متابعات:السودانية نيوز
أطلقت القطاعات الأهلية والشبابية بمنطقة النايم، بمحلية أم كدادة في ولاية شمال دارفور، مناشدة عاجلة حذّرت فيها من كارثة بيئية وإنسانية وشيكة، بسبب الشروع في إنشاء مصنع لمعالجة مخلفات التعدين الأهلي (الكرتة) باستخدام مواد كيميائية شديدة السمية قرب المناطق السكنية والزراعية.
وأوضح البيان أن مجموعة من المتنفذين، مستغلين الفراغ الأمني والإداري، بدأت التحضير لإقامة مصنع عشوائي لا يبعد سوى كيلومتر واحد عن الأحياء السكنية، وفي محيط الأراضي الزراعية، وعلى مقربة من وادي النايم الذي يُعد المصدر الرئيس لمياه الشرب والري في المنطقة.
وأشار البيان إلى أن المصنع المزمع إنشاؤه سيستخدم مواد خطرة مثل «السيوريا» والفحم الحجري، ما يشكل تهديداً مباشراً للمياه الجوفية والسطحية، نظراً لطبيعة المنطقة الجيولوجية السطحية، محذراً من أن أي تسرب كيميائي قد يؤدي إلى تسميم المياه، وتدمير التربة، والقضاء على الزراعة، وتحويل المنطقة إلى بؤرة ملوثة غير صالحة للحياة.
وتابع البيان (نتوجه إليكم اليوم، نحن القطاعات الأهلية والشبابية في منطقة النايم بمحلية أم كدادة، بهذه المناشدة العاجلة، ونحن على شفا كارثة حقيقية تهدد أرواحنا ومستقبل أجيالنا وأرضنا التي عشنا عليها لقرون.
لقد قامت مجموعة من المتنفذين، مستغلين الفراغ الأمني والإداري في الولاية، بالتحضير لإنشاء مصنع عشوائي لمعالجة مخلفات التعدين الأهلي (الكرتة).
وتكمن الكارثة في أن هذا المصنع سيُستخدم فيه مواد شديدة السمية (السيوريا والفحم الحجري نموذجًا .الجلباخات)، وقد اختير له موقع لا يبعد سوى كيلومتر واحد عن الأحياء السكنية، وفي قلب أراضينا الزراعية، وبالقرب من وادي النايم الذي يمثل شريان الحياة للمنطقة بأكملها.
إن إقامة هذا المصنع في هذا الموقع ليست مجرد خطر، بل هي حكم بالإعدام على بيئتنا ومصدر رزقنا. إننا نتحدث عن تهديد مباشر وغير مسبوق:
1- يقع المصنع المقترح على بعد اثنين كيلومترات فقط من وادي النايم، الذي يغذي آبار الشرب وعشرات المزارع والبساتين التي يعتمد عليها أهالي المنطقة والقرى المجاورة، علمًا بأن جيولوجية المنطقة سطحية، والخزانات الحاملة للمياه تتغذى مباشرة من الوديان الموسمية.
إن تسرب المواد الكيميائية إلى المياه الجوفية والسطحية يعني تسميم مياهنا بشكل مباشر، وأي تسرب سيؤدي إلى كارثة مائية تقتل الكائنات الحية وتجعل المياه غير صالحة للشرب والزراعة.
2- سيؤدي تسرب هذه المواد السامة إلى تدمير خصوبة التربة وقتل النباتات وتلويث المحاصيل الزراعية. وهذا يعني القضاء على مصدر الغذاء الأساسي للمنطقة وتحويل أراضينا الخصبة إلى أرض قاحلة ومسمومة.
3- بدرة السيوريا مادة قاتلة تمنع خلايا الجسم من استخدام الأكسجين. والتعرض لها، حتى بجرعات منخفضة، يسبب أعراضًا خطيرة تشمل الصداع، والدوار، وتلف الجهاز العصبي، ومشاكل في القلب، وقد يؤدي إلى الموت في غضون أيام. إن بقاء هذا المصنع يعني تعريض أطفالنا ونسائنا وشيوخنا لخطر الموت البطيء.
يقود هذا المشروع مجموعة تدّعي انتماءها لقوات الدعم السريع، ومعها مجموعة من الانتهازيين من أبناء المنطقة الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية، لفرض هذا المشروع بقوة السلاح، ضاربين بعرض الحائط الإرادة الشعبية لأهل المنطقة الذين يرفضون رفضًا قاطعًا إقامة هذا المصنع المدمر.
وهذه ليست المحاولة الأولى؛ ففي السابق تصدى أهالي المنطقة لثلاث محاولات مماثلة في عهد حكومة البشير والفترة الانتقالية، ونجحوا في إيقافها. لكن هذه المجموعة تستغل غياب الرقابة الحكومية الحالية لتحدي إرادة المجتمع بأكمله.
رسالتنا إلى هؤلاء النفعيين من أبناء المنطقة:
نقول لهم إن التاريخ لن يرحمكم، وإن سعيكم وراء مصالحكم على حساب أرواح أهلكم وبيئتهم هو خيانة عظمى. ونوجه لكم إنذارًا شديدًا بأننا لن نتوانى عن التصدي لكم بكل الوسائل المتاحة، ولن نسمح لكم بتدمير مستقبلنا. وسنقوم بكشف كل من يقف خلف هذا العمل الإجرامي حتى يعرف إنسان المنطقة أعداءه الحقيقيين، ونحمّلكم المسؤولية الكاملة عن أي كارثة إنسانية أو بيئية تحدث، وعن شق الصف بين أهل المنطقة.
كما نناشد السيد قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، رئيس المجلس الرئاسي، بالتدخل الفوري لإيقاف هذا العبث ومحاسبة هذه الفئة التي تستغل سلطاتها باسم قوات الدعم السريع لتحقيق مصالح شخصية على حساب الأبرياء.
ونناشد كافة أعضاء حكومة التأسيس بتحمل مسؤولياتهم تجاه حماية المواطنين والبيئة، وإصدار قرار فوري بإيقاف هذا المصنع وتفكيكه، وتفعيل أجهزة الرقابة البيئية والصحية في المنطقة.
إننا نضع هذه الكارثة الوشيكة بين أيديكم، ونحمّلكم المسؤولية أمام الله والتاريخ والشعب.
والله من وراء القصد.
القطاعات الأهلية والشبابية بمنطقة النايم
محلية أم كدادة – ولاية شمال دارفور

