الإثنين, مارس 10, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةنجم الدين دريسة :مياه كثيفة تجري الآن تحت جسر قرار تشكيل حكومة...

نجم الدين دريسة :مياه كثيفة تجري الآن تحت جسر قرار تشكيل حكومة السلام و تيارات سياسية تُبدي موافقتها على الأنخراط وأخرى تعتصم بجبل حيادها

نجم الدين دريسة :مياه كثيفة تجري الآن تحت جسر قرار تشكيل حكومة السلام و تيارات سياسية تُبدي موافقتها على الأنخراط وأخرى تعتصم بجبل حيادها

نجم الدين دريسة أمين الاعلام والناطق الرسمي لتحالف القوى المدنية المتحدة (قمم) في حوار :

■ قمم) كتحالف سياسي مدني مجتمعي، يضم طيف عريض من الشعب السوداني بخلفياته السياسية والمجتمعية والمناطقية المختلفة

■ هنالك أطياف من السودانيين يعانون من الحرمان من الحقوق، والحق في الحياة من خلال القصف اليومي الذي يعانون منه عبر طيران الجيش، يعاونه في ذلك الطيران المصري، علاوة على قانون الوجوه الغريبة.

■ التشكيل في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع.. الحكومة تسمى حكومة سلام، مقابل حكومة الحرب التي تقودها عصابة بورتسودان، حكومة السلام حكومة تضم طيف عريض من القوى السياسية والمدنية
————————

مياه كثيفة تجري الآن تحت جسر قرار تشكيل حكومة السلام، تيارات سياسية تُبدي موافقتها على الأنخراط في التشكيل، وأخرى تعتصم بجبل حيادها، بينما يقف آخرون إلى جانب الجيش قانعين بحكومة الأمر الواقع في بورتسودان، تُرى ما الحاجة لتشكيل حكومة جديدة في السودان، وماهي عوامل القوة التي ترتكز عليها، وهل يؤثر انقسام (تقدم) على خطوات التشكيل، تساؤلات كثيرة نُلقي بها في بركة السياسة السودانية الساكنة؛ لمعرفة ماذا يحدث، عضو الأمانة العام وأمين الاعلام والناطق الرسمي لتحالف القوى المدنية المتحدة قمم لـ (السودانية نيوز) الاستاذ نجم الدين دريسة يُجيب على عدد من التساؤلات..
* ما هو موقف (قمم) من تشكيل حكومة..؟
:: ( ومن المؤكد أنه يتفق على ضرورة تشكيل الحكومة المدنية لأسباب عديدة موضوعية تحتم التشكيل، أولا ً وتتم التصفيات على أسس الهُوية والعرقية والجهوية بطريقة مؤسفة جداً، بالاضافة إلى أن جماهير الشعب السوداني تتعرض لانتهاكات كبيرة من جماعات الهوس الديني والتطرف، عبر مليشيا البراء الارهابية الداعشية المنسوبة للحركة الاسلامية والتي تقاتل من أجل إجهاض ثورة ديسمبر المجيدة والعودة للسلطة عبر أشلاء وجماجم الشعب السوداني، إضافة لحرمان المواطن السوداني من الحقوق الاساسية وحق المواطنة، وتم تجريد طيف عريض من السودانيين من حقوقهم المدنية في استخراج الأوراق الرسمية، واتهامهم بأنهم غير سودانيين، وقصف مناطقهم باعتبارهم حواضن للدعم السريع، واستخدام المساعدات الانسانية كسلاح ضد المدنيين، الآن عصابة بورتسودان تقوم بتجييش المكونات السودانية على اساس عرقي وتسعى لفصل السودان.

لذلك خيار تأسيس حكومة لحماية المدنيين، ومنع السودان من مغبة الانزلاق في التشرزم ومواجهة التصدعات في البناء القومي والاجتماعي، كل ذلك يتطلب تشكيل حكومة للقيام بمسؤولياتها، بالتالي موقف (قمم) من تشكيل حكومة تمليه هذه الدوافع والدواعي والمبررات.

 هل التشكيل في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع..؟

:: الآن لا نريد الافصاح عنها لكن نؤكد أن أنها ستكون حكومة عريضة لم تشهدها الدولة السودانية منذ تخلقها، بالتالي ليست هي حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع فقط، بل حكومة تمثل الشعب السوداني على كل المستويات تشريعية، تنفيذية، وبكل تقسيماتها الولائية والاتحادية، وهي حكومة السودان، تشمل مناطق الدعم السريع، وحتى المناطق التي يحتلها الجيش، والتي نتعامل معها الآن باعتبارها اختطفت السلطة، والتي نعتبرها امتداد لجماعة الهوس الديني التي تسعى للقضاء على ثورة ديسمبر، الآن الحركة الاسلامية تمثل قوى الردة والمجموعات التي تنتمي لها من حركات الارتزاق المسلح، الصراع الآن بين قوى حديثة تسعى لانتشال السودان من مغبة التقسيم، وقوى تعمل على هدم مكتسبات ثورة ديسمبر، واعادة السلطة لمجموعات ظلت تحتكر السلطة والقرار السياسي منذ استقلال السودان، والطيف السوداني ظل بعيدا عن الأحداث، لذلك نأمل أن نمضي في أتجاه تشكيل حكومة في جميع السودان، تلتقط القفاز لتؤسس لعملية بناء دولة جديدة.

 يرى البعض أن (قمم) تضم مجموعات متباينة.. ما مدى تأثير هذه التباينات على تشكيل الحكومة؟

:: التباينات على مستوى الأجسام التي تشكل (قمم) نعتبره أمراً صحيا، (قمم) الآن تحالف يضم مجموعات تمثل كل السودان وتنوعه الأثني والثقافي، ويظهر هذا التباين في (قمم) الذي يؤكد أنه يمكن الاستفادة من هذا التنوع لتحقيق الوحدة، تتفق كل هذه القوى حول خطورة الحركة الاسلامية، وعدم ايمانه بالتباينات والتنوع الموجود وفكرة الدولة الوطنية الموحدة، بل تتحدث عن مفهوم دولة الاسلام التي تتناقض تماماً مع الدولة الحديثة القائمة على المواطنة، التباينات في (قمم) عنصر قوة يجعلها حكومة تعبر عن الشعب السوداني، ووجودها في الحكومة أمراً صحياً ولفترة طويلة ظلت مجموعات كبيرة على هامش الحياة السياسية، نتمنى أن يسهم التباين في رفد الحكومة بتشكيلة تضم كل السودان بمناطقه المختلفة، وهذا الهدف تحديدا فشلت فيه كل الحكومات المتعاقبة على السودان وهي حكومات قلة مهيمنة على السلطة.

 لماذا توقفت عملية التأسيس بعد تصريحات (تقدم) الأخيرة..؟

:: لم تتوقف عملية التأسيس بعد التصريحات، (تقدم) تحالف سياسي فيه الكثير من عناصر الهشاشة، منذ تأسيسه واجه الكثير من التحديات، نعم هو تحالف حد أدنى لكن يضم كثير من التناقضات، ومن الصعب تأسيس توافق حتى على مستوى صياغة بيان (تقدم) تعاني من خلل تنظيمي وغياب للرؤية بشكل اساسي، ما يحدث في (تقدم) مثال لما يحدث في التحالفات السودانية تأريخياً ومعاناتها من اختلالات بنيوية وهيكلية مرتبطة بتخلق الكيانات السياسية وارتباطاتها المجتمعية، القوى السياسية قوى مترددة ليس لديها القدرة على اتخاذ قرار، وهنالك بطء في العملية السياسية بصورة عامة، مما يؤكد ضعف الأحزاب السياسية، التي تأسست لمواجهة المستعمر، حتى القوى المسماة حديثة تعاني من أختلالات الدولة القديمة دولة (56)، للأسف حتى الآن لا يوجد اجماع حول مشروع سياسي واضح، حتى مشروع الاستقلال يعبر عن بعض الناس، علاوة على ذلك معظم القوى السودانية مرتبطة بالقوى المصرية، والتي اعتبرها جارة تفوق سوء الظن العريض، وظلت على الدوام تتعاطى مع السودان بشكل غريب جدا، المؤسف أن الدولة المصرية وما يعرف بالجيش الآن هو قوة دفاع السودان التي تأسست عام 1925 قبل 31 سنة من تأسيس الدولة السودانية هذه المجموعة ظلت مرتبطة بشكل أساسي بالدولة المصرية، وظلت مخلب قط للتدخلات المصرية في الشأن السوداني، لأكثر من قرن لذلك المصريون حريصون على دعم الأنظمة الدكتاتورية والشمولية ضد الأنظمة المدنية. (تقدم) ليست بعيدة عن هذه المسألة وتتنازعها أهواء التناقضات الغريبة التي يعيشها السودان القديم.

 هل سيخضع التأسيس لمحاصصات أم هنالك معايير أخرى..؟

:: في تقدير أن المحاصصات كانت بمعنى أن يتم التمثيل على أسس موضوعية تراعي الثقل السكاني في تقديري هذا أمر جيد، لكن الأصل في الحكومة وهذا ما أتفق عليه كل التكوين المدني السياسي المشكل للحكومة أن يكون المعيار الأساسي هو الكفاءة السياسية والمهنية، بالتالي هنالك ضرورة قصوى لأن يكون التأسيس غير خاضع لمحاصصات لكن يجب الاهتمام بالثقل السكاني لمعالجة الاختلالات التأريخية، ومن المؤكد أن الحكومة القادمة ستكون حكومة قومية لأن التحالف يضم طيف عريض من الشعب السوداني، لكن المعيار الأساسي سيكون معيار الكفاءة.

 انعدام الأمن، هل يؤثر على عملية التأسيس..؟

:: بالعكس.. أنا في تقديري انعدام الأمن عوامل مهمة جداً لتأسيس الدولة على أسس جديدة، نحن ظللنا نعاني من حالة عدم الاستقرار السياسي وانعدام الأمن منذ استقلال الدولة السودانية، اندلعت الحرب مع الأخوة الجنوبيين في أغسطس 1955 قبل استقلال السودان، للأسف الشديد لدينا مؤسسة عسكرية ظلت تحتكر العنف وتمارسه ضد الشعوب السودانية، وأصبحت أداة لخدمة مجموعات ضيقة جداً، لذلك الأمن اصبح منعدماً بشكل كبير جداً، لذلك أفتكر أن عملية التأسيس على أسس جديدة أو حكومة تضطلع بمسؤولية تحقيق الأمن وحماية المدنيين وتوفير الأساسيات، وبناء الدولة السودانية على أسس عادلة أهمها خلق مؤسسات عسكرية أمنية تكون خاضعة للدستور وسلطة الشعب، لكن أن تكون هنالك مؤسسة عسكرية تقوم بقتل المواطنين بهذه الطريقة وترتكب كل هذه الانتهاكات، يجعلها أسوأ وأكبر مليشيا عرفتها أفريقيا هي الجيش السوداني، الذي قتل من أخواننا في جنوب السودان أكثر من (3) مليون شخص، ومارس اسوأ أنواع الانتهاكات والموبقات ضد شعب الجنوب، وكذا الحال لأهلنا في دارفور والنيل الأزرق وشرق السودان، والشعوب السودانية ظلت تدفع الثمن غالياً جراء هذه المؤسسة السيئة التي ظلت تفرخ العنف والوقوف ضد تطلعات الشعب السوداني في الحكم ونهب موارده.. الأمن مهم جداً لكن ظل مفقودا منذ تأسيس الدولة السودانية.

 يرى البعض أن الدعوة لتأسيس حكومة، يٌعتبر دعوة للانفصال..؟

:: الدعوة لتأسيس حكومة، لا يٌعتبر دعوة للانفصال بالعكس هو دعوة لأن هنالك مجموعة أو عصابة، اختطفت السلطة وهربت لرقعة بسيطة، وحاولت أن تستغل هذه السلطة من أجل الحرب، وحاولت أن تعمل على تأسيس دولة جديدة (البحر والنهر) وخطابات قادة عسكريين من مجموعة بورتسودان يتحدثون عن انقسام، حكومة السلام ليست دعوة للانفصال بل دعوة لحماية السودان، هدفها الاساسي تحقيق السلام والحفاظ على وحدة السودان شعبا وارضا، الحرب خلقت خطاب جهوي وانقسام حاد.

مجموعة بورتسودان هي التي تعمل الآن للانفصال، من أولوياتنا أن نضع مصدات ونحاول تأسيس دولة السودان بحدودها المختلفة، الانفصال سلوك ظلت تقوم بها الحركة الاسلامية وسجلها حافل بعدم الاهتمام بالوحدة. بالنسبة لنا لا توجد مساحة للانفصال سنعمل على بناء سودان على أسس عادلة ووحدته شعبا وأرضا.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات