وكالات:السودانية نيوز
وسط تصاعد العنف في إقليم دارفور بالسودان، بدأ مسؤول الإغاثة الأعلى في الأمم المتحدة، توم فليتشر، مهمة ميدانية محفوفة بالمخاطر للتفاوض بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر التي تعصف بها المجاعة والانتهاكات الواسعة.
وفي طريقه عبر المناطق الخاضعة لسيطرة جماعات مسلحة، ظهرت نقاط تفتيش يُشرف عليها جنود أطفال، بينما استهدفت طائرة مسيّرة مركبة إغاثية بعد ساعات قليلة من مروره في المنطقة ذاتها—في مؤشر على خطورة المهمة وتعقيداتها.
مباحثات مع قوات الدعم السريع
وصل فليتشر السبت إلى بلدة نائية لإجراء محادثات مع قادة قوات الدعم السريع، وخلال الاجتماع، تعهّد قادة قوات الدعم السريع بالسماح بدخول الأمم المتحدة للفاشر، وإيصال المساعدات الإنسانية، وفتح المجال للتحقيق في الانتهاكات لأول مرة منذ أشهر. وقال فليتشر إن التنفيذ قد يستغرق “أياماً وليس أشهراً”، لكنه شدد على ضرورة الحذر لضمان عدم فرض الجماعة المسلحة شروطاً على كيفية توزيع الإغاثة.
انتقادات متبادلة وضغوط إنسانية
بعد اللقاء، قال عز الدين الصافي، مسؤول الإغاثة في قوات الدعم السريع، إن الجماعة تبذل “جهوداً كبيرة لحماية المدنيين”، منتقداً فليتشر لعدم توجهه مباشرة إلى الفاشر ووصف ذلك بأنه أمر “مُحبط”.
لكن الأمم المتحدة أوضحت أن مسؤوليها لا يمكنهم دخول المدينة من دون ضمانات أمنية واضحة، خصوصاً بعد الهجوم الذي تعرضت له قافلة شاحنات في مدينة زالنجي، حيث أصيبت مركبة تابعة للمنظمة بشظايا صواريخ أُطلقت من طائرة مسيّرة.
أرفع زيارة أممية منذ اندلاع الحرب
يشكل تحرّك فليتشر—الدبلوماسي البريطاني السابق—أعلى زيارة لمسؤول أممي إلى دارفور منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، في ظل صراع أدى إلى مقتل ما يصل إلى 400 ألف شخص وتفاقم كارثة إنسانية تهدد ملايين المدنيين.

