الجمعة, سبتمبر 20, 2024
الرئيسيةاخبار سياسيةموجةٌ جديدة من تفشي الكوليرا تتهدد المجتمعات اللاجئة والنازحة وسط الحرب والسيول...

موجةٌ جديدة من تفشي الكوليرا تتهدد المجتمعات اللاجئة والنازحة وسط الحرب والسيول في السودان

موجةٌ جديدة من تفشي الكوليرا تتهدد المجتمعات اللاجئة والنازحة وسط الحرب والسيول في السودان

جنيف: السودانية نيوز

موجة جديدة . حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم بأنّ السودان يشهد موجةً جديدةً من تفشي وباء الكوليرا – وهي المرّة الثانية منذ بدء الحرب قبل ستة عشر شهراً – الأمر الذي يهدد المجتمعات النازحة في جميع أنحاء البلاد.

ومن الأمور المثيرة للقلق بشكل خاص، انتشار المرض في المناطق التي تستضيف اللاجئين، وخاصة في ولايات كسلا والقضارف والجزيرة. وفضلاً عن استضافتها للاجئين من بلدانٍ أخرى، تأوي هذه الولايات أيضاً آلاف النازحين السودانيين الذين نشدوا فيها الأمان وسط استمرار القتال.

جرى تأكيد 119 حالة إصابة بالكوليرا حتى الآن في ثلاثة مواقع للاجئين في ولاية كسلا، وفقاً لما أوردته وزارة الصحة السودانية. ومن المؤسف أنّ خمسة لاجئين قد لقوا حتفهم بعد الإصابة بالمرض. وفي حين تم الإبلاغ عن حالات إصابة بالكوليرا في ولاية القضارف، لم يتأثر أي لاجئ حتى الآن بالتفشي هناك، لكننا مستمرون بمراقبة الوضع عن كثب.

عاود تفشي وباء الكوليرا في الآونة الأخيرة الظهور بعد عدة أسابيع من هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها. وتتفاقم المخاطر بسبب استمرار الصراع والظروف الإنسانية المزرية، بما في ذلك الاكتظاظ في المخيمات ومواقع تجمّع اللاجئين والسودانيين النازحين داخلياً بسبب الحرب، فضلاً عن محدودية الإمدادات الطبية ونقص العاملين الصحيين. يأتي ذلك إلى جانب تهالك البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة – والتي تأثرت جميعها بشدة بالحرب.

وبالإضافة إلى انتشار الكوليرا، هناك تقارير تشير إلى تزايد حالات الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه بما في ذلك الملاريا والإسهال. كما تطال القيود المفروضة على الوصول الإنساني جهود الاستجابة المبذولة؛ فالعنف وانعدام الأمن واستمرار هطول الأمطار يؤدون إلى إعاقة نقل المساعدات الإنسانية. وفي ولايات النيل الأبيض ودارفور وكردفان ــ التي تستضيف أكثر من 7.4 مليون لاجئ ونازح داخلي سوداني ــ أدت تحديات الوصول إلى تأخير تسليم الأدوية الأساسية وإمدادات الإغاثة.

بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية ومنظمة الصحة العالمية والشركاء، تعزّز المفوضية جهودها للوقاية من الكوليرا والتصدي لها، وهي تعمل مع الشركاء الصحيين في المواقع المتأثرة لتفعيل سبل المراقبة وأنظمة الإنذار المبكر وتقفي الإصابات. كما تقدم المنظمة الدعم لتحسين الخدمات الصحية المحلية، وتجري حملات لتوعية المجتمعات بكيفية الكشف السريع عن حالات تفشي الأمراض المحتملة والتصدي لها، فضلاً عن دعوتها إلى إدماج اللاجئين في خطط الاستجابة الوطنية.

وفي كسلا، نعمل على توفير أسرّة للمرضى بالإضافة إلى الأدوية ومستلزمات النظافة في مرافق العلاج، كما نقوم بتدريب العاملين الصحيين؛ بما في ذلك 28 عاملاً صحياً تلقوا التدريب حتى الآن. ونُجري الآن أيضاً عمليةً لتعقيم المياه بالكلور، ونعمل على زيادة الحملات الإعلامية التي تروّج لممارسات الصرف الصحي والنظافة الجيدة. وفي ولاية النيل الأبيض – التي تستضيف عشرة مخيمات للاجئين – يتم تشييد مراكز لعلاج الكوليرا، بغرض دعم جهود الحجر الصحي والعلاج للحالات المشتبه بها والمؤكدة. كما تستمر أنشطة مراقبة الأمراض والاختبارات الطبية، وإطلاق حملات التوعية والتدريب على إدارة حالات الكوليرا للعاملين الصحيين.

وعلى طول الحدود السودانية، تشعر المفوضية بالقلق أيضاً بشأن صحة وحماية اللاجئين السودانيين – أولئك الذين فروا من البلاد. ففي جنوب السودان وتشاد، أفادت فرقنا بزيادة حالات الملاريا في مواقع اللاجئين، بسبب بداية موسم الأمطار. ويأتي ذلك في ظل معدلات مقلقة من سوء التغذية، وحالات الحصبة، والتهابات الجهاز التنفسي الحادة، والإسهال المائي الحاد، وخطر تفشي الكوليرا.

منذ بداية الصراع في السودان، نزح أكثر من 10.3 مليون شخص عن ديارهم، والتجأوا إلى أماكن أخرى داخل السودان أو في البلدان المجاورة. وفي ظل الوضع الإنساني ومستوى التمويل المترديين أصلاً قبل تفشي الكوليرا الأخير، هناك حاجة ماسة إلى التمويل لدعم توفير الرعاية الصحية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة. ويشمل ذلك توسيع مراكز علاج الكوليرا وغيرها من المرافق الصحية، وزيادة عدد الموظفين الصحيين، وزيادة مخزون السوائل الوريدية والأدوية.

لم تتلق المفوضية والشركاء الآخرون سوى 22% من التمويل المطلوب لخطة الاستجابة الإقليمية للاجئين – الذي تبلغ قيمته 1.5 مليار دولار أميركي – لتقديم المساعدة في البلدان المجاورة للسودان، بينما تلقت الاستجابة المشتركة بين الوكالات داخل السودان التمويل بنسبة 37% فقط

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات