متاريس سودانية م.جبريل حسن احمد يكتب:التجريد والمأساة (2 – 2)
متاريس سودانية . محصلة غير منطقية لعملية التغيير التي انجزتها ثورة ديسمبر المجيدة. نتجت عنها عوامل عديدة تتعلق ببيئة الثورة لان أسس ومبادئ
الحل الوطني تكاد تكون معدومة. او غير متوفرة.
وسبل ادارة التنوع والنوع وتعدد الثراء الثقافي والاقتصادي والاجتماعي اصبح معدوم الالهام والامل
لأن الحركة الاسلامية رسمت داخل سنوات الانقاذ خطوطا عريضة لكل شئ حددت ملامح الاختلاف وتوقعت الحروب. وصنعت جيوش من السياسيين المواليين والغير مواليين
جعلت الاحتياج مشروعا للجوعي وفقراء الوطن.
والان استرخاص الدم السوداني . لا يهم من يموت المهم ان تستمر حرب الكرامة لتحقق اهداف بعيدة المنال تتعلق بالسلطة ونخب لا تثمن ولا تغني من جوع.
لقد عاش الشعب السوداني أسوء ويلات الحرب بدارفور وأسوء حقب التأريخ تلك التي تتعلق بالهجمات الجوية وخرط الطلعات الحربية التي احرقت القري والارياف وقضت علي كل شئ بدواعي التمرد والمتمردين في سلوك همجي ومحصلة سياسات تتعلق بصندوق الانتخابات
وهي احدي الاهداف التي تحقق عملية البقاء في السلطة بأنتهاج الازمات ومداورتها.
وما اشبه اليوم بليلة امس
تمزق الوطن نزح الشعب تركوا كل شئ حتي الوطن تحول الي ساحة عزاء كبيرة
ابتلعت الحرب كل احزانهم وافراحهم وتمزقت قلوب النساء واحترقت أفئدة الرجال وبكي كل الوطن. والجميع يصرخ ويصرخ وتصرخ جراحهم ولا امل للسلام.
مأساة حقيقية يعيشها الشعب السوداني ولا أمل ولا بريق ولا ضوء ولا رغبة في ان تقف هذه الحرب حتي ولو احترق ماتبقي من الوطن.
لان معادلة التمييز العنصري والكراهية ترسخت في ازهان سلطة الامر الواقع بعيدا عن قيمة النسامح واصبحت تعابير مثل (تمرد ، ومليشيا) تطلق علي المجتمعات بعيدا عن تسمية الاختلاف والازمة وتوصيفها بشكل حقيقي وواقعي فأنتقلت هذه المفردات لتعميق الوجدان السليم بالكراهية والعنصرية والتمييز وتزيد من حالة الانقسام السياسي الي انقسام جهوي يهدد وحدة السودان .
فالناظر الفاحص لمجمل الاحداث والتصرفات التي تنطلق من بورتسودان يعلم حقيقة ماوصلت اليه الاوضاع مقابل معاناة الشعب . فالشروط المطروحة لا تتناسب مع حقيقة الاوضاع التي يعيشها الشعب مقابل الكرامة المزعومة والمنصوبة كهدف من اجل السودانيين وصمودهم في وجه المعاناة فالدولة المسؤولة والقادة الحقيقين هم من يجعلوا قيمة اوطانهم وشعوبهم في مقدمة اولوياتهم بعيدا عن وجودية الدولة لان قيمة الانسان هي القيمة الارفع بين القيم وهو خليفة الله في الارض.
لذا من الخطوات المهمة وفي هذا التوقيت المهم يجب ان تتفهم حكومة الامر الواقع ان الشعب السوداني بكامله يتوق الي السلام وخطوة اعلان حكومة حرب من شأنه ان يقضي علي ماتبقي من امل في حقن دماء السودانيين فالجميع يعلم شراحة الحركات التي خرجت من الحياد الي السلطة والحكم حتي ولو كانت هذه السلطة والحكم علي شواطئ بورتسودان لان طبيعتها التكوينة تقوم علي هذا الاساس والمبدء . لذا نجدها تجيد تقبيل جيد الاسلاميين. مرات عديدة بأتفاقيات سلام يسأثرون فيها بالثروة والسلطة لذا بدات ثورتهم عقب دعوة الخارجية الامريكية لمنبر جنيف لذا يشاركون النظام البائد سرا تحالفهم مع قادة الجيش في تحالفهم المرحلي في مواجهة الدعم السريع ووصولا لمنصة الحكم حتي ولو كان علي حساب الشعب السوداني.
لذه هذه الخطوة مهدد رئيسئ يقود الي مالا يحمد عقباه فممارسة الشرعية المزعومة دون سند شعبي يجمد مسار السلام ويشكل عقبة امام العالم ومحبي السلام لفتح الطريق مجددا لبوارق الامل .
وللامانة والتاريخ تظل ايجابية قيادة الدعم السريع في التعاطي مع قضية الحرب والسلام هي الاقرب الي وجدان الشعب والاكثر حرصا علي حياة السودانيين والاكثر جهدا وتعاونا مع الاسرة الدولية في اغاثة النازحين والاجئين .م.جبريل خسن احمد
gebrelhassan@gmail.com