عبدالوهاب الانصاري:
نقلت الاخبار ووثقت الكميرات استقبال بورتسودان، للبعض من قادت، وضباط الفرقة السادسة مشاة الفاشر، الهاربين لبورتسودان، وعلى رأسهم قائد الفرفة اللواء “محمد أحمد الخضر” هل هؤلاء الضباط بعد أن هربوا، تركوا قادة أعلى منهم رتبة؟ أمثال “الفريق” من مليشيا “مني وجبريل” ليلقوا مصيرهم، كالفريق أول “جمعة محمد حقار” القائد العام لقوات مناوي والفريق “عبود خاطر” والفريق “التيجاني الضهيب” وغيرهم من ضباط كبار لقوا حتفهم لاحقاً، إضافة إلى مستنفرين، ومدنيين. لوحدهم في مواجهة قوات الدعم السريع، التي إكتسحت الفرقة، ليتم الاستثمار في دمائهم لاحقاً بحملة كاذبة، ومستندات مزيفة.
القادة الابطال؛ يثبتون ويضحون بأنفسم لإنقاذ من يفترض أنهم تحت إمرتهم، أو يدافعون عنه، أو ينسحبوا بمهنية وقيم أخلاقية وفق منطق العلوم العسكرية التي يدعوا معرفتهم بها.
أم أن في قاموس “جيش الحركة الاسلامية” الهروب من أرض المعركة يعني البطولة وفضيلة، للمتاجرة لاحقاً بنتائجها مع سبق الاصرار والترصد لكسب نقاط سياسية لتحسين موقفهم التفاوضي الحتمي رغم أنف البلبسة.
حيث إستقبلت بورتسودان عاصمة المعردين الهاربين، من الخرطوم، مدني، والضعين، وزالنجي، والجنينة، والفاشر، والقادم أخطر “حاملي أوسمة الشجاعة، وأنوط الجدارة، وميداليات التميز المزيفة!!
السؤال هل كانت في الفاشر قيادة موحدة للتحكم والسيطرة، أو مشتركة بين الجيش، وقوات الحركات الدرفورية؛ أم كانت القيادة مهارات فردية؟
وكيف كانت تدار العمليات الحربية وفق التراتبية العسكرية؟، علماً بأن الفرقة السادسة مشاة من الجيش يقودها ضابط برتبة لواء ركن وهو “محمد أحمد الخضر” هرب من الفاشر معرداً نحو بورتسودان برفقة
والي شمال دارفور “السيد حافظ بخيت”
■ هل عرد اللواء “محمد احمد الخضر” قائد الفرقة السادسة مشاة بالفاشر أم إنسحب.
فالإنسحاب المنظم المهني للجيوش المحترفة، عملية عسكرية لها اصولها ونظمها كعملية تراجعية، تهدف إلى سحب القوات بشكل منظم ومدروس، وفق موقف تقديري للقيادة، وخطة محكمة من مركز القيادة السيطرة، في غرفة العمليات، مع الإحتفاظ على الاتصال بالعدو، وطرف محايد كالمجتمع الدولي، للمساعدة على حماية المدنيين ! وهنا مربط الفرس، لتجنب الانتهاكات، والهزيمة الكاملة.
ويمكن أن يكون للانسحاب، أهداف أخرى مختلفة، مثل تعزيز القوات، أو إحتلال أرض أسهل للدفاع عنها، أو إجبار العدو على التقدم في كمين.
ويتطلب هذا النوع من الانسحاب انضباطاً عالياً وتخطيطاً محكماً وتواصلاً فعالاً وتنسيقاً دقيقاً بين الوحدات.
● أسباب وأنواع الانسحاب الاحترافي المنظم:
الانسحاب التكتيكي:
قد يحدث لتجنب خسائر عسكرية فادحة في ظروف معينة، مثل مواجهة تضاريس صعبة أو ظروف مناخية جوية غير مواتية.
الانسحاب الاستراتيجي:
يمكن أن يتم بهدف إعادة التموضع والانتشار، أو إعادة التسليح لتكثيف النيران أو حتى كسب الوقت، لاستدراج العدو إلى كمين والإلتفاف عليه.
● كيفية تنفيذ الانسحاب المنظم
التخطيط الدقيق:
يتضمن بناء خطة واضحة، وتنوير القادة بتحديد أهداف الانسحاب، والطرق البديلة لسحب القوة.
التعيينات المحددة:
يجب تعيين مهام محددة لوحدات مختلفة داخل القوة.
التواصل الفعال:
يجب إبقاء جميع القوات على اطلاع دائم بالخطة لتجنب الارتباك والفوضى.
توقيت “سعت” الانسحاب:
معرفة الوقت المناسب للانسحاب أمر حاسم؛ يجب ألا يكون متأخراً جداً، فيتحول إلى انهيار، ولا مبكراً جداً، فيظهر علامة ضعفك.
التغطية: قد يتضمن الانسحاب إنشاء دفاعات في مؤخرة القوة لتغطية ظهر الانسحاب.
من واقع الأحداث، نجد أن القوات في الفاشر
كانت برأسين، الجيش وحركات مني أركو، وجبريل إبراهيم، والجيوش هرمية القيادة، موحدة القيادة.
واقع الحال الجيش هرب وفق تقديرات قادته، بهدف الاستثمار السياسي، التي هي نتاج حصاد أي حرب، وبالتالي هو شريك أصيل فيها، ثم زايد في الانتهاكات التي هي نتيجة ملازمة لأي حرب.
والجيش عُجن بها منذ نشأته الأولى، كمليشا جندرمة تحت سيطرة الكتيبة البريطانية في السودان.
وهروبه منهزماً لن يعتقه من تحمل نتائجها.
أما حركات، مني أركو، وجبريل فقد قررتا القتال، بعقيدة مختلفة عن الجيش، ضد قوات الدعم السريع، حيث أنهما في الأصل كانوا في الحياد، ثم بدلوا تبديلا، وسُحقوا منهزمين في الميدان الذي إختاروه، أو سيقوا له؛ ثم أقبلوا بعضهم على بعضٍ يتابكون.
المخلص لشعبه، للحفاظ عليه هو، من يجنبه شر الانتهاكات، بسعيه لأسباب الانتهاكات،وهي الحرب التي هي في أصلها أم الانتهاكات، وليس التباكي على نتائجها الكارثية.

