قاسم عبد الله الفكي يكتب: همبريب حجر قدو (من اسواق الفاشر (1)
(((نادي الاغراب٠٠٠٠ الفاشر)))
قاسم عبد الله
سماء مدينه الفاشر صااااافيه ٠٠كصفاء قلوب اهلها الانقياء٠٠٠٠ والشمس خوخت نحو المغيب٠٠٠ وهي تتواري بين اغصان وفروع شجر الحراز بالرهد وعلي جانبي الكبري٠٠٠ رويدا ٠٠٠ رويدا٠٠٠ تدنو من الافول ٠٠٠وقد غطاها اللون القرمزي٠٠٠ حتي يبتلعها مياه الفوله. تماما٠٠٠٠ ويبقي الشفق الاحمر علي ٠٠٠ افق السَماء الغربي٠
واسراب من الطيور ٠٠( الكلجو او السنبر) باللون الاسود والابيض ٠٠٠و (اب رورو) باللون الابيض وخطوط من الاسود٠٠و(البجي بجي او الرهو) الابيض الكامل بالسيقان الصفراء والمنقار الاحمر ٠٠٠ و(الغراب النبيه) الاسود بالصدر الابيض٠٠٠٠ و(غراب مليط) باللون الاسود الكامل٠٠٠٠و (الصقور) باللون البني والمنقار الاصفر الحاد ٠٠٠َ الطير(الخداري)٠٠٠ باللون الرمادي والابيض ٠٠٠ وهي عائده الي اوكارها واعشاشها٠٠٠ من الشرق بعد ان قضت نهارها علي قمم اشجار خورسيال٠٠٠ وغابه السلك ٠٠٠ ومقابر شوبا٠٠٠والتجانيه وقد امتلأت حواصلها بالحشرات وخاصه(ام بيرتو) و(القبور) و( ام كوري) و(حصان شيطان) ٠٠٠ وهمبريت الرهد المشبع بالندي ٠٠٠ ورائحه الطين ٠٠٠ والفراشات الملونه(ابندقيق) ٠٠٠٠وتطفح علي سطح مياهه ٠٠٠كميه من نوار الحراز الصفراء والاغصان الجافه٠٠٠ وبعض طيور الوزين التي تسبح َو٠َتمرح٠٠٠
وقد اخذت اعمده الغبار تتصاعد من ميدان النقعه الي السماء٠٠٠ اخذة؛ نفس مسار اسراب الطيور العائده من الشرق٠٠٠ لتصل ذروة الغبار عند ابار حجر قدو متابعه مجري وادي سويلنقا ٠٠٠ حتي تنتهي وتتلاشي عند خور سيال٠٠٠ والناس عائدون ايضا الي منازلهم٠٠٠الرجال علي ظهور الحمير الريفاويات٠٠٠٠ والراجلين من الرجال منهم من يحمل عصاية(قنقبايه او ام ترونج او بسطونه خيزرانه اوحنفا او سفروك) ومنهم من يضعها تحت ابطه٠٠ ويحمل بطيخه او شمامه او غيرها من السوق ٠٠٠لعشائهم حسب دخله في ذلك اليوم من عمله٠
وفي اقصي يمين الشارع الحبوبات وهن يحملن علي الرؤوس (الريك٠٠ والقفاف) ٠٠٠ منهن من تقوس، ظهرها بفعل الزمن ومنهن من تتوكأ علي عصاه ام شعبه ٠٠٠ ومنهن من يسير خلفهن( شياله) يحمل مجموعه من الريك والقفاف علي رأسه٠٠٠ وعلي كتفه مجموعه من قصب العنكوليب ٠٠٠ولم يرتفع اذان المغرب بعد٠٠٠٠ هذا المشهد يتكرر يوميا٠٠٠ من امام المدرسه الاهليه٠٠ مرورا بالمجمع الثقافي ٠٠٠الي الاميريه او الثانويه بنات٠٠٠ومسجد بريمه ٠٠٠الي (معهد التربيه) ٠٠والذي اصبح المدرسة الشماليه ج بنات ثم خديجه بت خويلد و مدرسةالجهاد الابتدائيه الان٠٠٠٠ثم الي خمسه بيوت ٠٠٠٠ وهنا ينحرف بعض الماره الي حي التجانيه والاسره ٠٠٠ ومنهم من يواصل الي خورسيال٠٠ولا بخلو الشارع من بعض الابقار والجمال ٠٠٠ وبعض الاغنام٠٠٠
نعود الي الساحه التي تقع غرب نادي الهلال الفاشر والي شماله وميدان العجلات(عمي حسن) ٠٠ اَو (نقعة ادم الخليفه +وهو خليفه الطريقه الختميه والذي يقع منزله جنوب الميدان مباشرة) ٠٠٠ وقد خرج اخر تجار القش العويش والبياض٠٠٠٠و ( كليقات) الحطب ٠٠وماتبقي من الشراقنه والقصب٠٠٠عند اصحابها
لتبدأ حياة اخري ٠٠٠ وفي تلك الاثناء بكون اذان المغرب قد اكمل النداء٠٠٠
نساء قد بلغن من العمر عتيا٠٠٠ تراااصن في صف متجهات غربا منهن من تجلس علي بنبر واخريات يفترشن الارض ٠٠٠٠ وكل منهن قد عرضت بضاعتها من المأكولات والمعفنات الشعبيه٠٠٠٠(((سوق نفولا))) او((نادي الاغراب)) السوق الوحيد الذي يبدأ نشاطه بعد المغرب٠٠٠٠السوق مظلم الا من بعض ضَوء خاااافت ينبعث من (المسرجات او الوناسه) ويراقصها الهواء كلما هبت نسمه فترسم خيوطا من الضوء علي تلك الوجوه الكالحه ٠٠٠٠وقد تنطفئ بين الفينه والاخري ٠٠٠وقد تضع احدي البائعات طبقا صغيرا من السعف الذي لا تستطبع ان تميز له لون من القدم٠٠٠ تحمي به المسرجه من الهواء٠٠٠٠ ومن الباعه هنالك رجلين او ثلاثه فقط منهم الاطرش صاحب كانون المنصاص٠ وزوجته متخصصه في (الجقجوقه) ٠٠حيث تنبعث رائحه شواء المنصاص وهو مشكل من لحوم مختلفه وبها الابدمام خاصة البقري ٠٠٠ممزوجه برائحه ملاح المرس ٠٠٠ والكول ٠٠٠والمصران والجقاجق٠٠٠وقد تكون هنالك اشياء اخري٠٠٠من تحت ستار ظلام الليل ٠٠٠٠ تباع الطلبات من العصيده بالمغرافة٠٠٠٠ واواني الطبخ من البرام والكلايل٠٠٠ والمفراكه والمصواط ٠٠٠٠٠ وصحون من الحديد الريق الملون ٠٠٠٠٠رواد نادي الاغراب او سوق نفولا٠٠٠ من الشيالات واصحاب المهن الهامشيه وبعض المتسولين٠٠٠والمشردين٠٠٠ وذوي العاهات٠٠٠٠٠ وهم غرباء علي الفاشر٠
هدوء تااام ٠٠٠ لا حديث ٠٠٠ولا كلام٠٠٠ حتي الضحك معدوم٠٠٠ هذا السوق كل زبون يأكل منفرداويأخذون اوضاع مختلفه في الجلوس٠٠٠٠ وتسمع فقط٠٠٠ طقطقه الاسنان وهي تطحن العظام طحنا٠٠٠او َتجز العصب جزا٠٠٠٠ تمضق اللحمه مضغا٠٠٠ وبين الفينه والاخري ٠٠٠ ترتفع بعض العطسات المتتاليه ٠٠٠ جراء حساسية تناولهم شطه الدنقابا٠٠٠٠
اما الاثرياء من الشيالات هم من يتناولون (( راس النيفه)) و(الضلافين) من العم حامد خبير وهو رجل.اسود اللون طويل القامه الا ان رجليه مشلولتان ٠٠٠ ويركب حمارا اسود قصير القامه ٠ ويحمل النيفه في طشت كبير من الحديد يحمله شياله٠٠٠وبنات عبدالواحد؛ (النيفه راس الخروف) المتبل ٠٠٠٠٠بالملح ٠٠و بالبهارات٠٠٠والحرارات وياخذ زمنا طويلا علي درجات حرارة هادئه ٠٠٠حتي يستوي ٠٠ تماما٠٠ ولا يحتاج الي استخدام السكين ٠٠٠فاللحمه تخرج من العظام خروجا٠٠٠ كانها اجسام مختلفه٠٠٠٠فاللسان لذه٠٠٠٠ وللمخ حلاوه٠٠ والطعام طااااعم٠٠ما دام٠٠ البصل والليمون البنزهير٠٠٠ وفجل مليط٠٠٠ حاضرا٠٠٠٠ ٠٠٠والثمن٠٠٠ ((5 قروش)) ٠٠ فالنيفه٠٠٠طعم خاص ٠٠٠ ونكهة فرن الزبير ٠٠٠ المدفون بالارض طاغيه ٠٠٠ورائحه كمونيه البقر بالعصيده٠٠٠تعبق المكان ٠٠٠٠ وهنالك ملاح بسمي (ملاح لحم) ولا تستطيع ان تميز نوعيه اللحمه او اجزائه من البهيمه٠٠٠ فقط يتناولونه في هدوء٠٠٠٠و َصمت٠٠٠٠ اهل سوق نفولا٠٠٠ ٠٠٠
بعض الاشقياء من الشباب٠٠٠٠ يرتادون٠٠٠ سوق نوفلا الشهي ٠٠٠خاصه والظلام يلف المكان ٠٠
فيقومون بخطف راس نيفه او بعض ضلافين الخراف٠٠٠ وخاصه شباب ياتون للمذاكره في الاهليه٠٠من الاحياء الشماليه والمتاخمه للسوق٠٠٠٠ بعد ان يكونوا قد تعبوا من( محاشات ومكاوات) غفير نادي الفاشر(ام نيركا) او الشياله الاعرج(دردم٠٠٠ درادم)
٠٠٠وليس هنالك اي حديث او نقاش بين الزبائن ٠٠٠الاشتراطات الصحية معدومه تماما٠٠٠٠ والمعقم الوحيد نار الكوانين٠٠٠ ورائحه الطعام النفاذه ٠٠٠تظل عالقه بالايدي والاجسام٠٠٠ وحتي الملابس٠٠٠
٠٠تمر الساعات ٠٠٠والساعات ٠٠٠ والناس علي تلك الحاله٠٠٠ والهدوء المخيم ٠٠٠ واغلبهم قد توسدوا الثري فمنهم من راح في سبات عميق٠٠٠َو٠٠ َبدات سمفونيات الشخير تعزف ٠٠٠ومنهم من جلس متاملا الحياة٠٠وقد يسرح بخياله نحو ٠٠٠مراتع صباه وحياته فيها٠٠٠ ومعاناته في المدينه٠ وتزداد. نغمات السمفونيات٠٠فالشخير ٠٠٠ياتي تاره من الشمال ٠٠٠واخري من اليمن٠٠٠٠وقد استبد بهم التعب بعد يوم من العمل الشاق و المرهق٠٠٠ وقطع المسافات٠٠ الطويله ٠٠ذهابا واياب٠٠٠
وهنالك علي مسافه قريبه يجلس صاحب (الباتيل) الشاي يلبس العراقي والذي قد تاكلت اكتافه باحد كتفيه واصبح بالي ٠٠٠ وسروال ابو تكه(ديك وطع كجانه) ٠٠ وحذاء (تموت تخلي) وامامه الكفتيره الكبيره خضراء اللون او لبنيه ويحرك الغطاء بحركة معينه تعرف الزبائن بانه موجود٠٠٠وكبايه الشاي بواحد قرش٠٠ و تحتها كانون خاص بها ٠٠٠وجردل من الصفيح به مجموعه من كبايات الشاي عثمان حسين وقليل من الماء الذي فقد لونه٠٠٠ وسفره مدوره صغيره٠٠٠ ومصفاة حديد صغيره بها حب الشاي الذي يقدم حسب طلب الزبون واغلبهم يطلب الشاي التقييل(سكر تسمع وشاي تسمع) ٠٠٠٠ مع رنين الملقه الصغيره داخل الكبايه٠٠٠للتذويب
وهنالك مجموعه من الكلاب تترقب خلو السوق ٠٠٠ حتي تاخذ نصيبها من العظام والساقط من اللقم في الظلام٠٠٠وقد تعفر بالتراب٠٠٠او الملاح في غفله٠٠٠
كثير من رواد سوق( نفولا) ينسون (اوقاياتهم جمع اوقايه المصنوعه من قصاصات الاقمشه وتصنع في شكل دائري به فتحه في المنتصف توضع علي الراس ومنهم من يصنع لها علاقه من القيطان تثبت تحت الذق) وتباع في شجرة وهم٠٠٠ (واصلهااللغوي الوقاية التي تقي الرأس)٠٠٠٠٠
بعد ان امتلات الكروش٠٠٠وابلت العروق٠٠٠ وراح الجوع ٠٠٠٠بدات الاجفان ترتخي ٠٠٠الحيل يبرد٠٠٠٠٠ وتمكن النعاس من العيون٠٠٠٠فيبدأ المكان يخلو ٠٠٠٠ من الزبائن ٠٠٠ ومن البائعات٠٠٠تدريجيا٠٠٠ الا من اللائي (بارت) بضاعتهن٠٠٠ ينتظرون الرزق٠٠٠٠
وعند خرَوج ناس السنما٠٠٠ وانتهاء العرض٠٠٠٠ يكون( سوق نفولا) قد داهمته الكلاب٠٠٠ وقليل من الكدايس والقطط٠
تحياتي
قاسم الفكي /السودان الواسع