الأحد, ديسمبر 22, 2024
الرئيسيةمقالاتمدخل معالجة الأزمة المستفحلة بالسودان ، والمستترة بحزام الغرب الإفريقي يبدأ بالتعريف...

مدخل معالجة الأزمة المستفحلة بالسودان ، والمستترة بحزام الغرب الإفريقي يبدأ بالتعريف الصحيح .الدعم السريع صناعة نظام المؤتمر وليس قبيلة الرزيقات . (٢) .

مدخل معالجة الأزمة المستفحلة بالسودان ، والمستترة بحزام الغرب الإفريقي يبدأ بالتعريف الصحيح .الدعم السريع صناعة نظام المؤتمر وليس قبيلة الرزيقات . (٢) .

بقلم : الصادق علي حسن .

أخطاء فادحة :
من الأخطاء الفادحة، ربط الدعم السريع بقبيلة الرزيقات، واعتبار قبيلة الرزيقات والقبائل العربية بغرب السودان والمناطق الأخرى حواضن للدعم السريع في الحرب الدائرة حاليا، كما والمعلوم بالضرورة ، كيف نشأ الدعم السريع ، وكيف تم تكوينه ضمن خطط نظام حزب المؤتمر الوطني الذي خطط له منذ استلائه على السلطة في٣٠/ ٦/ ١٩٨٩م، وقد عمل الحزب المذكور على تسيس القبائل، واستخدام النزاعات القبلية والعشائرية المحلية بين مجموعات العرب الرحل والقبائل المستقرة المتحدرة من أصول غير عربية ضمن خططه وأهدافه في اضعاف الولاءات الحزبية لصالح مشروعه الحزبي . في عام ١٩٩٠م أصدر نظام الإنقاذ تدابير ضمن خططه الرامية لصياغة المجتمعات الأهلية وتوظيفها في ترسيخ دولة التنظيم ، كما وأصدر قانوني الحكم المحلي (سنة ١٩٩٥م، وسنة ١٩٩٨م) وبموجبهما قام بتقنين إستخدام القبائل من خلال الإدارة الأهلية في السياسة وفي الحرب بجنوب السودان تحت غطاء الجهاد الاسلامي ، وتولى عراب النظام علي عثمان محمد طه عدة حقائب وزارية تحت مسمى وزارة وأحدة (التخطيط الإجتماعي) وقد جمعت له وزارات الرعاية الإجتماعية والشؤون الدينية والأوقاف والشباب والرياضة والثقافة قبل أن ينتقل إلى وزارة الخارجية ليخطط لمشروع النظام خارج حدود البلاد ، تم إنشاء إدارات أهلية جديدة موالية بديلة للإدارات الأهلية القائمة، وظهرت المنازعات داخل الأسرة الواحدة على زعامة القبيلة، وبين فروع القبيلة داخلها وطالبت فروع القبائل وخشوم البيوت والأفخاذ بإدارات مستقة عن النظارة الموحدة، وظهرت الإمارة وأمير القبيلة الذي يقوم بالتفويج لبيعة القبيلة وأداء قسم الولاء . في ١٩٩٥م بدأت أحداث منطقة تباريك بولاية غرب دارفور بين مجموعة من العرب الرحل ومجموعة من قبيلة المساليت ، وقام النظام بتحويل الاحتكاكات القبلية التقليدية محدودة النطاق إلى حرب قبلية بين العرب والمساليت بالمنطقة ، وقد صارت أجهزة الدولة الأمنية بالمركز وولاية غرب دارفور تدير الحرب وتساند الطرف الموالي له وقتذاك (من العرب الرحل )في مواجهة الطرف الأخر المناوئ له (من قبيلة المساليت) . وحينما أندلعت الحركات المسلحة في دارفور في عام ٢٠٠٢م، كان ناظر عموم الرزيقات سعيد مادبو أول من رفض بشدة محاولات نظام حزب المؤتمر الوطني الزج بالقبائل عموما في محاربة الحركات المسلحة وقبيلة الرزيقات وإدارته خصوصا، كذلك رفضها المقدوم أحمد عبد الرحمن رجال مقدوم جنوب دارفور ، وأتجه النظام إلى شمال دارفور وإلى دامرة مستريحة والشيخ موسى هلال، ثم قام الجيش بقيادة مدير الاستخبارات العسكرية والأمن الإيجابي الفريق أول عوض بن عوف بوضع أساس القوات الظاعنة بدارفور لمحاربة الحركات المسلحة وهي قوات قبلية شبيهة بالقوات الصديقة المكونة من عناصر قبلية في مناطق التماس، وظل نظام المؤتمر الوطني يعتمد عليها في محاربة الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة د جون قرنق بجنوب السودان وجبال النوبة ، ثم تم تكوين حرس الحدود ومنح جنوده وقيادته الأهلية بزعامة الشيخ موسى هلال زعيم المحاميد رتب عسكرية ليقوم بمهام عسكرية خاصة . وحينما برزت لزعيم المحاميد طموحات سياسية في السلطة ولم تتمكن دوائر القرار في نظام حزب المؤتمر الوطني من السيطرة عليها في إطار خططه المرسومة وقد تمرد عليه هلال ولم تتمكن من احتوائه ، كان ذلك النظام في حاجة لمن يقوم له بالدور المرسوم ، وأعلن حميدتي عن نفسه بقيادة تمرد مسلح تحت مسمى الجندي المظلوم بشمال مدينة نيالا، وسرعان ما تم احتواء حميدتي بديلا لموسى هلال ،كما وتم تعيينه مستشارا لوالي ولاية جنوب دارفور علي محمود للشؤون الأمنية ، وحينما توسعت أنشطة الحركات المسلحة في دارفور خول المخلوع البشير مدير استخباراته العسكرية عوض بن عوف وأضطلع المذكور بالدور الأساسي في نشأة وتأسيس الدعم السريع ،فوضع نواته الأولى، وتطور على يديه ، ولاحقا صدر قانون الدعم السريع في عام ٢٠١٧م من برلمان نظام البشير ، وبموجب أحكام القانون المذكور صارت قوات الدعم السريع قوات عسكرية يدفع المواطن السوداني كل مرتبات واستحقاقات جنودها ،كما ولها ميزانية خاصة غير خاضعة للمراجعة ، وصار للدعم السريع علاقات خارجية وجنود يقاتلون في اليمن لصالح دولتي السعودية والإمارات إلى جانب جنود الجيش ، ولم تكن لقبيلة الرزيقات أي علاقة إدارية أو تظيمية بقوات الدعم السريع ،كما كان العمدة جمعة دقلو عم حميدتي والذي تم تعيينه في هذا المنصب الأهلي في ظل سلطة الدعم السريع الرسمية زعيما على عشيرته وفعليا على الإدارات الأهلية الأخرى ، فهو من يقوم مباشرة بأغداق العطايا والأموال على الإدارات الأهلية بكل أنحاء البلاد، وكانت قيادات الإدارات الأهلية وعلى رأسها السلاطين والملوك والنظار والمكوك والشراتي والعمد الخ، تستقبل قائد الدعم السريع في شمال السودان وشرقه ووسطه قبل دارفور وكردفان ،وتتسابق لأستقطاب وده ليجزل لها العطايا والاكراميات .

الإمارات والدعم السريع .

للإمارات خططها في إفريقيا ، وقد تمكنت من صناعة الفوضى في ليبيا، وثبت من خلال دعاوى قضائية قيدت داخل السودان قبل الحرب الدائرة بفترة طويلة بأنها قامت باستجلاب العديد من الشباب السودانيين تحت غطاء العمل في الحراسات الأمنية للمؤسسات الخدمية لدولة الإمارات ،وتفويجهم منها إلى ليبيا لحراسة آبار النفط بمنطقة رأس لانوف اليبيبة والتي تسمى ب(آبار زايد)، كما ثبت أمام محكمة العمل بالخرطوم في قضية أخرى أن فاغنر الروسية تقوم بإرسال أسلحة عبر السودان إلى ليبيا ، وحينما شاع أمر هذه الدعوى في النزاع بين الشركة المملوكة لفاغنر والعمال السودانيين ،وتمسك العمال بحقهم في الحصول على المرتبات والحقوق الأخرى المستحقة بالدولار بحسب العقود المستترة الموقعة بينهم وبين الشركة المملوكة لفاغنر ،وتمسك الشركة بالعقودات الصورية التي قدمتها للمحكمة للدفع بالعملة المحلية ، تراجعت الشركة بعد أن ذاع سرها ، وتم سحب الدعاوى من المحاكم بتوجيهات قيادات عليا في الدولة وتمت تسوية المطالب خارجها .
للإمارات مشروعها المتمدد في إفريقيا وفي السودان أكبر دولها وأكثرها ثراءًا بالموارد الطبيعية والمعادن والموانئ الإستراتيجية، إن مشروع الإمارات في السودان أكبر من قدرات حميدتي، وهو نفسه مجردة أداة من الأدوات وقد كان مثله في السابق البرهان وسبقهما البشير في خدمة دولة الإمارات .

نخب الهامش :
سليمان صندل حقار انموذجا :

الباحث في الشأن السوداني يجد أن نخب المركز المتعاقبة على السلطة وهي لا تمثل إلا نفسها أوصلت البلاد إلى هذا الحال بسياسات خرقاء وتشاركها الآن نخب الهامش التي انضمت إلى النادي السياسي، ويمثل أنموذج سليمان صندل حقار ظاهرة نخب الهامش الجديد ، لقد كان سليمان من طلاب حركة الإسلام السياسي المتطرفين الذين يلاحقون خصوم الرأي الطلاب من التنظيمات الأخرى بالجامعات باستخدام أدوات العنف في الندوات ، وعقب إنقلاب نظام الإنقاذ على الديمقراطية الثالثة، مثل سائر طلاب حركة الإسلام السياسي الذين تم تعينهم في الوظائف العامة من كشوفات التنظيم بلا معاينات، وقد صارت الوظيفة العامة حكرا لمنسوبي المؤتمر الوطني وحركة الإسلام السياسي، وشغل رتبة الرائد في الشرطة الشعبية، ويقول عنه زملائه في الشرطة إبان سطوته بأنه كان مقررا للجنة المعنية بتطهير الشرطة من غير منسوبي التنظيم والتي كان يترأسها اللواء عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية . كما كان سليمان يكتب في الصحف ويضع صورته مع مقالاته الرافضة للرأي الأخر ويدعو لقمع خصوم الرأي بالاعتقال والتوقيف والردع بالسجن . وحينما أنقسم حزبه إلى شعبي ووطني التزم جانب الشعبي، ثم نشط مع زملائه المنشقين في توزيع الكتاب الأسود ،وكأنه وغيره من زملائه أكتشفوا اختلال ميزان السلطة والثروة بالبلاد بعد فقدانهم للسلطة ، وظهر ضمن مؤسسي حركة العدل والمساواة بقيادة د خليل إبراهيم وكان متطرفا في مواقفه ،وعقب توقيع اتفاق سلام جوبا ظهر وهو يضع رتبة الفريق على كتفيه ويتشدد تجاه الثورة والثوار، ثم عقب الحرب أعلن في أديس أبابا ومن فنادقها الفاخرة إزاحة رئيسه السابق د جبريل إبراهيم وتنصيب نفسه رئيسا للحركة المذكورة ، والآن يتحدث مع زملائه الجدد عن نزع شرعية من زملائه السابقين من عسكر حركة الإسلام السياسي وتعيين حكومة منفى . الهدف البحث عن السلطة والثروة، وقد صارتا غاية للنخب على حساب الشعب السوداني ، والشعارات المرفوعة .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات