الأحد, ديسمبر 7, 2025
الرئيسيةمقالاتفيما بين البرهان وإدريس والإعيسر !!*

فيما بين البرهان وإدريس والإعيسر !!*

سيف الدولة حمدناالله
ليس عندي شك في أن الفريق البرهان، ومن أول ثلاثة أسابيع أدرك بأنه قد شرب مقلب، حين أعطى أذنه لمن أشاروا إليه بتعيين الدكتور كامل إدريس على رأس الوزارة، فقد أقنعه ناصحوه بأن الرجل وبحسب مكانته الأممية، وعلاقاته السابقة بشخصيات دولية وإقليمية، يستطيع بإشارة من أصبعه أن يحصل على قبول، ودعم دولي لحكومة الإنقلاب من أمريكا، ودول الإتحاد الأوروبي، ويستطيع بها رفع تجميد عضوية السودان لدى الإتحاد الأفريقي.

كما توقّع منه أن ينخرط فور تعيينه في رحلات مكوكية لأمريكا، وعواصم أوروبا وأفريقيا، في تنفيذ مثل هذه المهمة.

بيد أن الرجل خذله، وها هو حصاد إنتاج أكثر من نصف عام على تعيينه، أن قام بثلاث زيارات لدول الجيران لم يحصد منها سوى ضحكات وسخرية منصات التواصل الإجتماعي، بسبب ما صاحب تلك الزيارات من وقائع وملابسات لا تعرف حيالها تضحك أم تبكي.

الذي منع البرهان من تصحيح هذا الخطأ أن حظوظه في الظفر برئيس وزراء، بديل يكون له قبول “أممي” ومحلي تكاد تكون معدومة، ذلك أنه من غير المتوقع، قبول شخص عليه القيمة بالمنصب وهو يعلم بأنه سوف يكون على رأس حكومة مدنية على الورق، وأن المطلوب منه تنفيذ رؤية “الجماعة” لا رؤية وزارته في الحكم، ويعلم أن الذين يُمسكون على إدارة الدولة، في كل الولايات حُكَام عسكريين، ليس لديه عليهم سلطة ولا سلطان، يُعيّنون بواسطة رئيس مجلس السيادة ويخضعون ويساءلون أمامه.

المقلب الذي شربه الفريق البرهان حصد مثله كامل إدريس، حرفاً بحرف بتعيينه، لخالد الإعيسر وزيراً للإعلام، والحق يُقال، أن إدريس لم يكن له خيار في تجاوز الإعيسر، عند تشكيل الوزارة، فالإعيسر صاحب فضل عليه بترشيحه ودعم تعيينه لرئاسة الحكومة، كما تربطه بإدريس صداقة قديمة، كشف عنها الإعيسر نفسه بالكلام والصور الفوتوغرافية، وإذا كان البرهان قد تجاوز أمر تعيينه لإدريس بإسناد حكم الولايات لعسكريين وتابعين له، وإسناد العمل المدني في إعادة التعمير لأحد أعضاء المجلس العسكري، فالدكتور إدريس قد فعل الشيئ نفسه بأن سحب المهمة الرئيسية لوزارة الإعلام من الإعيسر، بأن منعه من أن يكون ناطقاً رسمياً بإسم الحكومة، ثم قفز إدريس فوق سلطة الإعيسر بالزانة عندما أعاد الصحفية لينا يعقوب، لعملها بقناة الحدث التي كانت قد سحبت ترخيصها وزارة الإعلام، كما أزيلت التماثيل التي جلبتها وزارته من الخارج لعدد من الشخصيات بنية نصبها بالميادين العامة وأمام المباني الحكومية، وأخيراً قام رئيس الوزراء بتعيين مستشار صحفي لمكتبه.

فرق كبير بين تعاطي كل من كامل إدريس، وخالد الإعيسر، للمعاملة التي يتلقاها كلاهما من السلطة التي جاءت بهما للمنصب، فكامل إدريس لا يأخذ شيئ على نفسه مما يحدث، فهو سعيد ومبسوط وإستكفى بما حققه له لقب المنصب الذي طالما سعى إليه وأراد الظفر به منذ فترة حكم الإنقاذ، وحينما لاحت تباشير ثورة ديسمبر، وفي سبيل تحقيق خطته، خاطب إدريس الثوار بلغتهم في مقاطع مصورة مُنشداً للثورة وحركة الجماهير، وحرض الثوار على مقاومة حكم العسكر ودعاهم للتمسك بشعارات الثورة، ورفض حكم تنظيم الإخوان. أما الإعيسر، فلم يخرج عن طبيعته ك “سيخوي” متمرد، فحينما حُجِبت عنه صفته كناطق رسمي، خرج بالباب ثم عاد بالشباك، فواصل في النطق وإبداء رأيه بلسان نفسه كمواطن لا كوزير، عبر صفحته بالفيسبوك، والتي كتب عليها مؤخراً بالترميز كاشفاً عن سخطه على قرار رئيس الوزراء، بتجاوزه في إعادة الصحفية لينا يعقوب للعمل.

أما السؤال: إلى متى يمكن أن يصبر كل صانع منهما على صنيعته ؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات