كيماوي أم درمان.. موت صامت وشكاوى شعبية وسط تعتيم إعلامي
تقرير :السودانية نيوز
تعيش مدينة أم درمان في حالة من الخوف والقلق، بعد تصاعد الاتهامات للجيش السوداني باستخدام أسلحة كيماوية في بعض مناطقها خلال الفترة الماضية، وهو ما خلّف ـ بحسب شهادات الأهالي ـ أمراضًا غريبة ووفيات متزايدة تمر بعيدًا عن الأضواء والإعلام الرسمي
يؤكد سكان محليون أن العديد من الأسر بدأت تلاحظ إصابة أقاربها بأمراض غريبة لم تكن مألوفة من قبل، مثل تليف الكبد، فشل الكلى، مشاكل تنفسية حادة، وأورام مفاجئة بين الشباب والأطفال. بعض الأطباء تحدثوا ـ بتحفظ شديد ـ عن ظهور أعراض تشبه تأثيرات الغازات السامة، لكنهم يخشون الإفصاح العلني خشية الملاحقة
بينما تتزايد أعداد الوفيات في الأحياء المتأثرة، تغيب هذه الأخبار بشكل شبه كامل عن الإعلام السوداني، وسط سياسة تعتيم متعمدة. الأهالي يؤكدون أن هناك مقابر تستقبل يوميًا جثامين ضحايا يشتبه أن وفاتهم مرتبطة بالتعرض للكيماوي، لكن دون تسجيل رسمي للأسباب
المواطنون يحمّلون الجيش السوداني مسؤولية مباشرة، متهمينه باستخدام مواد كيماوية سامة في المعارك داخل أم درمان. ويقولون إن هذه الأسلحة لم تقتل المقاتلين، بل تسببت في تسمم بيئي واسع النطاق ما زالت آثاره تظهر ببطء على المدنيين
ويرى الكاتب والناشط عمار نجم الدين، أن وفاة ليلى حمد النيل “كشفت الكثير من الخفايا التي لا يمكن فصلها عن الاتهامات المتصاعدة بشأن استخدام أسلحة محرمة دوليا في السودان”.
وأضاف نجم الدين أن “الأعراض التي عانت منها ليلى تتطابق مع ما أبلغ عنه وسط المدنيين في مناطق مختلفة، حيث تحدث شهود عن غازات خانقة وتلوث مجهول المصدر وصفته السلطات بأنه تلوث صناعي”.
ويقول نجم الدين، إن تصريح رئيس وزراء حكومة بورتسودان عن المخاطر الإشعاعية يزيد المشهد وضوحا، ويوضح أن “تحذير رئيس الوزراء من تهديد إشعاعي ووفاة خبيرة طوارئ صحية كانت في قلب الاستجابة للأزمة يؤكد وجود جريمة كيميائية أو إشعاعية يجري التستر عليها”.
ويضيف أن “وفاة ليلى تمثل دليلا حيا على أن من يقف في الخطوط الأمامية لمواجهة هذه الكارثة هم أول الضحايا”.
