نزار عبد القادر صالح يكتب : مالكم كيف تحكمون : محادثات سويسرا (3)
نزار عبد القادر صالح
س: هل وفد الجيش حيوافق يسافر لسويسرا يانزار ياولدي؟
ج: الجيش القرار مافي يده يا حبوبتي، القرار في يد قيادات إسلامية من النظام البائد ومعاهم كمان بقى واضح بعض الحركات المسلحة الوصلت للسلطة عن طريق إتفاقية جوبا. بس الناس لازم تعرف إنو محادثات سويسرا دي ممكن تكون المحادثات الأخيرة “ولها ما بعدها”
س: بتقصد شنو ب “لها مابعدها” يانزار ياولدي؟
ج: الصورة يا حبوبتي بقت واضحة للأمريكان وللمراقبين، إنو الجيش ماعاوز سلام وماعاوز يشارك في أي مفاوضات تفضي لوقف إطلاق النار، وما مهتم بحياة ملايين النازحين داخليا وحياة ملايين طالبي اللجوء والمقيمين في دول الجوار، وإنعدام الأمن الغذائي وتعطل الحياة العامة بالبلد منذ إندلاع الحرب، وحاجات كتيرة ما مديها إهتمام، وفي نفس الوقت المجتمع الدولى طول بالو شديد، وكل التقارير والتصريحات الطلعت في الأيام الفاتت دي من عدد من وكالات الأمم المتحدة المتخصصة ذي مفوضية اللاجئين، ومنظمة الهجرة الدولية، ومنظمة الغذاء العالمي، وتقارير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان وكمان تصريح وزير الخارجية الأمريكي أمبارح قبال ما يركب طيارته مغادر مصر، بتكلموا عن الوضع الإنساني المتردي والمجاعة في بعض المناطق في البلاد، وعن ضرورة حماية المدنيين وعمال الإغاثة ودى كلها مؤشرات لسيناريوهات للفترة القادمة
س: ممكن تديني مثال؟
ج: أول أمبارح الإثنين، المبعوث الأمريكي الخاص للسودان في المؤتمر الصحفي قال: 20 مليون سوداني متأثرين بانعدام الأمن الغذائي، ونحنا بنعمل على إنهاء المجاعة، وقال نحنا بنعطي الأولوية للشعب السوداني، مش لأي طرف من طرفي الصراع، واتكلم كتير عن ضرورة حماية المدنيين، وحماية العاملين في المجال الإنساني.
س: وتاني؟
ج: البيان المشترك بتاع المراقبين في محادثات سويسرا، برضو ركزوا فيهو على الوضع الإنساني وعلى حماية المدنيين وحماية عمال الإغاثة.
س: هل الكلام ده وراهو كلام؟
ج: أكيد يا حبوبتي
س: كيف؟
ج: خليني أرجع بيكي شوية للتاريخ يا حبوبتي، قبل عشرين سنة من الليلة الجيش والجنجويد كانوا في خندق واحد ضد قوات عقار ومنى مناوى وجبريل ، واليوم الاية انعكست الجيش وقوات جبريل ومنى وعقار في خندق واحد ضد قوات الدعم السريع (الجنجويد سابقا) ، تاني يوم 2 أبريل سنة 2004 السيد/ موكيش كابيلا الكان ماسك المنسق العام للأمم المتحدة في السودان، عمل خطاب قدام أعضاء مجلس الأمن في نيويورك وقال ليهم “الأزمة الإنسانية الموجودة في دارفور دي، هي الأسوأ والأكبر في العالم وإنو الوضع هناك خطير شديد وإذا ما إتدخلتوا سريع حيكون أسوأ من الحصل في
رواندا”.
س: والحصل شنو؟
ج: بعد خطابه ده، وتحديدا يوم 11 يونيو 2004 مجلس الأمن طلع القرار S/RES/1547/2004 وقال نحنا موافقين علي مقترح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بتأسيس بعثة من فريق متقدم من الأمم المتحدة للسودان لمدة ثلاثة شهور لمتابعة تنفيذ إتفاق نيفاشا (الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان) وكمان متابعة الأوضاع في دارفور، والبعثة دي هي أول بعثة تدخل السودان وكانت معروفة بإسم البعثة المتقدمة للأمم المتحدة في السودان وبالإنجليزي بقولوا عليها
United Nations Advance Mission in Sudan UNAMIS
س: روسيا والصين إستخدموا الفيتو؟
ج: أبدا يا حبوبتي، وخليني اقول ليكي كمان للذكرى والتاريخ قرار مجلس الأمن طلب من الكيزان نزع سلاح الجنجويد.
س: أها وبعد داك الحصل شنو؟
ج: مجلس الأمن طلع قرار تاني بالرقم 1556/2004 ، القرار الجديد طلع تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وأعضاء مجلس الأمن قالوا فيهو إنو الوضع في السودان بهدد الأمن والسلم الدوليين وبهدد إستقرار المنطقة.
س: يعني تدخل قوات أممية تاني للبلد؟
ج: أيوة يا حبوبتي
س: وروسيا والصين إستخدموا حق النقض؟
ج: أبدا يا حبوبتي
بس
س: يعني أفهم من كلامك ده يانزار ياولدي، قرار من مجلس الأمن ده واحد من السيناريوهات المحتملة في الأيام الجاية؟
ج: أيوة يا حبوبتي واحد من بين السيناريوها. مجلس الأمن يصدر قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، قرار يكون ملزم للطرفين “القوات المسلحة والدعم السريع” ويطلب منهم الإلتزام بتنفيذ إتفاق جدة، وتسـهيل أعمـال الإغاثـة للتخفيـف مـن الكارثـة الإنسـانية، وإلغـاء جميـع القيود التي يمكن أن تعوق تقديم المساعدة الإنسـانية، وتـوفير سـبل الوصـول إلى جميـع السـكان المتضررين، وحماية السكان المدنيين، وحماية العاملين في مجال الإغاثة وكمان تعزيز أعمال التحقيـق المسـتقل في انتـهاكات حقـوق الإنسـان والقـانون الإنسـاني الدولي، بالتعاون مع الأمم المتحدة وبصفة خاصة لجنة التحقيق الدولية التي شكلها مجلس حقوق الإنسان في أكتوبر من العام الماضي.
س: بس؟
ج: لا، قرار مجلس الأمن ممكن كمان يتكلم عن حظر للطيران، وحظر للسفر لعدد من الشخصيات السودانية وتجميد للأصول.
س: هل في سيناريوهات تانية متوقعة يانزار ياولدي
ج: أيوة يا حبوبتي، بكرة بقولهم ليكي
سويسرا 21 أغسطس 2024م