الإثنين, سبتمبر 8, 2025
الرئيسيةمقالاتمحمد صالح عبدالله يس يكتب: وداعا سيد البلغاء والمتكلمين الشيخ محمد الحاج...

محمد صالح عبدالله يس يكتب: وداعا سيد البلغاء والمتكلمين الشيخ محمد الحاج عثمان 1925–2025

محمد صالح عبدالله يس يكتب: وداعا سيد البلغاء والمتكلمين الشيخ محمد الحاج عثمان 1925–2025

ببالغ الحزن وقلوب يعتصرها الألم تلقينا نبأ رحيل شيخنا الجليل، الذي عاش بيننا عمرًا مباركًا وكان خلاله إمامًا للخير، وصوتًا للسكينة، ووجهًا للرحمة والمحبة.
لقد كان، رحمه الله، أبًا روحيًا وملاذًا لكل باحث عن الطمأنينة، جمع الناس حوله بالحب لا بالرهبة، وأمّهم في صلواتهم، وربط بين القلوب بذكر الله، فكان مسجده موئلًا للروح ومرفأً للنفوس. لم يكن مجرد شيخ، بل كان رمزًا حيًا لذاكرة أهل ابوبريش وضميرها الجمعي، حتى صار حضوره في حياتهم بركة لا تخفى على أحد.
رحل الشيخ عن دنيانا، لكن صوته في الصلاة ما زال يرنّ في الأسماع، وصورته في الصفوف ما زالت ماثلة في العيون، وابتسامته الهادئة ما زالت تنير القلوب. لقد فقدناه جسدًا، لكننا لم نفقد أثره، ولم نفقد سيرته العطرة التي ستظل تتناقلها الألسن جيلًا بعد جيل
كان رحمه الله خطيبا مفوها مجيدا للعربية كتابةً ولسان صليت معه مرات كثيرة في مسجد الشريف كباشي خطبته مازالت ترن في أذني حين يصعد علي المنبر ويذكر الناس بالتقوي ويذكر الذي يشكون من ضيق الرزق فيقول لهم ( ماسمعنا ولا سمع الدهر ان تقيا شكا عسر رزقٍ كيف وهو القائل في محكم تنزيله من يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) فتعود الي قلوب المصلين السكينة والطمأنينة ويزدادون يقينا ويتجملوا بالصبر الجميل
إن المعزين من أهل امقفلة خاصة وأهل من امكدادة عموما فدعاؤهم وعويلهم لم يكن إلا شهادة حب ووفاء من أهله ومريديه ودليلًا على عظيم مكانته عند الله وعباده.
عزاؤنا أن الشيخ محمد الحاج انتقل إلى رحمة أرحم الراحمين، وإلى جوار من أحب وأخلص له، فنسأل الله الكريم أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يغفر له ويرفع درجته في عليين، وأن يجزيه خير الجزاء عمّا قدّم من دعاء، وما أحيا من سنة، وما جمع من قلوب
إلى أهله وذويه وذريته وأحبابه نقول صبرًا جميلًا، فإن المصاب جلل، لكن الفقد لا يعني نهاية العطاء، فقد ترك لنا الشيخ إرثًا روحيًا عظيمًا هو أكبر عزاء وأجلّ تركة
اخي حسن الحاج لقد كان شيخنا، رحمه الله، سراجًا يضيء في ليل الشريف كباشي ومحرابًا للذاكرين، وملاذًا للتائبين. جمع الناس على الله بمحبة خالصة، وسلك بهم درب الصفاء واليقين، فكان من الواصلين الذين ما تعبت قلوبهم من السعي، ولا كلّت ألسنتهم من الذكر.
إن رحيله فاجعة للأهل والمريدين، لكنه لم يرحل عن قلوبنا، فما زالت تسابيحه تحلّق في فضاء المسجد، وما زال دعاؤه يظلّل أبناءه وأحبابه، وما زال حضوره الروحي بيننا كأنه لم يغِب. فالأولياء، وإن غابوا عن الأبصار، فإنهم باقون في الأرواح، شهداء على الناس بالذكر والصفاء فلتفخروا أنكم من أهل بيتٍ أنجب هذا الرجل الصالح وهذا الحبر العظيم
رحم الله شيخنا رحمة واسعة، وجعل البركة في عقبه وأهله ومريديه، وألهمنا جميعًا الصبر وحسن العزاء

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات