الثلاثاء, فبراير 4, 2025
الرئيسيةمقالاتمبروووك للشعب السوري و بالتوفيق للشعب السوداني البطل !

مبروووك للشعب السوري و بالتوفيق للشعب السوداني البطل !

مبروووك للشعب السوري و بالتوفيق للشعب السوداني البطل !

بقلم / محمد علي محمد

تسعى الأنظمة الديكتاتورية إلى تحويل الناس، إلى مجموعة من الجوقة المنصاعة و الذليلة ، او على طريقة العبد الذي يتألم لألم سيده ، حتى ينفردون هم بالسلطة ، بعد التكريس لمجتمع شائه تغلب عليه النزعات الإنتهازية و السلبية ، و حب الذات و الخلاص الفردي ، و تعمل على وضع الناس داخل مسارها ليكونوا تابعين أو نسخأ مشوهة لا تستطيع الفعل ، لأنها سلبية و منزوعة الإرادة ،فاقدة للعزيمة لذلك ليس غريبا أن يسعى المقهورين إلى تصديق كل ما تبثه وسائل الدعاية من أكاذيب فنلاحظ أن البعض يخرج في مسيرات لتأييد دكتاتور و مستبد هضم حقوقهم ، و في النهاية تهدف الأنظمة المستبدة ، إلى تحويل الشعوب إلى جماعات من اللا مٌبالين بما يدور حولهم ، لكن رغم محاولات تغييب و تزييف الوعي المتعمدة، لتحويل الجماهير إلى حالة سلبية و متماهية ، مع فئة معزولة( جماعة بورتسودان نموذجاُ) ، أو منكفئة على ذواتها ، فإن تجارب التاريخ تؤكد أن لكل شيء حدوداُ ، و لكل إستبداد سقفاً لا يمكن تجاوزه ، و إن طال الزمن ، و حولنا ذلك التسونامي الذي ضرب بعنف أنظمة كان البعض يعتبرها قوية و راسخة( نظام البشير ) ، لكن طاقة الشعب السوداني و شبابها البطل ، أثبتت أنها (نمر من ورق)
و انها كانت جيفاً متحللة برغم تدثرها بثياب الهيبة و القدسية فقد هوى ،غير مأسوف عليها و ذهبت إلى مزبلة التاريخ .
و هاهو ( جماعة بورتسودان ) يترنحون بعد سقوط الطاغية ( الأسد ) فللشعوب عزيمتها ، فالجماهير مثل الوحش الكاسر ، فقط تحتاج إلى تهيئة و تنظيم و ترتيب و حشد ، و إلى ما يحرك هذا الوحش ، أو يهز حالة سكونه الظاهري ، جريمة كبيرة أو أمل كبير أو حُلم مؤجل .
أن ثورات الجماهير هي لحظة في فعل زمني مستمر ، و هي تتم عبر التراكُم أو عن طريق الطفرات و ليس بالضرورة عن طريق المواكب .. أو عبارات حماسية لكنها لا تداعب مخيلة هذا الوحش ، و لذلك من وجهة نظري أن الثورة قطيعة معرفية بين القديم و الجديد ، و بالطبع أن هذه القطيعة لا تتم عبر التفكير الرغائبي و لا بالتمني ، بل تحتاج إلى العمل الدؤوب و الإنسجام مع الناس ، و مخاطبة قضاياهم و تنظيمهم و حشدهم و بعد ذلك أنتظار اللحظة الفارغة أو أنفجار القنبلة الناسفة ، و هو أنفجار قد يقع لمجرد حادث صغير مثل موت ثائر برصاصه في رأسه أو لضغط أقتصادي عنيف مثل الذي يعيشه السودانيين اليوم ؛ الا أن التراكم و التحريض و التعبئة و الحشد ، لتجعل هذا الفعل أنتصارا لكرامة مثل ذلك الثائر أو ربما لغلاء الأسعار أو أنسداد الأفق السياسي أو إشعال الحروب و قصف أتجاهات معينة بسلاح الطيران المٌدمر بحجة التمرد و العمالة و الإرتزاق على مدى سنوات ، أو اي فعل يثير هذا الوحش ، و الوحش الكاسر لا توقفه بعد ذلك وسائل القمع و لا رسائل التهديد او الترغيب حال حصول القطيعة المعرفية ، فعندما تتكون الكتلة فعندئذ يذوب الأفراد في الجماعة و تتولد الروح الجماعية و هي مثل روح القطيع ، ففرد القطيع يشعر بالأمان مع جماعته و تهزم الجموع داخله ، قشعريرة الخوف فيشعر بالقوة و الثقة و بالأمان و يمكن أن يفعل ذلك ما لا يفعله لو كان بمفرده الا أن ذات القطيع يحتاج إلى قائد و ملهم أو برنامج مغري للتغيير ، لكن المستبدين أنفسهم مع طول فترات إستبدادهم يكونون منفصلين عن الواقع ، و لا يصدقون أن لهم أخطاء و يتوهمون بأنهم قوة لا تقهر و أنهم حقيقة لا تأتي الباطل من خلفها أو من بين يديها ، و يحتكرون السلطة، و حين يقتلون يظنون أنهم يدافعون عن الوطن و عن كرامته و هم في الحقيقة لا يدافعون سوى عن امجاد شخصية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات