قمة المنتدى الصيني الافريقي تقوية النفوذ الصيني في القارة وفرصة القادة الافارقة للخروج من ثنائية الغرب وروسيا
قمة المنتدى
ذوالنون سليمان
وحدة الشؤون الافريقية، مركز تقدم للسياسات
ملخص تقدير موقف:
تستعد بكين لاستضافة قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك) خلال الفترة من ٤-٦ من الشهر الجاري والتي تم تكوينها قبل أكثر من عقدين كآلية متطورة لرسم مسار مشترك لتحقيق التعاون الاقتصادي، لعبت المنصة دورا مهما في توطيد العلاقة وتحقيق الاستراتيجية الصينية في أفريقيا حتى الآن، وتعتبر وسيلة مهمة لتوسيع نطاق الشراكة وسط ازدياد التنافس الدولي على موارد وأسواق القارة.
في التفاصيل:
-يشارك في المنتدي التاسع للتعاون الصيني الافريقي رؤساء دول القارة الافريقية, ووصل العاصمة بكين حتي الان رؤساء جنوب أفريقيا وزيمبابوي وسيشيل وإريتريا وغينيا وكينيا وتشاد ومالاوي والسودان ومفوضية الاتحاد الإفريقي
-تظهر البيانات الرسمية أن الصين هي أكبر شريك تجاري لأفريقيا للعام ال 15 على التوالي، حيث بلغت التجارة الثنائية 282.1 مليار دولار، في حين تجاوز رصيد الاستثمار الصيني المباشر في أفريقيا 40 مليار دولار في عام 2023. كما خلقت الشركات الصينية أكثر من 1.1 مليون وظيفة محلية في أفريقيا.
-ساعدت الشركات الصينية في بناء وتحديث حوالي 150 ألف كيلومتر من شبكات الاتصالات الأساسية في أفريقيا التي تخدم 700 مليون مستخدم مع خطط مستقبلية لبناء 10 مشاريع تجريبية للتحول الرقمي وتدريب ما لا يقل عن 1000 محترف في المجال الرقمي.
-ساعدت الشركات الصينية على مدى ربع القرن الماضي الدول الأفريقية على بناء أو تحديث أكثر من 10 آلاف كيلومتر من السكك الحديدية، وما يقرب من 100 ألف كيلومتر من الطرق السريعة، وحوالي 1000 جسر وحوالي 100 ميناء و66 ألف كيلومتر من نقل وتوزيع الطاقة.
-ساعدت الشركات الصينية في بناء قدرة توليد طاقة مركبة تبلغ 120 مليون كيلوواط،
تحليل:
•تسعي الصين الي الاستفادة من منصات منتدى التعاون الصيني-الأفريقي “فوكاك” لتعزيز تواجدها في أفريقيا دعما لمبادرة الحزام والطريق الرامية الى استعادة الصين لدورها التاريخي في التجارة العالمية من خلال الاستفادة من الأسواق الافريقية في تسويق منتجاتها مقابل المواد الأولية والموارد والثورات الطبيعية
* تستغل الصين التاريخ الاستعماري والنهب المستمر لموارد القارة والحواجز النفسية، وتمسك الغرب باتفاقيات قديمة، وربطه المنح والدعم وعلاقات الاستثمار بالنظام السياسي, مما يشكل تحد لازدهار العلاقات الاقتصادية.
•فرصة الصين في تعزيز تموضعها في القارة الافريقية تبدو واعدة في ضوء صحوة جديدة ضد النماذج المفروضة من الخارج التي لم تجلب لها الاستقرار ولا الازدهار، ورغبتها في البحث عن مسارات تنموية ملائمة لظروفها الوطنية تجعلها تتحكم في مستقبلها.
•لهذا من المنتظر ان تركز قمة “فوكاك” كما تقول التحليلات الرسمية على مساعدة افريقيا على تحقيق الاستقلال الاقتصادي الأمر الذي سيجعلها حليفا استراتيجيا دائما لها, وفق مبادرات الرئيس الصيني شي جين بينغ حول دعم التصنيع في أفريقيا، والتحديث الزراعي والتعاون في مجال تنمية المواهب والقدرات والتبادل الثقافي.
•تامل الصين من هذه القمة دعم التحديث الزراعي في أفريقيا من خلال تشجيع الشركات الصينية على زيادة الاستثمار الزراعي في أفريقيا وتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا الزراعية عنصرا مهما للقارة في التصدي للتحديات التي تواجهها في مجال نقص الغذاء والتصحر والفقر.
•من المتوقع أن تعزز القمة تدفق الاستثمارات الصينية المختلفة إلى أفريقيا، ومقابلة الفجوة التمويلية لهذه الاستثمارات في ظل تراجع الدول الغربية نتيجة لاشتراطاتها المتعلقة بطبيعة النظم السياسية، وإحجام رأس المال الخليجي نتيجة لمخاوف ترتبط ببيئة الاستثمار، وتقدر الفجوة بنحو 402 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، وفقا لبيانات البنك الأفريقي للتنمية، وهذا سيتطلب زيادة تعبئة الموارد المحلية وتعزيز استثمارات القطاع الخاص، بما في ذلك الاستثمار الأجنبي المباشر.
•يكشف تقرير لبنك التنمية الأفريقي لعام 2022، أن إفريقيا في أسفل سلسلة القيمة العالمية، حيث تمثل حوالي 1.9 في المئة فقط من التصنيع العالمي. وعلاوة على ذلك، لا تزال الاقتصادات الأفريقية تعتمد اعتمادا مفرطا على السلع الأساسية، في حين أن مساهمتها في خلق فرص العمل والناتج المحلي الإجمالي منخفضة جدا.
•ستوفر قمة “فوكاك”، كما تأمل بكين الفرصة لتقديم اليات عمل حول كيفية تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين شعوب القارة الافريقية، والبحث حول علاقات عادلة بين شعوب العالم من خلال نسق دولي غير منحاز، من خلال مناقشة نظام الحوكمة العالمي الحالي وتحدياته، وإدراج أصوات من البلدان النامية في إطار صراع الأقطاب ومحاولات تشكيل نظام عالمي جديد.
في الختام:
القمة فرصة للقادة الافارقة في البحث عن افاق جديدة يركن اليها بعيدا عن مطرقة اشتراطات الغرب السياسية وسندان العلاقات الروسية القائمة على دعم الانقلابات العسكرية وذراعها قوات فاغنر التي تواجه انتقادات عالمية بسبب سجلها السيء في مجال حقوق الانسان.