الأربعاء, فبراير 5, 2025
الرئيسيةمقالاتعروة الصادق ينعي دكتور الباقر العفيفي 

عروة الصادق ينعي دكتور الباقر العفيفي 

عروة الصادق ينعي دكتور الباقر العفيفي 

● بقلوب مفطورة على الفطرة السليمة ومنفطرة لألم الفراق ومؤمنة بقضاء الله وقدره وعزته وجلاله وجبروته وقدرته المعطون في عظيم لطفه وعفوه وغفرانه ورحمته، ننعي إليكم الفقد الأليم للدكتور المرحوم الباقر العفيف، ذلك العلّامة القامة الشامة، والعلامة المبهرة الشامخة، صاحب العقل الراجح واللسان الناصح والفكر النير الذي أضاء دروبنا بالمعرفة والحكمة.

– رحل جسدًا منحولا أنهكه المرض، ولكن أعماله وإرثه الفكري سيبقى خالدا في ذاكرتنا الجمعية، لقد كان الدكتور العفيف أكثر من مجرد مثقف محب للسودان، فهو كان قدوة وملهمًا لأجيال عاشرته وأخرى لحقته وآخرين سيأتون من بعده..

– نستقبل في هذه اللحظات خبر رحيل الدكتور الباقر العفيف، ذلك الرجل الذي قاوم المرض بصلابة الإيمان، ونعى نفسه بلسان الشجعان. لقد كان نموذجًا يحتذى به في الصبر والتفاؤل، رحيله خسارة كبيرة للسودان والأمة، ولكننا نستمد العزاء من إيماننا بأن الله لا يضيع أجر المحسنين.

– رحل عن دنيانا الفانية الدكتور الباقر العفيف، ذلك القلم الساحر الذي خط بأحرف من نور صفحات التاريخ السوداني. لقد كان صوتًا للحق والحقيقة ومدافعًا عن الحق والعدل ومنافحا ضد سطوة السلطة المستبدة ومناصحا برأيه الءي لا يخاف فيه لومة لائم، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته. فلن ننسى مواقفه النبيلة وأفكاره الثاقبة التي ستظل حاضرة في وجداننا.

– تعقيد بلادنا الحالي كان أحوج لأمثاله وتأثيره في مجال تخصصه (الدراسات الاجتماعية وأزمة الهوية) فهو صاحب القول المأثور الذي تعبر عن شخصيته وفكره: “إن الهوية السودانية هي ثروتنا الحقيقية، وهي التي تجمعنا وتوحّدنا”. هذه الكلمات ستظل محفورة في ذاكرتنا، وستكون دافعًا لنا لمواصلة مسيرته في الدفاع عن هويتنا السودانية.”

– رحل من بلاده مرغما وارتحل في أنحاء كثيرة مبشرا بقناعاته وحاملا لواء فكره، فم يكن يتحمل وعثاء السفر فقط، أو يسير مترفا محملاً بالأموال والزخارف، ولكنه كان على الدوام يحمل السودان وحبه وأهله وقضاياه داخل حناياه، فمات مسكونا بحب وطنه الذي ظل مسجونا في دواخله، وملوحا لنا بشارات الفلاح والنجاح والإيمان والعزيمة.

أواه من هذا الألم .. أواه .. رحل الأقمار واحدا تلو آخر وتركوا البلاد في الدياجر والظلم المدلهمة.

● اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، واكرم نزله، ووسع مدخله، وأغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخل على حبيبنا الأعظم ﷺ عندك في الجنة يا أرحم الراحمين، واجعله من الذين أنعمت عليهم من عبادك الصالحين، وندعو الله تعالى أن يلهم أهله وذويه وعارفي فضله الصبر والسلوان، وأن يجعل ما أصابهم طهورا. اللهم آمين.

﴿ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾

* 𑁍الخميس: ٢٣ . رجب . ١٤٤٦هـ𑁍
* 𑁍الموافق: 23 . يناير . 2025م𑁍
𝒪𝓇𝓌𝒶 𝒜𝓁𝓈𝒶𝒹𝒾𝑔

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات