هيئة شؤون الأنصار توجه مكاتبها للعمل لإيقاف الحرب ومنعها من التحول لحرب أهلية
ام درمان:السودانية نيوز
قال الأميــــن العام لهيئة شؤون الأنصار، الدكـــتور عبد المحمود أبو، ان الهيئة وجهت مكاتبها في كل أنحاء السودان بأن موقف هيئة شؤون الأنصار هو الدعوة والعمل لإيقاف هذه الحرب، ومنعها من التحول لحرب أهلية، وأن تعمل الهيئة على تعزيز ثقافة السلام والتعايش السلمي ومحاربة خطاب الكراهية، التزامًا بقوله تعالى: “لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا”.
وقال أبو في كلمته بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل الإمام الصادق المهدي وإحياء ذكرى إعـلان الاستقــلال من داخـــــل البرلمان – الجزيرة أبا، 19 ديسمبر 2024م
و ان مشارع الحق التي أصَّل الإمام الراحل لها ونذر حياته لصيانتها والدفاع عنها تتمثل في تنقية الإسلام من الغلو والتطرف، والدفاع عن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، وحماية الوطن من التمزق، والتزام الوسطية منهجًا في العقيدة والدعوة، وقيام الحكم على الشورى والاختيار، والالتزام بالمؤسسية في الكيان الديني والسياسي، والتعامل مع الآخر المذهبي والآخر الديني والآخر الحضاري بموجب النداءات الثلاثة: نداء المهتدين ونداء الإيمانيين ونداء حوار الحضارات؛ مشارع الحق هذه عاهدنا الله وبايعنا الإمام الصادق أن نصونها ونلتزم بها ونحافظ عليها حتى نلقى الله.
وشدد ان المحنة التي تمر بها بلادنا كبيرة، والفتنة عظيمة، ولكننا على ثقة في وعد الله. فلنكثر من الدعاء والتوبة والتقرب إلى الله بصالح الأعمال، والالتزام بقراءة القرآن الكريم والراتب
وان هيئة شؤون الأنصار هي المؤسسة التي أنشأها الأنصار باقتراح من الإمام الصادق في عام 1979م، وواصلت مسيرتها إلى أن تم انعقاد المؤتمر العام في السقاي في 19 ديسمبر 2002م. وقد بويع الإمام باختيار المؤتمرين وانتخب الأمين العام من داخل المؤتمر، وأجيزت معالم البرنامج العام وانتخبت الأجهزة، وحدد الدليل الأساسي مهام الأجهزة التنفيذية والتشريعية. فالمؤسسة هي التي تعبر عن تطلعات الأنصار ومواقفهم وتنوب عنهم، وهي الوريث الشرعي للإمام. إن هيئة شؤون الأنصار تمارس نشاطها بالشورى لتحقيق مقاصدها وأهدافها المنصوص عليها في الدليل الأساسي، وستواصل عملها إلى حين تتهيأ الظروف لانعقاد المؤتمر العام الثاني ليقرر المؤتمر بشأن الإمامة.
وشدد أبو إن الرايات التي رفعها الإمام وعمل على تحقيقها حتى الرحيل هي: الإحياء الإسلامي باجتهاد جديد، وصيانة كرامة الإنسان والدفاع عن حقوقه وحرياته الأساسية، وتحقيق السلام والالتزام بالشورى، والديمقراطية التداول السلمي للسلطة، وصيانة حقوق المرأة والتعايش السلمي بين الأديان والجماعات، ومكافحة الاستبداد، ومحاربة الفساد، وتحقيق العدالة وكفالتها للجميع. هذه المعاني واجب على كل الأنصار أن يعملوا من أجل تحقيقها بالتبشير بها وشرحها والدفاع عنها، وبذلك يكونوا قد أوفوا بالبيعة لإمامهم ونصروا الدعوة.
وأضاف أبو (لقد فرضت علينا الحرب الهجرة، وهي سنة الأنبياء. وفي هجرتنا هذه ظللنا نتابع أمر الوطن ونشارك مع المخلصين من القيادات الدينية الجهود الداعية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، ونشرف على العمل الدعوي مع الدعاة في كل أنحاء السودان. وشاركنا في مؤتمرات دولية في مصر وموريتانيا والمغرب والسنغال ودولة جنوب السودان وكينيا والهند، وكان صوت الأنصار حاضرًا في كل هذه المؤتمرات التي أتاحت لنا الفرصة لإيصال دعوتنا ونشر أفكارها، ولله الحمد.
أحييكم وأنتم تلتقون في يوم إعلان الاستقلال من داخل البرلمان لإحياء الذكرى الرابعة لرحيل الإمام الصادق المهدي، عليه من الله الرحمة والرضوان. لقد اصطفى الله الإمام الصادق إلى جواره حتى لا يرى بلاده تدمر بأيدي أبنائها، وتزهق أرواح أبناء الوطن بالسلاح الذي دفعوا قيمته لحمايتهم، وتنتهك حرمات الإنسان السوداني الذي عمل طول حياته للدفاع عن حقوقه. علم الله أن قلبه لا يتحمل مشاهدة فظاعات الحرب وآثارها الكارثية، فاختاره إلى جواره.
أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز:
الإمام الصادق المهدي، رحمه الله، كان مصلحًا ومجددًا ومجتهدًا وحكيمًا، عمل من الركاب إلى التراب لنصرة الدين ونجدة الوطن وصيانة كرامة الإنسان. إننا في ذكرى رحيله نؤكد الآتي:
أولًا: هذه الحرب التي اشتعلت في بلادنا منذ عشرين شهرًا، حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل. وأعلنا منذ يومها الأول رفضنا لها واعتزالنا لها ودعونا لإيقافها، (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ). وقد حذر منها الإمام الصادق، عليه رضوان الله، في حياته وعمل على احتوائها، ولكن الله قدر أن تقوم لحكمة يعلمها هو. تعاملنا مع هذه الحرب متسق مع الحديث الشريف، عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا كالكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه” رواه مسلم.