الخميس, يوليو 17, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةفولكر بيرتس لـ"المجلة": السودان مهدد بالتفتت والجمود...وأرفض تماما فكرة أن ما يجري...

فولكر بيرتس لـ”المجلة”: السودان مهدد بالتفتت والجمود…وأرفض تماما فكرة أن ما يجري هو حرب بالوكالة.

فولكر بيرتس لـ”المجلة”: السودان مهدد بالتفتت والجمود…وأرفض تماما فكرة أن ما يجري هو حرب بالوكالة.

وكالات:السودانية نيوز

الكاتب والباحث الألماني فولكر بيرتس عمل مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في السودان، وفي مناصب أممية أخرى. لكنه يعتبر أحد أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط، وهو رئيس مركز أبحاث ألماني من أهم مراكز الأبحاث في العالم. وقد كتب الكثير من الكتب والأبحاث عن الشرق الأوسط والسياسات الدولية.

الحوار معه عن السودان مهم بسبب ما يجري في هذا البلد بعد أكثر من سنتين على “حرب الجنرالين” التي اندلعت في منتصف أبريل/نيسان 2023، خصوصا أنه “تحرر” من قيود منصبه. لكن الحوار معه لا يمكن أن يقتصر على ذلك، بل يجب أن يتناول تطورات الشرق الأوسط والعالم.

بعد مرور حوالي سنتين على تركه منصبه الأممي في السودان، لا يزال متابعا لتفاصيل المعارك والتغير في خطوط التماس. ويقول: “جميع هذه المؤشرات تدل على تفكك الدولة”. صحيح أن فولكر قلق من “تقسيم السودان”، لكنه يستدرك ليقول: “النتيجة المرجحة: مزيج من التفتت والجمود”.

وأعلن يوم الثلثاء ان “قوات الدعم السريع” قتلت عشرات المدنيين في هجوم على قرية أم قرفة في ولاية شمال كردفان. وشنّ الجيش السوداني عدة هجمات في الأسابيع الأخيرة للسيطرة على بارا، وهي منطقة استراتيجية رئيسية في شمال كردفان.

وقد أدى النزاع الذي دخل عامه الثالث إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح ملايين السودانيين، وتسبب في ما وصفته الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.

ويرفض بيرتس “تماما” أن حرب السودان هي “حرب بالوكالة”، ويوضح: “هذا صراع داخلي على السيطرة على السودان وموارده. لكن، ما إن تبدأ حرب كهذه، حتى تبدأ القوى الإقليمية والدولية في السعي لتعزيز مصالحها وسط أتون الصراع، وهو ما نراه يحدث بالفعل بشكل واضح”.

وعندما طلبت منه أن يوسع دائرة النظرة ويضع السودان في السياق الإقليمي، قال: “نعم، هناك درجة معينة من الترابط بين هذه الأزمات الإقليمية، لكن لا ينبغي الخلط بينها وبين تحالفات منسقة أو اصطفافات متجانسة”. ويقول الخبير الألماني: “التطور الأكثر إثارة للاهتمام بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو في الوقت نفسه نتيجة لها، هو الهزيمة الاستراتيجية التي اضطرت إيران للإذعان لها، وتفكك محور المقاومة. حيث استطاعت إيران أن تحشد وكلاءها وداعميها، إلا أنها لم تتمكن من الدفاع عنهم”. كما توقف عند الوضع في الخليج العربي، قائلا: “ما أراه أن الشرق الأوسط، بقيادة قوى الخليج، لا يعيد تعريف نفسه بالمعنى الاقتصادي أو السياسي، أو الجغرافي الاقتصادي فقط، وإنما بالمعنى السياسي الاستراتيجي أيضا”.

بعد أن ابتعدتَ عن السودان ولم تعد تتابع التفاصيل عن كثب، كيف ترى الوضع هناك حاليا؟

 المشهد العسكري يشهد تحولات. رأينا أن الحكومة، أو بالأحرى الجيش بوصفه الجهة العسكرية الحاكمة، أحرز بعض التقدم، إذ استعاد السيطرة على الخرطوم، أو حررها. وأعتقد أن معظم سكان الخرطوم سيصفون ذلك بالتحرير. لكن في الصورة الأوسع، فإن الانتصارات الموضعية هنا أو هناك لا تمثل جوهر المسألة.

ما نشهده الآن هو تحقق التحذيرات التي أطلقناها منذ اندلاع الصراع قبل عامين. لم يعد الأمر يتعلق بمواجهة بين جيشين تنتهي بسرعة. فلنتذكر أن الجيش و”قوات الدعم السريع” على السواء ادعيا في البداية أن القتال سيستغرق أياما أو أسابيع. غير أننا حذرنا من أنه في حال طال أمد النزاع، فسيتحول إلى حرب أهلية حقيقية، تستقطب مجموعات قبلية وإثنية متعددة، وقد تقود إلى تفكك شامل للبلاد.

وفي الوقت الحاضر، لا تبدو الحرب في طريقها إلى النهاية. كلا الطرفين– الجيش و”قوات الدعم السريع”– يمتلك الموارد اللازمة لمواصلة القتال، ولا تلوح في الأفق بوادر نية حقيقية لإيقافه. في المقابل، نجد البلاد ماضية نحو التفكك. وأخشى أننا سنشهد مستقبلا وجود أكثر من حكومة داخل السودان.

الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، عيّن رئيسا للوزراء، بينما اتجه المعسكر المناهض، “قوات الدعم السريع”، إلى جانب عدد من الأحزاب السياسية، لتشكيل حكومة مقابلة ربما تحت وصاية أو حماية “قوات الدعم السريع”. وعمليا، ستكون تلك الحكومة تابعة لـ”قوات الدعم السريع”، أيا كان الاسم الذي تُطلقه على نفسها.

وفي الوقت ذاته، هناك مناطق أخرى تقع تحت سيطرة قادة ميليشيات أو أمراء حرب أو حركات متمردة، سمّها ما شئت. نلاحظ أن كلّا من الجيش و”قوات الدعم السريع” يعتمدان على ميليشيات متنوعة، بعضها لا يعدو أن يكون عصابات مستعدة للانقلاب على الطرف الآخر إذا تلقت عرضا ماليا أفضل.

جميع هذه المؤشرات تدل على تفكك الدولة، في ظل غياب شبه تام لأي اهتمام جدي من المجتمع الدولي أو الإقليمي، سواء على المستوى الدبلوماسي أو العسكري، لاحتواء النزاع. أما الشعب، فهو الضحية الكبرى، وهذه أصبحت واحدة من أعظم الكوارث الإنسانية في العالم.

سنتحدث لاحقا أكثر عن مسألة التفتت والحكومتين. لكن إذا عدنا إلى الوضع العسكري، هناك انطباع في الأسابيع الأخيرة على الأقل، أن الجيش يمتلك اليد العليا. هل هو قادر على استعادة السيطرة على كامل السودان؟

– بصراحة، لا يبدو ذلك واردا في الوقت الراهن. يتمتع الجيش أساسا بقاعدة دعم أوسع في شرق البلاد ووسطها، بخلاف غرب السودان، حيث تحظى “قوات الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، بدعم قبلي كبير، خصوصا بين القبائل العربية في دارفور. لذلك، فإن المقاتلين التابعين لـ”قوات الدعم السريع”– وليس بالضرورة قيادتهم السياسية التي كانت موجودة في الخرطوم بوصفها شريكا في الحكم بعد الثورة ثم الانقلاب– لم يكن لديهم ما يدافعون عنه في العاصمة. على سبيل المثال، نهبوا كل ما يمكن نهبه، لكن عائلاتهم وقبائلهم متمركزة في الغرب، في دارفور. ومع سقوط الخرطوم، انسحبوا إلى كردفان ودارفور، حيث جذورهم الاجتماعية وقواعدهم القتالية– وهناك ما يستحق الدفاع عنه.

لذا، يبدو أن “قوات الدعم السريع” تحتفظ الآن بقبضتها على ما لا يقل عن أربع ولايات من ولايات دارفور الخمس، بينما يسيطر الجيش على الشرق والوسط، وربما على شمال دارفور أو على الأقل مدينة الفاشر وأجزاء منها.

المشهد العام يوحي بتقسيم فعلي للبلاد، حيث لا يبدو أن أيا من الطرفين قادر على إلحاق هزيمة نهائية بالآخر. بإمكان كل منهما تحقيق مكاسب موضعية، أو اختراق أراضي الطرف الآخر. يمكنهم القصف أو إطلاق الطائرات المسيّرة لإرباك السلطات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الخصم– وبالطبع، لتعذيب المواطنين. لكن لا يمكن السيطرة على أراضٍ بالبراميل المتفجرة أو الطائرات المسيّرة. أقصى ما يمكن فعله هو تدمير البنية التحتية ومصادر العيش.

 إذن، أنت تقول إنه لا يوجد انتصار لأي من الطرفين؟ ولن يتمكن أي منهما من السيطرة على البلد بأكمله؟

– لا يوجد انتصار حاسم، ولا انتصار حقيقي. نحن أمام مشهد سياسي معقد. فجميع الحروب، في نهاية المطاف، تُخاض من أجل أهداف سياسية. وإذا استمر الوضع الحالي وتحوّل إلى حالة من الجمود، سيُعيد الطرفان تعريف مفهوم النصر بطريقة تبريرية. فمثلا، إذا نجح الجيش في إحكام قبضته على الوسط والشرق، فسيعلن أن ذلك نصر. وقد أدى استعادته للخرطوم إلى تغيّر نسبي في الخطاب الدولي، إذ أصبح يُنظر إليه على أنه الحكومة الشرعية في السودان، وهو ما لم يكن الحال عليه خلال العامين الأولين من الحرب. في المقابل، بات يُنظر إلى “قوات الدعم السريع” كمجرد جماعة متمردة.

وبالتالي، يبدو الأمر من زاوية الخرطوم أشبه بما كان عليه الوضع قبيل انفصال جنوب السودان في عام 2011– عندما كان هناك مركز مستقر إلى حد ما، وكانت الحياة ممكنة في العاصمة، التي كانت تُعتبر آنذاك مدينة قابلة للزيارة، ضمن بلد يبدو موحدا نسبيا. الفرق الآن هو أن حربا أهلية طاحنة تدور في أطراف البلاد. وهذا ما ستسعى بعض القوى السياسية الداعمة للجيش– كالحركة الإسلامية وغيرها– إلى الترويج له بادعاء مفاده “لقد انتصرنا في الحرب، وما يجري ليس سوى تمرد محدود في الأطراف ونزاع مسلح في مناطق نائية”.

* هل تعتقد أننا نتجه نحو الجمود، أم التفتت، أم الانقسام الصريح؟

– حسنا، دعني أقلْ إني لا أملك بالطبع كرة سحرية أتنبأ من خلالها بالمستقبل. ومع ذلك، أرى أن احتمال حدوث انقسام واضح على غرار ما جرى بين السودان وجنوب السودان يبدو ضعيفا في الوقت الحالي، نظرا للطبيعة المعقدة لتكوين القوى المتصارعة. فالمشهد يضم ميليشيات متعددة، لكل منها أهدافها المحلية وأجنداتها  الخاصة، ما يجعل فكرة الانقسام الرسمي أكثر صعوبة. لذلك، النتيجة المرجحة أقرب إلى ما ذكرتَ: مزيج من التفتت والجمود.

ومع ذلك، لا يمكنني الجزم. حين نبدأ بتصور مثل هذه السيناريوهات، علينا أن نُبقي في الحسبان ثبات السياق الخارجي، وأن لا يشهد تغيّرات جذرية. وقد رأينا من قبل مدى تأثير هذا السياق. فعندما تلقى الجيش السوداني دعما خارجيا، خصوصا من إيران وروسيا، على شكل معدات عسكرية وطائرات مسيرة وصواريخ، تمكن من تعديل توازنات الحرب والانتقال من الدفاع إلى الهجوم. فإذا استمرت الظروف على ما هي عليه، أو شهدت تغيّرات طفيفة فقط، فإنني أرى– بكل أسف– أن سيناريو التفتت والجمود، أو ربما جمود متشظٍ، هو الأكثر احتمالا.

* كما ذكرتَ سابقا، نعلم الآن أن “قوات الدعم السريع” شكلت حكومة، بينما عيّن المجلس السيادي برئاسة البرهان رئيسا جديدا للوزراء. كيف تفسر هذا التحول، حيث يبدو أن الطرفين المتحاربين ينتقلان من المواجهة العسكرية إلى بناء هياكل سياسية؟ وما أهمية هذا التطور؟

– يبدو أن كلا الطرفين يسعى إلى ترسيخ هيمنته على المناطق التي يسيطر عليها حاليا، وهو ما يشكل بحد ذاته نوعا من أشكال التقسيم. غير أنني لا أعتقد أن هذا التقسيم سيأخذ طابعا مستقرا كما حدث مثلا في انفصال التشيك وسلوفاكيا. فكل من الجيش و”قوات الدعم السريع”، وبالأخص هذه الأخيرة، يعانيان من انقسامات داخلية عميقة. لا أرى في “قوات الدعم السريع” جيشا منظما بمفهومه المؤسسي، بل هي في جوهرها ميليشيا عائلية ترتكز على نفوذ عائلة “حميدتي” وتنتمي إلى قاعدة اجتماعية ضيقة ذات طابع عرقي. وقد سعت هذه المجموعة إلى مد نفوذها إلى الأقليات والمجتمعات الطرفية الأخرى في أنحاء البلاد، وحققت بعض النجاح المحدود. إلا أن الجماعات المسلحة ذات الخلفيات العرقية والقبلية المختلفة، ما خلا الرزيقات، لها أهدافها الخاصة، ومن غير المرجح أن تبقى تحت قيادة “حميدتي” إلى أجل غير مسمى. ومن الأرجح أن تعمل على تعزيز سيطرتها على مناطق نفوذها دون الانصياع الكامل له.

نشهد في الوقت الحالي تحالفا بين عبد العزيز الحلو في جبال النوبة وحميدتي، غير أنني أرى هذا التحالف مؤقتا بطبيعته. يجمعهما عدو مشترك، هو القيادة العسكرية في الخرطوم، لكن لا تربطهما رؤية موحدة لإدارة الحكم. وأتوقع انهيار هذا التحالف عاجلا أم آجلا. لدينا كذلك عبد الواحد النور في جبل مرة، الذي لا يعد بأي حال من الأحوال حليفا لـ”قوات الدعم السريع”. فقد كان في مواجهة مستمرة مع المقاتلين القبليين العرب منذ أوائل الألفية، ومن المؤكد أنه سيعمل على الحفاظ على سيطرته الذاتية في جبل مرة.

لذا، لا أرى ما يشير إلى ترسيخ فعلي لسلطة “قوات الدعم السريع” على المناطق التي تُعرف الآن بأنها خاضعة لها. ثمة حالة من التفتت الواضح، وكلا الطرفين يحتفظ بمصلحة في استمرار القتال. سبق لـ”قوات الدعم السريع” أن حاولت، وقد تحاول مجددا، التقدم نحو البحر الأحمر أو الوصول إلى حدود دولة مجاورة مثل إثيوبيا. وقد اقتربوا من تحقيق ذلك الهدف من قبل، لكنهم أخفقوا. في المقابل، يحتاج الجيش السوداني إلى تعزيز قبضته على مدينة الفاشر، وربما يسعى لاحقا إلى التوسع باتجاه ولايات دارفور الأخرى.

من اللافت أن الجنرال البرهان طرح مؤخرا فكرة وقف إطلاق النار المحتمل. فقد وجّه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة يقترح فيها وقف القتال في حال انسحبت “قوات الدعم السريع” بالكامل من ولاية الخرطوم. وبعد طردهم من العاصمة، أضاف شرطا جديدا يتمثل في انسحابهم أيضا من الفاشر وعودتهم إلى مناطقهم القبلية في ولايات دارفور الأربع الأخرى، معتبرا أن مثل هذا الانسحاب قد يفتح الباب أمام وقف إطلاق نار محتمل. أعتقد أن شخصية عسكرية مثل البرهان قد ترى أنه في ظل غياب فرصة لتحقيق نصر شامل، فإن تقليل الخسائر وقبول تسوية مشروطة يبدو خيارا عقلانيا.

 عندما ذهبت إلى الخرطوم، هل توقعت اندلاع الحرب؟ وهل كنت تعتقد أنها ستطول إلى هذا الحد؟

– رأينا التوترات، وحاولنا جاهدين منع التشكيلين العسكريين من الانزلاق نحو الحرب. وعلى مدار نحو أربعة أسابيع قبل 15 أبريل/نيسان 2023، كان هذا هو شغلنا الشاغل: محاولة تخفيف التصعيد أو مساعدة القادة العسكريين على تهدئة التوتر بينهم. وبالطبع لم نكن الوحيدين في ذلك. فقد شارك دبلوماسيون دوليون، وكان للمجتمع المدني السوداني دور محوري على نحو خاص. لذا نعم، كنا نعي الخطر القادم. ومع ذلك، ظللنا- إلى جانب آخرين- مقتنعين بأن القادة العسكريين لن يذهبوا إلى حد إطلاق النار على بعضهم. ففي نهاية المطاف، استمر كلا الطرفين في طمأنتنا بأن ما يجري لا يتعدى كونه إجراءات ردعية. قالوا لنا: “نحن نتحلى بالحذر. ونثمّن جهودكم لخفض التوتر”، وهكذا.

هل ترى أن ما يحدث في السودان هو حرب بالوكالة بين أطراف إقليمية ودولية؟

– أرفض تماما فكرة أن ما يجري هو حرب بالوكالة. هذا صراع داخلي على السيطرة على السودان وموارده. لكن، ما إن تبدأ حرب كهذه، حتى تبدأ القوى الإقليمية والدولية في السعي لتعزيز مصالحها وسط أتون الصراع، وهو ما نراه يحدث بالفعل بشكل واضح.

* التقدّم الأخير الذي أحرزه الجيش، والانكسارات التي مُنيت بها “قوات الدعم السريع” هل يعود ذلك، ولو جزئيا، إلى تحولات في مواقف القوى الإقليمية؟ ثمة من يرى أن تراجع الدعم الروسي والإيراني لـ”حميدتي” يفسّر هذه الخسائر؟

– لا شكّ أن ميزان القوى العسكري يتأثر بشكل مباشر بمستوى ونوعية الدعم الخارجي الذي تتلقاه الأطراف المتحاربة، ولا سيما ما يتعلق بجودة التسليح، وهو ما يتجلّى بوضوح على أرض الميدان. روسيا، على سبيل المثال، وهي من بين الأطراف التي ذكرتَها، قدمت دعما للطرفين، متبعة نهجا تقليديا في السياسة الروسية: فعبر دعم الجانبين، تضمن موسكو تموضعا إلى جانب المنتصر في نهاية المطاف.

غير أن الكفّة الروسية مالت، مع مرور الوقت، لصالح الجيش السوداني المتمركز في الخرطوم، وذلك لعدة اعتبارات، من بينها سيطرة الجيش على سواحل البحر الأحمر، في وقت تسعى فيه روسيا إلى إنشاء قاعدة بحرية هناك، وهو ما لا يمكن لحميدتي أن يقدّمه ببساطة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات