الخميس, أكتوبر 16, 2025
الرئيسيةمقالاتهل البرهان يريد سقوط الفاشر في يد الدعم السريع ليعيد ترتيب المشهد...

هل البرهان يريد سقوط الفاشر في يد الدعم السريع ليعيد ترتيب المشهد السياسي من جديد .؟ (١) .

هل البرهان يريد سقوط الفاشر في يد الدعم السريع ليعيد ترتيب المشهد السياسي من جديد .؟ (١) .

بقلم الصادق علي حسن.

المراقب للأوضاع في السودان ومجريات الحرب العبثية الدائرة، ومن خلال النظر في قرائن الأحوال والأمور الجارية ، قد لا يستبعد أن يكون البرهان يريد سقوط مدينة الفاشر المحاصرة في أيادي الدعم السريع حتى يتمكن من ضمن أمور أخرى في إعادة ترتيب المشهد السياسي من جديد ، بتوطين الحرب في دارفور من جهة ، والإنفراد بإدارة بقية الدولة من جهة أخرى ، وقد دان له الأمر في الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش وأهمها ولاية الخرطوم ، ولم يعد هنالك من يقف أمام سيطرته على إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش على الأقل حتى الآن سوى مجموعات حركة الإسلام السياسي والحركات المنضوية في السلطة بموجب اتفاق سلام جوبا ، فالبرهان من خلال خبراته الطويلة التي اكتسبها أثناء وجوده في عدة مواقع في ظل سلطة البشير ، وكان آخرها شغله لمنصب مفتش عام القوات المسلحة، يمتلك دقائق المعلومات عن إدارة الدولة التي أصبحت عبارة عن تحالفات مصالح تحت غطاء استخدام رمزية القبيلة الحاكمة والمسيطرة على إدارة الدولة والقبائل المتحالفة معها. وقد افرغ نظام حركة الإسلام السياسي الدولة السودانية والأحزاب من البرامج والأهداف السياسية ، كما لم تعد الأحزاب السياسية السودانية فاعلة كما كان الحال قبل مجئ نظام الإنقاذ . حركة الإسلام السياسي التي كان يقودها زعيمها التاريخي د.حسن الترابي من الوسط وضمت في عضويتها موسى المك كور وعبد الله دينق نيال وعلي تميم فرتاك من جنوب السودان وموسى حسين ضرار من الشرق وإبراهيم السنوسي من كردفان وعلي عثمان محمد طه من الشمال وعلي الحاج ومهدي إبراهيم من دارفور ومن ولاية الخرطوم يس عمر الإمام وسعاد الفاتح البدوي والبروفيسور إبراهيم احمد عمر الخ انتهت إلى حركة مناطقية يقودها الآن علي كرتي وآخرين ، كرتي لا يعرف له في سجله الفكر أو الفقه الديني والذي يماثل في مسار نهجه بحسب مناوئه الجهوية ، بمثل قيادات حركات اجتماعية ومناطقية أخرى تجد سندها من الحواضن الإجتماعية مثل الحركات المنضوية لاتفاق سلام جوبا بقيادة جبريل وعقار ومناوي وآخرين ، وقد صارت غالبية الحركات المسلحة تستند في مشاركاتها والوصول إلى السلطة على رمزية القبائل والمناطق المتحدرة منها ، كما كان حال الدعم السريع حينما حاول البشير استخدام عشيرة حميدتي لمكافحة التمرد المسلح في دارفور فانقلب عليه بعد أن عرف أسرار إدارة الدولة .

أطراف الصراع على مدينة الفاشر :

الصراع الدائر حاليا على مدينة الفاشر أطرافه الأساسية هما القوات المشتركة وعلى رأسها حركتي العدل والمساواة بقيادة د.جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي من جهة والدعم السريع وحلفاه من الحركات المسلحة التي انضوت في السلطة بموجب ذات اتفاق جوبا وعلى رأسها الحركتين اللتين يقودهما د. الهادي إدريس والطاهر حجر ومجموعات أخرى منشقة عن حركات أخرى مثل مجموعة سليمان صندل حقار ، مما يعني أن الصراع الفعلي الدائر على مدينة الفاشر سواء ان كان من جانب الحركات المسلحة المنضوية تحت لواء القوات المشتركة أو الحركات المسلحة المنضوية تحت لواء الدعم السريع ،هي مجموعات تنطلق من دارفور، وتتخذ منها منصة للمطالبة بالمشاركة في السلطة. وإضافة للطرفين الأساسيين في الصراع الدائر للسيطرة على مدينة الفاشر ، هنالك طرف الجيش ممثلا في قائده الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وطرف حركة الإسلام السياسي بقيادة علي كرتي، وفي رصيف الانتظار الأحزاب السياسية وحركات مسلحة أخرى .
في مقالنا القادم سنبحث في حسابات كل طرف من الأطراف المعنية بحصار مدينة الفاشر أو سقوطها في يد الدعم السريع والاحتمالات الواردة .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات