أجرى موقع السودانية نيوز حواراً مع رئيس حركة تحرير السودان، الأستاذ عبد الواحد محمد أحمد النور، للوقوف على دوافع زيارة وفد الحركة إلى عدد من الدول الأوروبية ولقاء مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى مناقشة الأوضاع الإنسانية والسياسية المتدهورة في السودان، ورؤية الحركة للحل.
حوار :جعفر السبكي
الأوضاع الان في السودان لا ترواح مكانها الحرب مستمرة وارتفاع عالي للنزوح خاصة في مناطق الحركة في طويلة فما دواعي الزيارة الي الاتحاد الأوروبي ؟
مرحبا بالسودانية نيوز وكما تعلم أستاذ السبكي ان النزوح عالية جدا، خاصة وان الناس اعتادت النزوح الي مدينة طويلة بولاية شمال دارفور لأنها تجاور الفاشر العاصمة، والتي كانت منطقة حرب بين اطراف الصراع السوداني (الجيش والدعم السريع ) وبالتالي وصلت اعداد كبيره من مناطق مختلفة من السودان ومنطقة جبل مره لأنها المنطقة الوحيدة غير مهددة بالحرب حتي هذه اللحظة .
اما دواعي زيارتنا والهدف منها ان نشارك معنا الاتحاد الأوروبي في محنة اهل السودان، وان نوضح وجه نظرنا بشأن الأوضاع الإنسانية المزرية في السودان، ربما نحن أكثر الناس قدرة لأننا اتخذنا موقفا محايدا من هذه الحرب، وهذا الموقف كلفنا أكثر من 6 مليون شخص وصلوا الي أراضينا. المحررة لأنها على الأقل محايدة ولا توجد طيران تقصف، ولا توجد طائرات مسيرة تمطر الأرض قنابلا، وليس هناك قصف مدفعي عنيف، ولا قنص ولا قتالا بين الأطراف، لأننا اتخذنا موقفا حياديا، وبالتالي اتينا لنشرح الموقف الإنساني والأمني والسياسي. وما الحلول التي نطرحها مع بقية الأحزاب السياسية وحركات الكفاح لحل الازمة السودانية.
أجريت والوفد المرافق لك مجموعة من اللقاءات في إيطاليا وجنيف وبروكسل وفرنسا وعدد من الدول ما هي القضايا الأساسية التي تم تناولها خلال هذه اللقاءات، بجانب حجم الكارثة الإنسانية؟
في كل هذه الدول جلسنا مع مسئولين رفيعي المستوي، وعلى الأقل تبادلنا مجموعة من الأفكار، والاهم استطعنا ان نخبرهم بالوضع الإنساني الكارثي، ليس فقط في أراضينا المحررة بل في كل انحاء السودان، والحرب المنسية وان الشعب السوداني يستحق الدعم، أيضا الأراضي المحررة، والوضع السياسي، وطرحنا كحركة مع بقية القوي السياسية لحل الازمة. ونحن نري ان الحل السياسي هو يجب ان يكون الحوار السوداني السوداني، بحيث يأتي الجميع ويتحدث بكل شفافية ورؤيتهم للحل وللحرب لان الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور وكردفان والشرق والخرطوم وفض الاعتصام، ونحن شرحنا مألات الحلول من وجه نظرنا .
تحدثنا مع الاتحاد الأوروبي عن الأوضاع في السودان من بورتسودان الي الجنينة والحدود الليبية والتشادية ، وشرحنا الوضع الإنساني حسب موقفنا ومعرفتنا ان الأوضاع سيئة في كل مناطق السودان منكوبة ، والشعب السوداني يرزح في جحيم حرب ليس لها رحمة ، وان الكل في حالة نسيان إقليميا ودوليا خطير جدا ، والأطفال يعيشون حالات سوء التغذية والهلع ، والكل محتاج لحالة تأهيل نفسي ، أيضا الوضع التعليمي والوضع الأمني مريع وخطير ، وبالتالي حان الوقت علي الجميع التفكير جيدا ، أيضا تحدثنا عن أراضينا المحررة لان المسئولية تقع مباشرة في عاتقنا ، وتحدثنا كثيرا عن أوضاع المرأة والأطفال وكبار السن بوجود نقص في الادوية والغذاء والدواء ، بجانب الاحتياجات الخاصة ، وعليه نحن محتاجين الان لحلول أنية ومتوسطة المدي وطويلة المدي .تحدثنا أيضا ان الازمة الإنسانية لا حدود لها والشعب السوداني الان في حوجه إنسانية ماسة

في لقاءكم مع الاتحاد الأوروبي، وخاصة المفوضية الإنسانية، والآن اتخذت مجموعة من القرارات بزيادة دعم الوضع الإنساني ما تعليقك للخطوة؟
● اعتقد ان مفوضية الإتحاد الأوروبي للشؤون الإنسانية، اتخذت موقف انساني تشكر له كثيراً، أعتقد أنهم احسوا، بمدى فداحة الوضع الإنساني في السودان وأنت تعرف؛ أن الوضع الإنساني في السودان، يحتاج إلى مبالغ كثيرة ـ واتمنى أن تنجح الجهود الدولية من قبل الدول، والمنظمات الإقليمية، والفردية المساهمة بشكل أكبر، وبجهد كبير على أساس إصلاح الوضع الإنساني، ونحن بنشكرهم، على هذا الموقف الإنساني النبيل ، وأتمنى أن لا تذهب للشؤون الإدارية، وأن تصل هذه المبالغ للمحتاجين، لأن الكثير يذهب إلى الشئون الإدارية أحياناً.
طيب من خلال لقاءاتك كيف يمكن للاتحاد الأوروبي دعم الجهود الإنسانية لمواجهة هذه الأزمة؟
● الاتحاد الأوروبي؛ لديهم خبرة كافية في العمل الإنساني، سواء كان في حرب البلقان سابقاً، وأوكرانيا الآن، و كذلك الكاريبي، وافريقيا، والمناطق الملتهبة في العالم.
ولديهم الخبرة الكافية، ونحن في جلساتنا معهم كمفوضية واتحاد أوروبي، وأيضا كدول منفردة، وضحنا لهم اللحوجة الإنسانية، الماسة للسودانيين في الداخل، والخارج وفي دول الجوار.
أعتقد أننا قد اوصلنا لهم الرسالة، التي تحمل كل المعاني، التي تحدثت عنها، ونحن حاولنا اعطائهم معلومات، متوفرة لدينا وشاركناهم.
وعليه نتمنى أن تكون الحلول الحقيقية هي وقف الحرب وانهاءها، والتحول الديمقراطي في السودان، بجانب جلوس كل السودانيين فيما بينهم، حول حوار سوداني، سوداني لوضع حدٍ لكل المشاكل والقهر والضغائن الموجودة، بجانب الانقسام الهائل، لا بد من وضع حد لهذه الأشياء عملياً وليس مجرد كلمات.
علمنا أنك قدمت رؤية شاملة للاتحاد الأوروبي؛ بشأن حل الازمة السودانية، فما هي رؤية حركة تحرير السودان لحل الأزمة السودانية، وكيف يمكن للاتحاد الأوروبي دعم هذه الجهود؟
● نعم نحن كحركة؛ قدمنا رؤية شاملة للاتحاد الأوروبي، وكمفوضية، وأيضاً قدمن للدول التي زرناها رؤيتنا، وهي لا يمكن أن يكون هناك سلام، الا بالحوار ومخاطبة جذور الأزمة السودانية التاريخية، والإجابة على كل الأسئلة غير المجابة التي اوصلتنا لهذه الحروبات.
مشتملة قضايا “الدين، والدولة” وقضايا المواطنة المتساوية، وقضايا أن مجموعة محددة مسيطرة، على السلطة منذ خروج المستعمر، إلى اليوم، وحان الوقت ان يعيش السودانيين، في دولتهم دولة المواطنة المتساوية، وهذا لن يأتي إلا بحوارٍ عميق وجرئ بين السودانيين..
مواصلاً: جلسنا مع الاتحاد الأوروبي وشرحنا لهم موقفنا بوضوحٍ شديد، وأنه قد حان الوقت على أن يتعاون الجميع مع الشعب السوداني؛ للجلوس مع بعض في جبهة مدنية عريضة وبشفافية؛ من أحزاب سياسية وحركات كفاح مسلح، ومنظمات المجتمع المدني والشبابية (الجنسين) والإدارات الاهلية، والشخصيات الوطنية، للاتفاق على معايير نجلس بموجبها لمخاطبة الأزمة. وبدل الصراع بالسلاح يجب أن يكون الصراع بالأفكار، وهذا على أعتقد هو الحل، و يجب أن يكون بإرادة السودانيين وعمل سوداني خالص.
وأنه من الآخرين أيضاً جميل جداً، أن الرباعية عملت بيان جيد. اذا ما التزمنا به فعلا يكون ساس للحل الشامل، والنهائي للازمة السودانية، وأيضاً نقول يجب ان يكون، تفكير وعمل سوداني سوداني؛ لأن كل ما أتى الينا، من الخارج لوحده ياهو ازمة الفشل. لأنه ما بكون بضمير سوداني لكن هذه المرة نريد أن يكون بضمير سوداني، واعتقد انه سوف تكون هي الطريقة الناجحة
الجزء الاول من الحوار

