الأحد, أكتوبر 19, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةمقتل الناظر سليمان جابر ناظر عموم قبيلة المجانين: جريمة حرب مكتملة الأركان...

مقتل الناظر سليمان جابر ناظر عموم قبيلة المجانين: جريمة حرب مكتملة الأركان تتحمل مسؤولياتها الجيش السوداني.

مقتل الناظر سليمان جابر ناظر عموم قبيلة المجانين: جريمة حرب مكتملة الأركان يتحمل مسؤوليتها الجيش السوداني

تقرير: عبدالله إسحق محمد نيل

شهدت منطقة المزروب بولاية شمال كردفان، مساء الجمعة 17 أكتوبر 2025م، مجزرة مروّعة أودت بحياة الناظر سليمان جابر جمعة سهل، ناظر عموم قبيلة المجانين، و16 من مرافقيه من العمد والأعيان، إثر هجوم بطائرة مسيّرة استهدف اجتماعًا للإدارة الأهلية كان يهدف إلى بحث قضايا مجتمعية وإجراء مصالحة محلية.
ويُعدّ هذا الهجوم تصعيدًا خطيرًا ضد القيادات الأهلية والرموز المجتمعية في إقليم كردفان.

تفاصيل الحادث

وفقًا لمصادر محلية، فإن الهجوم وقع أثناء انعقاد اجتماعٍ للمصالحة حول خلافات محلية، وبمشاركة قيادات أهلية من مناطق مختلفة. وأفادت المصادر بأن الطائرة المسيّرة استهدفت الموقع بشكل مباشر أثناء انعقاد الاجتماع في ساحة عامة بالمنطقة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين.

وأكدت ذات المصادر أن الاجتماع كان ذا طابع اجتماعي بحت، ولم يشهد أي نشاط عسكري، ما يعزز فرضية الاستهداف المتعمد لرموز الإدارة الأهلية في المنطقة.

ردود الفعل

أثار الحادث موجة واسعة من الإدانات المحلية والدولية، حيث نعت منظمات المجتمع المدني وحكومة تأسيس وعدد من القوى السياسية الناظر سليمان جابر ومرافقيه، مشيدةً بدوره الوطني البارز في تعزيز السلام المجتمعي والتعايش السلمي.

وطالبت جهات عديدة بضرورة فتح تحقيق عاجل وشفاف حول الحادثة، محذرين من تداعيات خطيرة قد تؤدي إلى تأجيج نزاعات قبلية واسعة إذا لم تتم معالجة الموقف بسرعة.

ويُذكر أن الناظر سليمان جابر جمعة سهل ينحدر من أسرة وطنية عريقة؛ فهو من أحفاد الزعيم الراحل مشاور جمعة سهل والزعيم عبدالرحمن دبكة، اللذين كان لهما دور بارز في المطالبة باستقلال السودان من داخل البرلمان عام 1955م.

المسؤولية الجنائية عن الحادث

تضاربت الروايات حول الجهة المسؤولة عن القصف، حيث اتهمت مصادر محلية الجيش السوداني بتنفيذ الهجوم، في حين نفت القوات المسلحة مسؤوليتها عن الحادث.

وفي المقابل، صرّح الدكتور أحمد التجاني ماهل، أحد وجهاء قبيلة المجانين، من موقع الحادث بمدينة المزروب، بأن الاستهداف تم عبر طائرة مسيّرة تركية الصنع من طراز “أكانجي” تابعة للجيش السوداني، وأسفر عن مقتل الناظر سليمان جابر وثمانية من ضباط القوة المشتركة للدعم السريع الذين كانوا يرافقونه في مهمة للمصالحة.

وأكدت قوات الدعم السريع في بيان لاحق أن الطيران الحربي للجيش السوداني هو من نفذ الهجوم، متهمةً إياه باستهداف رموز المجتمع الأهلي على أسس جهوية وقبلية، مشيرةً إلى أن الهجوم ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن استهدفت طائرات الجيش منزل ناظر قبيلة الحمر إبراهيم منعم منصور وعددًا من المدنيين في شمال كردفان ودارفور وجبال النوبة.

ويُذكر أن قوات الدعم السريع تسيطر على أجزاء واسعة من ولاية شمال كردفان، وقد عيّنت الأستاذ حمد محمد أحمد عضو المجلس الرئاسي حاكمًا للإقليم ضمن حكومة تأسيس للسلام والوحدة الانتقالية، في خطوة وُصفت بأنها بداية لتطبيق الحكم الفيدرالي ومشاركة المجتمعات المحلية في إدارة شؤونها.

خاتمة

يأتي هذا الحادث المأساوي في ظل تصاعد التوترات الأمنية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إقليمي كردفان ودارفور، وسط مخاوف من انزلاق الصراع إلى مواجهات قبلية تهدد النسيج الاجتماعي في المنطقة.

ويُعدّ مقتل الناظر سليمان جابر جمعة سهل وأعيان قبيلة المجانين جريمة حرب مكتملة الأركان تستوجب إدانة دولية عاجلة وتحقيقًا شفافًا ومستقلًا لضمان محاسبة المسؤولين عنها ومنع تكرار مثل هذه الجرائم ضد المدنيين في السودان.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات