الإثنين, مارس 10, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةميثاق نيروبي التأسيسي: الدعم السريع ينجح في صناعة تحالف سياسي يمهد لحكومة...

ميثاق نيروبي التأسيسي: الدعم السريع ينجح في صناعة تحالف سياسي يمهد لحكومة موازية

ميثاق نيروبي التأسيسي: الدعم السريع ينجح في صناعة تحالف سياسي يمهد لحكومة موازية

تقدير موقف، ذو النون سليمان، مركز تقدم للسياسات
تقديم: وقعت قوات الدعم السريع، ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة، مساء السبت 22 فبراير، ميثاقا سياسيا لتشكيل حكومة في الأراضي خارج سيطرة الجيش. من أبرز الموقعين على الميثاق قوات الدعم السريع، والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، فضلا عن تحالف الجبهة الثورية التي يقودها عضو مجلس السيادة السابق الهادي إدريس، وتنظيمات عسكرية وسياسية من شرق السودان” الأسود الحرة والبجا” إلى جانب حزب الأمة القومي والإتحادي الأصل ومنظمات مدنية ومهنية.
– نص الميثاق على تأسيس وبناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية قائمة على الحرية والمساواة والعدالة وغير منحازة لأية هوية. وأن يمنح الدستور ما أسماها الشعوب السودانية ممارسة حق تقرير المصير حال عدم الإقرار بالعلمانية أو فصل الدين عن الدولة في الدستور الانتقالي والدائم للبلاد., وتأسيس نظام حكم لا مركزي يقوم على الاعتراف بالحق الأصيل لجميع الأقاليم في إدارة شؤونها على المستوى المحلي لضمان المشاركة الواسعة والعادلة للقواعد في كافة مستويات السلطة.
– تضمن الميثاق تأسيس جيش وطني جديد مهني وقومي بعقيدة عسكرية جديدة يعكس التعدد والتنوع ويخضع من أول يوم في تأسيسه للرقابة والسيطرة المدنيتين مع تشكيل شرطة، ومخابرات مهنيتين، ودون أي ولاءات سياسية.
– شدد الميثاق على أهمية تشكيل حكومة لتحقيق السلام الشامل والعادل، وتوزيع المساعدات عبر فتح جميع المعابر البرية والجوية والمطارات دون قيود، واستعادة الحقوق الدستورية لجميع المواطنين، واسترداد مسار الحكم المدني الديمقراطي، مع الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.


تحليل:
** يمهد الميثاق التأسيسي الطريق أمام قوات الدعم السريع- الطرف الرئيسي في الحرب- تشكيل حكومة موازية للجيش، تسمح له بدعم مقدراته العسكرية الجوية، وتؤمن له إطارا دبلوماسيا وحاضنة سياسية في صراعه العسكري مع الجيش وحاضنته الإسلامية، وتوفر له موارد اقتصادية لمقابلة متطلبات الحرب.
** بنود الميثاق تؤسس لعلاقات إقليمية ودولية مع الحكومة المقترحة التي تطابق أهدافها مع متطلبات المجتمع الدولي، والتي تتعلق بالوضع الإنساني في المناطق خارج سيطرة الجيش والموقف من الإسلام السياسي واسترداد مسار الانتقال الديمقراطي.
** اعتمدت الوثيقة التأسيسية بضغط من الحركة الشعبية “الحلو” قضيتي العلمانية وحق تقرير المصير، مما يمثل تطورا سياسيا جوهريا في المشهد السوداني, وستؤدي لانقسامات تنظيمية داخل عدد من الأحزاب والحركات السياسية علي أساس جهوي, مثل حزب الأمة القومي والحركة الشعبية التيار الثوري.
** نجح الدعم السريع في تعويض الفراغ السياسي الذي تركته تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية ” تقدم” بعد رفضها تبني خيار الحكومة الموازية بتحالف سياسي جديد داعم لأهدافه العسكرية، على رأسه الجبهة الثورية والحركة الشعبية “الحلو” بجيشها الشعبي وعلاقاتها الإقليمية والدولية ومناطق سيطرتها الحصينة عسكريا، ويبقي أمامه تحدي مشاركتها الفعلية في الحكومة المقترحة، إلى جانب كيفية التعاطي مع حركة جيش تحرير السودان” عبد الواحد” التي تتواجد قواته في مناطق سيطرتها بجبل مرة، وسط دارفور، كمنظومة سياسية وعسكرية نشأت كرد فعل لسياسات النظام السابق في مناطق قبيلة الفور الإفريقية, ولها مواجهات عسكرية سابقة مع قوات الدعم السريع.
** يمثل التراجع العسكري لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم وشمال كردفان تحدي عسكري أمام إعلان الحكومة ونشاطها التنفيذي، لا سيما بعد نجاح الجيش في فك الحصار على مدينة الأبيض وتأمين مطارها العسكري وفتح طريق الإمداد مع حامياته العسكرية في وسط وشرق السودان، الأمر الذي يمهد لفك الحصار على مدينة الفاشر ويقلص من سيطرة قوات الدعم السريع على جغرافية غرب السودان.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات