نيويورك – (السودانية نيوز)
قال مندوب دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة اليوم حول الوضع في السودان، إن الجيش السوداني لم يحترم جهود وقف إطلاق النار، داعيًا طرفي النزاع إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف كل استهداف للمدنيين.
وأعلن المندوب عن تقديم الإمارات مبلغ 100 مليون دولار إضافية لدعم العمليات الإنسانية المنقذة للأرواح في مدينة الفاشر وفي المناطق المتضررة الأخرى بالسودان، مؤكدًا أن طرفي الأزمة لا يمكن لهما أن يحددا ملامح المستقبل في السودان.
المندوب الدائم للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة السفير محمد أبو شهاب قال إنه يجب على الأطراف المتحاربة في السودان الامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك توفير ممرات إنسانية وآمنة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية السريعة ودون عوائق وتسهيلها على نطاق واسع لجميع الذين يتحملون وطأة هذه الحرب، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن.
وأضاف: “في وقت تنتشر فيه المجاعة، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تصل المساعدات إلى الناس في جميع أنحاء السودان وأن يُسمح للأمم المتحدة بأداء وظيفتها”.
وشدد على ضرورة عدم السماح بتدهور الوضع الإنساني أو التغاضي عن تلك الفظائع، مضيفا: “يجب محاسبة مرتكبي تلك الجرائم”.
ودعا مجلس الأمن إلى الضغط على الأطراف المتحاربة واستخدام جميع أدواته لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات بالتزام حقيقي بالسعي إلى السلام.
وقال: “نعلن اليوم عن تبرع إضافي بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لدعم العمليات الإنسانية المنقذة للحياة في الفاشر. ستواصل دولة الإمارات العربية المتحدة دعم الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتحقيق السلام والاستقرار والأمن الذي ينادي به الشعب السوداني”.
وعقد مجلس الأمن الجلسة المفتوحة بطلب من الجزائر وعدد من الدول، حيث ركّزت المناقشات على تدهور الوضع في مدينة الفاشر، التي تُعد آخر معاقل الجيش في شمال دارفور، وسط تحذيرات من تحول الإقليم إلى كارثة إنسانية شاملة.
وأدان أعضاء المجلس الفظائع المبلغ عنها التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد السكان المدنيين، بما في ذلك عمليات الإعدام بإجراءات موجزة والاعتقالات التعسفية، وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء تزايد خطر وقوع فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك الفظائع ذات الدوافع العرقية. ودعوا إلى محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات.
وأكد الأعضاء مجددا أن الأولوية هي أن تستأنف الأطراف المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة وجامعة ومملوكة للسودانيين.
وحثوا جميع الدول الأعضاء على الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يهدف إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار، ودعم جهود السلام الدائم، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ودعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع ارتكاب مزيد من الفظائع، فيما شدد ممثلو الدول الأعضاء على ضرورة وقف التدخلات الخارجية التي تُغذّي الصراع السوداني.
وأكدت تقارير الأمم المتحدة أن السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم حاليًا، مع تزايد خطر المجاعة وتدهور الأوضاع المعيشية، داعية المجتمع الدولي إلى تسريع تمويل خطة الاستجابة الإنسانية ودعم جهود إحلال السلام في البلاد.

