الجمعة, يوليو 4, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةعبد العزيز آدم الحلو: تأسيس سيقوم بتفكيك الجيوش وبناء جيش جديد مهني...

عبد العزيز آدم الحلو: تأسيس سيقوم بتفكيك الجيوش وبناء جيش جديد مهني يحمي المواطنين ويلتزم بالدستور.

عبد العزيز آدم الحلو: تأسيس سيقوم بتفكيك الجيوش وبناء جيش جديد مهني يحمي المواطنين ويلتزم بالدستور.

متابعات:السودانية نيوز

أكد عبد العزيز آدم الحلو، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، أن “تأسيس” بعد نهاية الحرب سيقوم بتفكيك الجيوش وبناء جيش جديد مهني يحمي المواطنين وحدود البلاد، ويلتزم بالدستور.

وأضاف في خطاب مطول نشره على “فيسبوك” أنهم لا يبحثون عن تسويات هشة ولا عن حلول قصيرة المدى، بل بناء الدولة على أسس جديدة تضمن الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية دون تمييز.

وشدد الحلو في خطابه علي ضرورة تأمين الهوية السودانية التي تعكس التنوع التاريخي والثقافي للشعب السوداني، وتضمن للجميع مكانة متساوية في المجتمع. وتباع (نحن ا نبحث عن تسويات هشة ولا عن حلول قصيرة المدى، بل بناء الدولة على أسس جديدة تضمن الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية دون تمييز.

واضاف (إننا في الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال، لا نبحث عن تسويات هشَّة، ولا عن حلول قصيرة المدى، بل نحن ماضون بثبات في مشروعنا السياسي الوطني، الذي يقوم على إعادة بناء الدولة السُّودانية على أسس جديدة، تضمن الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية دون تمييز. ونحن وشركائنا في تحالف “تأسيس”، نؤمن بأن السُّودان لا بد أن يُعاد إلى منصة التأسيس، وإبرام عقد إجتماعي يقرّ بالتعدُّد والتنوُّع كمرتكز أساسي في تشكيل هويته، حيث يُعاد النظر في شكل وطبيعة الدولة، وفي علاقاتها بمواطنيها، وفي نظام الحكم، ومؤسَّسات الدولة، بحيث يُنهي التهميش البنيوي، ويضع حجر الأساس لدولة علمانية ديمقراطية لا مركزية توحِّد السُّودانيين. ولقد أقرّينا بذلك في المواثيق الأساسية للدَّولة الجديدة (ميثاق السُّودان التأسيسي – ودستور السودان الانتقالي لعام 2025).

يُعتبر إقليم جنوب كردفان/ جبال النوبة – الغني بالموارد الطبيعية المُختلفة – نموذجاً مُتفرداً في التنوُّع الإثني والثقافي والدِّيني، ولقد ظلَّت جميع هذه المُكوِّنات الاجتماعية تتعايش سلمياً منذ أمد بعيد، يتقاسمون الموارد والمصير المُشترك. ولكن الحكومات المركزية، ولتحكيم قبضتها على السُلطة والهيمنة على الثروة، قامت بتجييش وتسليح بعض المجموعات الإثنية ضد المجموعات الأخرى، وأشعلت بينهم الصراعات الدامية ومزَّقت النسيج الاجتماعي.
الحركة الشعبية لتحرير السُّودان منذ ثمانينات القرن الماضي خلال حرب التحرير الأولى (1984 – 2005) عملت على بناء علاقات سلمية بين المُجتمعات المُتنوِّعة في الإقليم – وهذا مرتكز أساسي في مشروع الحركة الشعبية – وذلك عبر إبرام إتفاقيات السَّلام والتعاون وفقاً للتطلُّعات والمصالح المُشتركة. وقد جاء تحالف “تأسيس” لإعادة تعريف العلاقات بين المُجتمعات، وإعادة تعريف العلاقة بين “الهامش” – و”المركز” كعدو إستراتيجي سيطر على السُلطة والثروة وخلق الصراعات بين المُهمَّشين للحفاظ على الوضعية التاريخية المُختلَّة.
ستلعب الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال دوراً رئيساً في إعادة العلاقات التاريخية بين المُكوِّنات الاجتماعية المُختلفة في الإقليم لإحداث قطيعة تاريخية وتجاوز مرارات وجِراحات الماضي، وإجراء مصالحات إجتماعية شاملة، مع رفض واحتواء نزعات الغُبن والتشفِّي والانتقام، وبدء عهد جديد عنوانه الأمن والاستقرار والتعايُش السِلمي والتنمية والرفاه والتقدُّم والازدهار. وفي سعيها لتحقيق هذه التطلُّعات والأهداف، فقد وقَّعت الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال من قبل على إعلانات وتفاهُمات سياسية مع قوى سياسية ومدنية في عاصمة جنوب السُّودان – جوبا، على النحو التالي: الحزب القومي السُّوداني بتاريخ: 21 فبراير 2020، الحوازمة الحلفا بتاريخ: 21 أكتوبر 2020، منبر جنوب كردفان لبناء السَّلام المُستدام بتاريخ: 26 أكتوبر 2020، المسيرية بتاريخ: 22 مارس 2021، تحالف قوى جبال النوبة المدنية بتاريخ: 23 مارس 2021، وحزب الأمة القومي بتاريخ: 20 يناير 2023.
تعيين الفريق/ حسن داؤود كبرون – وزيراً للدفاع يحمل في طياته بُعدًا استراتيجياً ماكراً يتعلَّق بكسب ولاء النوبة داخل القوات المُسلَّحة. فالنوبة يُشكلون عصب القوات المُسلَّحة وهم من أكثر المُكوِّنات الإثنية وجوداً وانضباطاً داخل الجيش السُّوداني، ولديهم تاريخ طويل من الخدمة العسكرية. في ظل الحرب الحالية والانقسام داخل المؤسَّسة العسكرية، فإن تعيين شخصية من جنوب كردفان/ جبال النوبة يُعتبر مُحاولة لتطمين الضُباط والجنود الذين ينتمون إلى الإقليم، وحثَّهم على الثبات إلى جانب مليشيا ما يُسمَّى بالقوات المُسلَّحة السُّودانية التي تأتمر بأوامر وتعليمات الإسلاميين وكتائبهم الجهادية الإرهابية، والهدف من ذلك هو حماية “حكومة بورتسودان” وأوليقارشية الشمال والوسط النيلي من النُخب المُستبِدَّة للاستمرار والانفراد بالسلطة والثروة. فتعيين شخصية من جبال النوبة في موقع سيادي كوزارة الدفاع – خصوصاً مع اشتداد المعارك في الإقليم – يمكن أن يُفهم كرسالة تقول: ” أنتم جزء من القرار ومحل ثقة” – وذلك بهدف تحجيم تأثير الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال التي تُحظَى بتأييد شعبي كبير في الإقليم. فهذا التعيين، في هذا المنصب الرفيع، الهدف منه عزل الحركة الشعبية سياسياً عن الحاضنة الإستراتيجية، وتقسيم الرأي العام في الإقليم حول من يُمثِّل مصالحهم الحقيقية. بالإضافة إلى ذلك، توظيف أكذوبة ورمزية ما يُسمَّى بـ “الوحدة الوطنية” في ظل الانقسام القبلي والإثني الحاد في السُّودان. وفي نهاية الأمر هذا المنصب في الوقت الراهن، وبعد انهيار المؤسَّسة العسكرية، لا يعدو كونه منصباً صورياً دون فاعلية، ثمنه هو حشد وإستنفار النوبة للقتال واستخدامهم وقوداً للحرب.
نحن في الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال، نرَى أن الأزمة السُّودانية ليست مُجرَّد أزمة سياسية عابرة، بل هي أزمة ذات جذور تاريخية عميقة في بنية الدَّولة. ونحن لسنا في معركة سلطة أو مكاسب ضيِّقة، بل نحن في مسار تحرُّر وطني شامل، يتطلَّب من الجميع شجاعة الرؤية وصدق الإرادة. ونحن نعمل اليوم مع شركائنا في تحالُف “تأسيس” على أن يكون هذا العقد الاجتماعي (الميثاق والدستور) مدخلًا لبناء دولة جديدة، تُنهي الحرب، وتبني السلام، وتضمن للجميع مكانًا في وطنهم دون تهميش أو دونية أو استبعاد. إننا نُراهِن على وعي شعبنا، وعلى تطلّع أجياله القادمة إلى وطنٍ يسع الجميع.
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات