الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةمقالاتمستقبل العلاقات السودانية المصرية بمقر الحزب العربي الديمقراطي الناصري (٦) .

مستقبل العلاقات السودانية المصرية بمقر الحزب العربي الديمقراطي الناصري (٦) .

مستقبل العلاقات السودانية المصرية بمقر الحزب العربي الديمقراطي الناصري (٦) .

بقلم : الصادق علي حسن

الديمقراطي الناصري

ظاهرة الدعم السريع :

في بيان الخارجية المصرية ردا على خطاب قائد الدعم السريع الأخير والذي أتهم فيه قائد الدعم السريع حميدتي دولة مصر بالمشاركة في الحرب الدائرة دعما للجيش السوداني في مواجهته وقد اعترف لأول مرة بخسارته لمعركة (معركة جبل موية) وأرجع السبب الرئيس للطيران المصري،أعلن حميدتي عن تهيئة قواته للإنتقال للخطة ب ولم يعط أي إشارات عنها ويمثل الإعلان نقلة جديدة في الحرب . لقد بدأت قوات الدعم السريع بالفعل كمليشيا قبلية برعاية نظام المؤتمر الوطني لمحاربة الحركات المسلحة التي اندلعت في دارفور ومن مدخل القبيلة وظف نظام الحزب المذكور التنافس المحلي القبلي بين منسوبي القبائل لتأمين بقاءه في السلطة كما وقام بتحويل الدعم السريع من مجموعة قبلية مسلحة إلى قوات عسكرية مرجعيتها القانون بصدور قانون للدعم السريع في ٢٠١٧م من الجهاز التشريعي للنظام المذكور لتحل قوات الدعم السريع تدريجيا محل سلاح المشاة وتشارك في مهام قتالية خارجية في دولتي السعودية والإمارات ثم صارت قوات عسكرية لها الصفة الدستورية بموجب أحكام الوثيقة الدستورية المعيبة سارية المفعول عام ٢٠٢٠م وهذه الوثيقة المذكورة مرجعيتها الاتفاق الموقع ما بين المكون العسكري الذي ضم الجيش والدعم السريع والمكون المدني لقوى الحرية والتغيير، كما وعقب انقلاب المكون العسكري على شريكه المدني ثم الحرب الدائرة بين المكون العسكري نفسه فإن التوصيف الصحيح لقوات الدعم السريع يظل قوات عسكرية نشأت بموجب أحكام التدابير الدستورية الباطلة في ظل الانقطاع الدستوري الذي بدأ منذ إنقلاب الإنقاذ في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م واستمر حتى اليوم مثلها مثل سائر المؤسسات الأخرى القائمة بحكم الأمر الواقع ، لذلك فإن توصيف الخارجية المصرية للدعم السريع بالمليشيا لا يساعد في معالجة الأزمة بل قد يزيدها تعقيدا ،فقوات الدعم السريع عقب اندلاع الحرب الدائرة على السلطة بين قيادتي الجيش والدعم السريع قد تحولت إلى ظاهرة مجتمعية ليس في السودان فحسب بل في كل دول الحزام الغرب الأفريقي وهذه الظاهرة ستؤثر على مستقبل استقرار الأنظمة في كل دول الحزام والدول المجاورة للسودان، لذلك المجدي عند البحث في مخاطبة ظاهرة الدعم السريع دراسة الظاهرة المجتمعية وإنتاج الخطط والحلول المبنية على الوقائع وتأثيرها المجتمعي ولن يكون ذلك بمثل الخطاب الانفعالي الصادر من القيادي بالمؤتمر الوطني وحركة الإسلام السياسي على محمود الذي شغل عدة وظائف سياسية وتنفيذية في ظل نظام حزبه البائد (المؤتمر الوطني) منها والي ولاية جنوب دارفور ووزير المالية الإتحادية وفي عهد حكمه للولاية المذكورة وتحت إشرافه برزت قوات الدعم السريع كقوة مسلحة مرعية بسلطة الوالي طالبت بالمشاركة في السلطة وأسند الوالي على محمود نفسه لقائدها حميدتي لأول مرة وظيفة سياسية وهي وظيفة مستشار والي ولاية جنوب دارفور للشؤون الأمنية، إن خطاب علي محمود المبثوث في التسجيلات الصوتية في الوسائط ووصفه لقوات الدعم السريع بالمليشيا وأنها بلا هدف أو مشروع سياسي ليأتي بعده الرد من ناظر عموم التعايشة من منطقة رهيد البردي التي يتحدر منها علي محمود نفسه ويتحدى الناظر المذكور البرهان وقواته ويوجه النقد الأشد ويقول بأن هذه الحرب على القبائل العربية التي وصفت بعرب الشتات وبأنها حرب هوية . إن في صالح كل الأطراف من ذوي المصلحة في مستقبل استقرار السودان بما فيها مصر البحث عن السبل الكفيلة بإيجاد الحلول السلمية للأزمة السودانية، وقد نشأت مراكز جديدة قاعدتها القبائل .
مؤتمرات النخب :
لقد كثرت المؤتمرات وورش العمل واللقاءات والإجتماعات بشأن الأزمة السودانية ويرى مراقبون بأن مؤتمر القوى السياسية والمدينة السودانية الذي إنعقد بالقاهرة في ٦ يوليو ٢٠٢٤ بأنه أنجح المؤتمرات بالرغم أن المؤتمر المذكور لم ينجح في اصدار بيان ختامي بمخرجاته وصدرت عن المشاركين تصريحات بعدم الاتفاق على البيان الختامي المنشور وقد باعدت نتائج المؤتمر المذكور الشقة بين المجموعات المشاركة وقد نقلت الوسائط بأن نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار رفض تناول الطعام مع أعضاء كتلة تقدم التي يقودها د حمدوك وكأن القضية شخصية ومالك عقار نفسه سبق له أن حرق علم بلده وطالب بتفكيك جيشه ووصف ذلك الجيش بأنه جيش الحركة الإسلامية وليس جيش السودان،إن جمع النخب السودانية في صالة واحدة حتى ولو لم تتفق على شيء صار يعتبر في ذاته نجحا مما يكشف عمق أزمة البلاد المستفحلة وقد أرتبط مصير البلاد بالمواقف الشخصية لأصحاب المراكز في السلطة والحركات المسلحة الذين يمثلون أطراف الحرب وينظرون إلى القضايا ومستقبل البلاد من خلال مصالحهم الذاتية ومواقفهم الشخصية لذلك لا يمكن الحديث عن مستقبل لعلاقات خارجية سودانية مستقرة مع مصر أو غيرها طالما تعذر الوصول لقواسم مشتركة بين السودانيين أنفسهم أولا .
عمق الأزمة السودانية ونموذج تكوين الحركات والجبهات :
بمثلما فقدت الدولة مركز إدارتها الموحد كذلك تعددت الحركات والتنظيمات السياسية والمدينة ومراكزها فالتحالف الحاكم القائم الآن بقيادة البرهان يستمد سنده من تأثيرات القبائل والجهة كما والحركات المسلحة صارت وسائل للوصول إلى الحكم تحت غطاء رمزية القبيلة والأغلبية التي تمثل الرأي العام السوداني تراقب وتنتظر مآلات الصراعات على السلطة .
في المقال القادم .
كيف لمصر وغيرها أن تؤسس مواقف مؤثرة في معالجة الأزمة السودانية قبل فوات الأوان .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات