السبت, أكتوبر 18, 2025
الرئيسيةمقالات عبد الله إسحق محمد نيل. يكتب: فرص تحقيق السلام في السودان

 عبد الله إسحق محمد نيل. يكتب: فرص تحقيق السلام في السودان

 عبد الله إسحق محمد نيل. يكتب: فرص تحقيق السلام في السودان

في هذه الأيام، يتساءل كثير من المهتمين بالشأن السوداني في الداخل والخارج عمّا يجري في الساحة السياسية، وعن طبيعة التسوية المرتقبة بين الأطراف المتنازعة، وما تمّ بالفعل من تفاهمات مع القوى الدولية المعروفة بـ الرباعية، التي توسّع تحالفها ليشمل دولاً مؤثرة أخرى على الساحة الدولية، في محاولة للضغط على الأطراف السودانية ودفعها نحو تحقيق السلام المستدام في البلاد.

هذه التساؤلات مشروعة ومفهومة من كل المهتمين بالشأن الوطني، ومن أعضاء تحالف السودان التأسيسي الجديد الراغبين في معرفة مآلات المرحلة المقبلة، استعدادًا لما هو قادم.

خاصة أن سلطة بورتسودان الانقلابية بدأت مؤخرًا في لملمة صفوفها وأعلنت استعدادها للتفاوض مع قوات الدعم السريع السودانية، إلى جانب القوى السياسية المتمثلة في تحالف صمود وتحالف السودان التأسيسي الجديد.

ومع ذلك، وحتى لحظة كتابة هذا المقال، لم تصدر أي تصريحات رسمية من مؤسسات التحالف أو من الناطق الرسمي باسم تحالف السودان التأسيسي ووزير الصحة في حكومة البروفيسور علاء الدين عوض الله نقد الله، الذي يواصل نشاطه المهني دون أن يشير من قريب أو بعيد إلى هذه الترتيبات. كما لم يصدر أي تعليق من مكتب رئيس الجمهورية، رئيس المجلس الرئاسي، والقائد العام لقوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).

هذا الصمت المهيب والمثير للتساؤلات يمكن تفسيره – كما تقول القاعدة القانونية – بأن “الصمت في معرض الحاجة بيان”، أي أن هذا الهدوء يعكس رضا قيادة تحالف السودان التأسيسي عمّا تمّ التوصل إليه من تفاهمات مع الأطراف الدولية في إطار مبادرة الرباعية التي تضم: الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة مصر، إلى جانب قطر وتشاد.

ويبدو أن التحالف مطمئن، وينتظر ما ستسفر عنه اجتماعات وزراء خارجية دول الرباعية المقررة في واشنطن يوم 24 أكتوبر الجاري، والتي ستناقش تطورات النزاع السوداني الذي اندلع في 15 أبريل 2023 إثر هجوم الجيش السوداني على قوات الدعم السريع، في محاولة لإجهاض عملية التحول الديمقراطي. غير أن سوء التقديرات أدى إلى اندلاع أسوأ كارثة إنسانية في العالم اليوم، بينما فشلت الحركة الإسلامية التي تسيطر على الجيش في تحقيق أهدافها بعد أن رفضت كل المبادرات الدولية لوقف الحرب وإحلال السلام.

ووفق المعلومات المتاحة، فإن أجندة اجتماع الرباعية في 24 أكتوبر 2025 ستتناول خطة شاملة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان دون قيد أو شرط، يليها اتفاق على وقف إطلاق النار وهدنة إنسانية تلتزم بها جميع الأطراف المتنازعة، تمهيدًا لانطلاق عملية سياسية مدنية شاملة تشارك فيها قوى صمود بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك، وتحالف السودان التأسيسي بكل مكوناته، إلى جانب الكتلة الديمقراطية بقيادة مني أركو مناوي وأردول، مع استبعاد حزب المؤتمر الوطني نهائيًا.

إن ما أود تأكيده، وبناءً على ما توفر لديّ من معلومات كمحلل سياسي ومتابع دقيق للشأن السوداني، هو أن المبادرة الرباعية ومعها التحالف الدولي من أجل السلام في السودان يمتلكان خارطة طريق واضحة وسيناريوهات متعددة تهدف جميعها إلى تحقيق السلام المستدام وفق معايير جديدة تنهي حقب التسلط والظلام التاريخي، وتُقصي قوى الشر والإرهاب من المشهد السياسي السوداني.

فلنطمئن جميعًا، فالمستقبل يُصنع بالإرادة، والوطن يستحق أن نتوحد من أجله.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات