الثلاثاء, أكتوبر 21, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةهل تبدأ الحرب الإثيوبية – الإريترية من شرق السودان؟

هل تبدأ الحرب الإثيوبية – الإريترية من شرق السودان؟

هل تبدأ الحرب الإثيوبية – الإريترية من شرق السودان؟

ذوالنون سليمان – وحدة الشؤون الإفريقية، مركز تقدم للسياسات
تقديم: تشير المعطيات الميدانية والسياسية في شرق السودان إلى تصاعد خطر تحوّل الإقليم إلى نقطة اشتعال جديدة في التوازنات الإقليمية بين إثيوبيا وإريتريا، خاصة مع اتساع نطاق تدخل أسمرا في الحرب السودانية وتزايد حضورها العسكري والسياسي عبر دعم الجيش السوداني وتجنيد مكونات محلية ذات امتدادات حدودية.
يُعدّ التدخل الإريتري لصالح الجيش السوداني من أبرز مظاهر التورط الإقليمي المباشر في الصراع السوداني–السوداني، إذ عمل النظام في أسمرا على تجنيد أبناء القوميات ذات الأصول الإريترية والامتدادات الإثنية عبر الحدود – مثل التيغري، الهدندوة، البني عامر، الحباب، العفر، والحلنقة – ضمن تشكيلات متعددة، منها:
– قوات الأورطة الشرقية، قوات تحرير الشرق ومؤتمر البجا
– تناولت تقارير موثوقة قيام إريتريا بتدريب عدد من قوات الحركات المسلحة في دارفور شملت:
قوات حركة تحرير السودان قيادة مناوي وقوات العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم ولاحقًا قوات تحرير السودان قيادة مصطفى طمبور ومنصور أرباب رئيس حركة العدل والمساواة الجديدة.
وقد جعل هذا الانخراط من إريتريا أحد أبرز الفاعلين في مشهد الحرب السودانية الراهن.
1. دوافع التحرك الإريتري:
– حماية نظام أسمرا من أي تهديد من سكان المنخفضات أو من المعارضة المسلحة المنطلقة من الأراضي السودانية.
– بناء نفوذ إقليمي يمنحها أوراق ضغط في توازنات القرن الإفريقي.
– استخدام تحالفها مع الجيش السوداني كجدار أمني ضد إثيوبيا وضمان مجال مناورة سياسي واستراتيجي.
2. التداعيات الإقليمية:
– تحوّل إريتريا من طرف مراقب إلى فاعل معرقل لمساعي التهدئة الإقليمية.
– دعمها العلني والسرّي لحركات مسلحة في السودان وإثيوبيا (الفانو، التيغراي، الأورومو) جعلها مركز شبكة صراعات متشابكة.
– هذا الدور يعمّق الانقسام داخل السودان ويُضعف فرص التسوية السياسية التي ترعاها القوى الإقليمية والدولية.


3. السيناريوهات المحتملة:
– استمرار التدخل الإريتري غير المعلن في شرق السودان، عبر توفيرها لقنوات الامداد اللوجستي ودعم فصائل موالية للجيش وتدريبها داخل الأراضي الإريترية.
– احتمال فتح جبهة جديدة في الشرق إذا ما قررت قوات الدعم السريع وتحالف “تأسيس” نقل المعركة إلى هناك.
– احتمال تدخل إثيوبي غير مباشر عبر دعم المعارضة الإريترية انطلاقًا من العمق السوداني للضغط على أسمرا.
– خطر عسكرة شرق السودان نتيجة تدفّق المقاتلين واللاجئين، ما قد يحوّله إلى ساحة صراع بالوكالة بين أطراف سودانية وإقليمية.
الخلاصة:
** شرق السودان بات يشكّل نقطة تماس استراتيجية بين التمدد الإريتري ومحاولات إثيوبيا للرد عبر دعم معارضي أسمرا. ومع استمرار الحرب في السودان وضعف الدولة المركزية، قد يتحول الإقليم إلى جبهة اشتعال جديدة تُعيد رسم حدود الصراع بين أسمرا وأديس أبابا بوساطة القوى المحلية السودانية.
**احتمال اندلاع مواجهة غير مباشرة بين إثيوبيا وإريتريا انطلاقًا من شرق السودان مرتفع في المدى المتوسط، ما لم تُفعّل ترتيبات إقليمية عاجلة لضبط الحدود ووقف التدخلات المتبادلة، وإدماج شرق السودان ضمن أي تسوية سياسية شاملة تحفظ سيادة السودان وتمنع تفكك الإقليم.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات