محمد صالح عبدالله يس يكتب :الباشمهندس الصادق موسي عامر وعبير الامكنة
مثلك قنديل يضيء دروب الذاكرة الجماعية، وتُذكِّرنا بأن في التفاصيل الصغيرة حكاياتٍ عظيمة، وأن أجمل ما في الصداقة والرفقة أن تجد من يرويها بصدقٍ كما كانت، دون مبالغة ولا نقصان. فتحيةً لك ولروحك التي تكتب بصدقٍ لتمنح الآخرين فرح التذكّر وجمال الحنين فانت شخصية تستحق التقدير والاحتفاء، فقد جمعت في تدويناتك بين دقة المحقق ودفء المدون وصدق الصديق فانت شاهدٌ أمين على زمنٍ جميل وحافظٌ لذكرياتٍ ربما كانت لتضيع لولا قلمك وروحك الشفافة . لم تكتفي ان تعيش تلك الأيام مع رفاق دربك بل حملتنا الي ملامح زمن شديد الاخضرار كان السودان اكثر جمالا ودفئا فبروية وصدق استطعت ان تخلد لنا لحظاتٍ كانت ستظل حبيسة الصدور اخي باشمهندس عام بعض رؤوس أقلامك يخرج منها ماينفع الناس ويمكث في الأرض فالله درك من كلمات زينت بها جباهنا التي تنحي إليكم إجلالا واكبارا
أنا تشرفت بمعرفتك لكن لم نجلس معا فقد كانت الأيام عجلي وأنت تطوي المسافات الي مهجرك في قطر قبل اكثر من عقدين من الزمان

اعرف العلاقة جيدا بينك وخالتنا الأميرة زخرف عمر خوف احد إمراء سلطنة دارفور الذين غدر بهم السلطان في بدايه عهده وتحدثت وسجلت حلقات موثقة مع الأستاذ مالك الزاكي في الاذاعة السودانية والأستاذة زخرف هي من الرائدات الاول الائي عملن في سلك التعليم هي وصويحباتها زهراء الدخيري وحواء الصديق الشريف ومدينة وفاطمة سيف الدين
أنا اعرف عمنا محي الدين حق المعرفة دفعتي التاج محي الدين واتذكر وفاة اخونا ابوشوك الذي مات شهيدا بالهدم في تلك الليلة الماطرة بامكدادة فقدكانت وفاته حدثا مروعا اهتزت له اركان المدينة فلك التحية والتقدير ولكم وجدتك وأنت بين يدي عمنا صالح مهدي مهندس التفصيل والحياكة وأنت بين ظهرانيه عائد في اجازة اوعطلة من بلاد المهجر او الخرطوم
لك ولكلماتك الجميلة التي قلتها عني فأنا اقل من ذلك بكثير وقديما قيل عين الرضا عن كل عيب كليلة
رحم الله الأستاذ سلمان محمد الحسين الذي أثارت فيك وفاته هذه القصاصات القيمة والمفيدة فقد أيقظت فينا جيوش الشجن ورحمه الله مرة فقد جمعنا ( نحن ابناء امكدادة ) وهو في المكان الذي لاتصله الأقاويل والأباطيل فوفاته جمعتنا كما ان حياته جمعتكم به
اخي الباشمهندس موسي ان موت الأستاذ سليمان محمد الحسين هو برزخ فاصل في حياتنا جميعا فموته نهاية عصر وبداية عصر فقد شغر مقعده بل انتُزع المقعد من أركانه فلم يعد احدا له القدرة والجسارة ان يجلس عليه لا الجلوس علي كرسية تكاليفه باهظة ومطلوباته كثيرة وعلي مثله تبكي البواكي أرجو ان تواصل في سردياتك المدهشة فقد حولتها الي متحف يحمل في ارففه تراثًا وارثا عظيما لجيلنا ولمن ياتون بعدنا فالرجل صنع لاسمه ظيطا فأصبح ملء السمع والبصر رجل أعمال من العيار الثقيل وعصامي فخيم ودينار من الصك القديم
اللهم انقله من مواطن الدود وضيق اللحود الي جنات الخلود
في سدر مخضود ، وطلح منضود ،وظل ممدود، وماء مسكوب ،وفاكهة كثيرة لامقطوعة ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة