحدودي مع دولة تشاد ومدينة “الدبة” بالولاية الشمالية، والذي يواجه مشاكل بسبب رفض حكومة بورتسودان إيصال المساعدات الي ولايات الخرطوم وكردفان ودارفور. بجانب العقبات التي تعترض المنظمات المحلية ودورها في توزيع الإغاثة.
ماهي أبرز أنشطة الوكالة الإنسانية داخل مواقع سيطرة قوات الدعم السريع؟ وهل هنالك تحديات أمنية تحد منّ أنشطتها؟
الوكالة لها (مانديت) تفويض محدد هي الإشراف والتنسيق على العمل الإنساني، في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، فالتحديات التي تواجهنا هي تحديات لأن الظروف التي يعاني منها كل الناس، بسبب اولاً الخريف، خاصة مشكلة معبر أدرى الحدودي، والآن الخريف عشان تصل المواد الاغاثية من هذا المعبر إلى دارفور.
ثانياً: العراقيل التي وضعتها حكومة بورتسودان بمنع إيصال المساعدات والحجج الأخيرة، والتقرير الأخير المضلل الذي صدر نحن طيلة العام لم تصل أي مساعدات.
التحدي الثاني: هو بعد ما اتفقنا بناء على مخرجات جنيف بفتح معبر أدري الحدودي، رغم مزايدة الطرف الآخر، إنه هو الذي سمح، وهذا الحديث عار من الصحة تماماً وكلام فارغ، لأنه في النهاية من الذي يسيطر علي الأرض ؟
لكن التحدي الأكبر يبقي أنه كما تعلم أن الخريف هذا العام كان منسوبه كبير، وهو ما لم يحدث منذ أكثر من مائة سنة.
كل الوديان تقفلت. ووصلت أعلى مقياس لها. مثلاً ولاية شرق دارفور وصلت إليها عدد 14 شاحنة، عشان نوصلها من داخل الولاية الي المحليات، كانت العربة تصل في نصف ساعة، الآن بتصل في أسبوعين. فهذا الأمر مكلف. وبالتالي نواجه كارثة حرب وسيول.
التحدي الثاني، خارطة العمل الإنساني القديمة فيها خلل، وكانت الخدمات الإنسانية موجهه، واثارها بدأت تتضح الآن، رغم الحرب واتساع رقعتها وتضرر الجميع، نجد أن برنامج الغذاء العالمي معتمدين في إيصال المساعدات الإنسانية على القنوات القديمة التي اعتدتها المفوضية مع المنظمات ـ او الشركاء وكانوا أصلاً هؤلاء الشركاء منظمات إسلامية تتبع للمؤتمر الوطني (الكيزان) يعني كانت شراكة مفروضة، وهذه عقبة نحن التمسناها حقيقة من المنظمات الشغالة الآن في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
(منظمات تعبانة ليست لها القدرة في العمل، مثلا منظمة الهلال الأحمر السوداني هي منظمة حكومية وهي شريك لتوزيع الغذاء لمنظمة برنامج الغذاء العالم ، أيضاً الكشوفات معدلة لمناطق محددة، ما بتشمل كل الناس.
مثلاً من خلال التصاريح الخاصة بالمرور الذي نحن نسهل بها العمل الإنساني. نجد مثلاً شرق دارفور هناك 9 محليات الذين يحصلون علي الغذاء فقط محليتان (يعني كل الجوعى في المحليات ال9 يريدون الغذاء ).
هذه أيضا تحديات فنية أو متعلقة بظروف الحرب، أما قصة ما يروج لها بان هناك انفلات وغيره فهو عار من الصحة، هناك تنسيق تام مع القوات الأمنية الموجودة. هي قوات الدعم السريع.
والآن القوة التي كونت لحماية المدنيين هي المعنية بالتنسيق مع الوكالة في عملية إيصال المساعدات الإنسانية وحمايتها، واتت اشادة من منظمة برنامج الغذاء العالمي بهذه المسألة وأن التنسيق بين الأطراف جيد، المساعدات وصلت من دون أي عراقيل، ممكن تكون هناك حالات معزولة
.
يعني القوات التي كونت لحماية المدنيين وايصال المساعدات قادرة على ايصالها دون أي عوائق وهناك حديث عن تكدس شاحنات في معبر ادري؟
نعم كما اسلفت، هذه القوات قادرة في إيصال المساعدات، واوصلت لعدد من المناطق دون تعقيدات، المشكلة تكمن كلها في وعورة الطريق، ليس لدينا طرق.
دولة عمرها 70 سنة ما قادرة تعمل طريق، عندما يأتي خور أو وادي من قبل 50 سنة وللآن يُقفل الشارع.
اما بخصوص تكدس شاحنات في معبر ادري ، نعم هناك مئات الشاحنات منتظرة في معبر ادري الحدودي للوصول إلى المحتاجين، وما في أي سكة للوصول الطرق مع الخريف مغلقة.
طيب لكن هناك حديث عن وصول بعض المساعدات الي ولاية شمال دارفور ومدينة الفاشر وغرب دارفور ؟
نعم وصلت إغاثة من معبر ادري الحدودي الي ولاية غرب دارفور، تحت حراسة قوات الدعم السريع ( القوات المعنية بحماية المدنيين وايصال المساعدات)
وبناء على نتائج منبر جنيف الثاني حول المساعدات الإنسانية، والتزامات قوات الدعم السريع المعلنة حول تسهيل انسياب المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
ما هو دور الوكالة الإنسانية في تحقيق أهداف هذه التفاهمات؟
طبعاً المسألة مربوطة بالخارطة القديمة، دور الوكالة هو الإشراف والتنسيق والمتابعة اللصيقة، نحن في النهاية عملنا مساعدة جديدة، على أساس أن المساعدات الإنسانية لا تقتصر على الطريقة القديمة، باعتبار إنه رقعة الاحتياجات شملت كل الناس المتضررين، وبالتالي نأمل من خلال الأداء والتصاريح أن الإغاثة يجب أن تصل لكل المستحقين، سواء كانوا نازحين او لاجئين.
والتحدي الأكبر، أيضاً لدينا لاجئين ومسئوليتهم المباشرة عند مفوضية اللاجئين التي انسحبت من مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وبالتالي نحن نامل عودتهم ، لأن اللاجئين مسئولية دولية، وحتى الآن يعانون من أوضاع صعبة خاصة لاجئي جنوب السودان، الموجودين في ولاية جنوب دارفور في 8 معسكرات، وشرق دارفور ماتوا بسبب الجوع بأعداد هائلة جداً، أيضاً موجودين في غرب كردفان لم تصلهم أي مساعدات.
طيب هل لديكم احصائيات محددة للذين ماتوا بسبب الجوع؟
نعم لدينا احصائيات، وتقارير دورية نرفعها للمنظمات منها منظمة (اوشا) والشركاء برنامج الغذاء العالمي، لعدد حالات الوفيات بسبب الجوع، تقارير أسبوعية وشهرية، ومرات تأتينا تقارير عبر المشرفين في المعسكرات ومرات عبر السلاطين.
هنالك مخاوف اقليمية ومحلية تتعلق بالوضع الأمني بدارفور وتأثيره على عمل المنظمات الإنسانية، كيف تقيّم الوكالة هذا الوضع وماهي تصوراتكم لتأمين تنفيذ هذه التفاهمات؟
نحن منذ انشاء الوكالة وإلى الآن هناك منظمات عالمية كثيرة موجودة في مناطق سيطرة الدعم السريع، تم توفير الحماية والتنسيق الجيد، ونعلم لم يحصل أي شيء ، من الذي يمنع الآخرين من الحضور.
انا كنت في نقاش مع منظمة اليونسيف وغيرهم حتى الآن مقراتهم مثلاً في شرق دارفور آمنة. المقرات بالنسبة للمنظمات ما زالت موجودة كما هي، وتحدثت معهم بضرورة عودة البعض ، لكن كانت هناك تقارير مضللة من جهات لها مصالحها، أو منتمية للطرف الآخر هي التي رفعت تقارير بخطورة الوضع الأمني.
وبالتالي على ضوء هذه التقارير انسحبت بعض المنظمات، لكن لا يوجد ما يبرر انسحابهم، طالما بتقدم خدمة وليس طرفاً في الصراع مفترض تكون موجودة وهذا هو الوقت الذي يتحتم على المنظمات، أن تكون موجودة وسط الصراع، ومافي أي سبب موضوعي يجعلهم يغادروا، والمبررات التي قالوها لا أساس لها من الصحة، ودورنا ينحصر في حماية العاملين في الحقل الإنساني، وتأمينه والتنسيق وحماية القوافل، ونحن ملتزمين به.
ونعمل الآن على الأرض وهناك كما قلت منظمات كثيرة تعمل الآن في شرق وغرب وجنوب دارفور ، وحتى الآن لا احد اساء لمنظمة اجنبية أو محلية.
هنالك منظمات وطنية ناشطة في دارفور فما هو اختصاص الوكالة ؟ وماهي الخدمات التي تقدمها لهم؛ ذكرت أن بعضهم لا يمتلك القدرة ؟
نحن ورثنا منظومة فيها خلل، نحاول الآن معالجة هذا الخلل، الوكالة من الحاجات التي تشكر عليها اتينا بنظام جديد من اجل محاربة الفساد ونريد تحديد مبدأين هما: مبدأ الشفافية والمحاسبية.
ومن خلال ادارتنا للعمل الإنساني ، عندنا حركة نقل البضائع والأشخاص بموجبها تصدر تصاريح المرور لضبط العمل، ولمعرفة أن الخدمات فعلاً تصل لمستحقيها، وهو الهدف الأساسي، عشان ما تذهب لتباع في السوق الأسواق، أو تتحول لأشخاص ، أو جهات أخرى خارج اطار الحقل الإنساني.
وبالتالي مافي أي انحراف في هذه المسألة، بالرغم انه مافي مساعدات وصلت بالشكل الكافي لكن عندما تصل نحن لدينا آليات جيدة ولنا ادواتنا.
طيب دور الوكالة بعد تفشي المجاعة في دارفور والمناشدات التي أطلقتموها؟
نحن عملنا مناشدات عبر بيانات ولقاءات، سواء كانوا في المعسكرات، أو أصوات الجوعى في داخل المدن، مناشدات لوكالات الأمم المتحدة بضرورة تقديم الإغاثة حتى الكميات التي تصل بسبب شحها لم تغطي الحوجة الفعلية.
المناشدة الثانية: هي الخاصة بالمعابر، نأمل زيادة المعابر حتي تصل الإغاثة لكل المناطق بيسر، ونحن اقترحنا في مفاوضات جنيف فتح المطارات، واعتقد أنه البديل الناجع لأنه اذا كانت الطرق الآن مقفلة بسبب السيول والامطار، خاصة ان مناطق دارفور معظمها لا توجد فيها بنية تحتية لطرق معبدة، ولا كباري جيدة ، ولا سكك حديدية تسمح بمرور الإغاثة. وبالتالي ما في أي خيار اخر إلا واللجوء الي فتح المطارات.
طيب ما يتعلق بفتح المطارات الأمم المتحدة قدمت مقترح للحكومة لكن هناك تحفظ. لأن مدن دارفور نيالا والجنينة تحت سيطرة الدعم السريع ما المانع في فتح المطارات؟
ما يمنع هذا السؤال يجب توجيه للجهة المماطلة، لكن نحن بدورنا قدمنا المقترح.
هل تتوقع انهم يوافقون على المقترح بعد المماطلة؟
الموضوع لأهميته لا بد من الضغط من قبل المجتمع الدولي، لأن الحوجة الإنسانية كبيرة ولازم تتخطى القيود والتعقيدات السياسية، مثلاً أنا عندي ناس يموتون بالجوع، وبالتالي صوت النداء الإنساني مفترض يتم الاستجابة له بكل الأدوات الممكنة، عبر أي مطار أو ميناء بري ومعابر. وغيره، المهم تصل المساعدات الإنسانية، في أقرب فرصة. فما بالك الزول يموت بالجوع، نحن نريد تسهيل طرق كيف تصلنا الإغاثة ودورنا ايصالها للشخص المستفيد.
فيما يتعلق بالخرطوم وكردفان للآن لم تصل المساعدات بالشكل الكافي اين دور الوكالة؟
الوكالة موجودة، لدينا مكتب الخرطوم ، وكردفان أيضاً، لكن نصل كيف ؟ اذا كان معبر مدينة الدبة في الشمالية للآن هناك عراقيل موجودة، ولا يريدون توصيل المساعدات الإنسانية، من هناك.
وهنالك مقترحات كثيرة قدمت، لكن يبقي دور وكالات الأمم المتحدة هو الضغط علي الطرف الآخر لوصول المساعدات دون أي قيود، ولا تعقيدات او حسابات سياسية، من اجل انقاذ الجوعى، هذا هو الموقف الذي يفترض. ويكون هناك ضغط تجاه هذا الموقف وتحقيقه بغض الطرف عن الطرف الممانع.
فيما يتعلق بالدبة هناك حديث ان الحكومة وافقت علي فتح مطار مروي لإيصال المساعدات عبر معبر الدبة هل هناك تنسيق وما هي المتاريس التي وضعت؟
نحن لم تصلنا أي حاجة عبر معبر الدبة، صحيح هناك ضغوط من قبل منظمة اليونسيف، ووصول مجموعة من العربات، تحمل بسكويت تغذية، ومواد طبية بسيطة، وصلت إلى ولاية شرق دارفور عدد 2 شاحنة، وشاحنة أخرى إلى ولاية جنوب دارفور.
الأوضاع في الفاشر مقلقة وهناك مجاعة، بجانب اتهام قوات الدعم السريع بأنها رفضت إدخال المساعدات ما هي الحقيقة ولماذا الرفض برأيك؟
هذا اتهام غير صحيح، اسألوا الصليب الأحمر، تم ادخال مساعدات الي معسكر زمزم عبر قوات الدعم السريع، ووصلت مساعدات بتسهيل من قوات الدعم السريع وهذا دليل علي نفي الاتهام الباطل.
كيف تنظرون للأوضاع الآن في الفاشر تحديداً في حال استمرار الحرب ؟
يا اخي اليوم ملوة العيش وصل سعرها إلى 17 الف، اتخيل في ظل العطالة، وعدم وجود دخل، وإيقاف المرتبات وفي ظل شح النقد، الآن الناس في وضع كارثي حقيقي.
نحن عبر هذه السانحة نناشد الضمير الإنساني، والمجتمع الدولي ، دون النظر الي التعقيدات السياسية. بضرورة الضغط علي الأطراف الممانعة في إيصال المساعدات الإنسانية لضحايا الحروب. الآن ما عادت الحوجة بالنسبة للنازحين، الآن السودان كله أصبح عبارة عن وكر مجاعة، و محتاجين لتدخل عاجل.
أخيرا فيما يتعلق بالطيران واستهداف المواطن ؟
الطيران الحربي استهدف مكاتب الوكالة في الضعين، وأقول لك أن صاروخاً وقع امامي، لكن ربنا لطف ما انفجر على بعد أمتار, وبالتالي، أقول ان هؤلاء لا اخلاق لهم والطيران الحربي ما آلية حرب لترمي في المدنيين الأبرياء والناس نيام قنابل، لقد دمروا مستشفيي الضعين.
لقد إجتهدنا مع منظمة اليونسيف وادخلنا ادوية منقذة للحياة، بيد أن الطيران الحربي ضرب المستشفى، ودمروا كل شيء، وكان ضحايا الضربة الاولي 48 شخص معظمهم من النساء والأطفال، ودانة سقطت في مدرسة الام فيها نازحين من نيالا والفاشر منهم مجهولين الجثث لم نتعرف عليهم ، لكن بعد ثلاث أيام دفناهم.
وأريد ان أقول أن من أعمال الوكالة انتا قمنا بانشاء معسكر المنار 90 في المية منهم من شمال دارفور، وبورتسودان وكسلا عبر جهود شعبية مع الشباب، وعملنا مطبخ لتوزيع الوجبات