الأربعاء, ديسمبر 3, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةوالي جنوب دارفور لـ“السودانية نيوز”: سياسات بيع وتصدير المحاصيل أصبحت مرتبطة بحكومة...

والي جنوب دارفور لـ“السودانية نيوز”: سياسات بيع وتصدير المحاصيل أصبحت مرتبطة بحكومة “تأسيس”

مدير المستشفى التركي لم يُختطف والآن هو موجود وبخير، ولكن (……)

حادثة اغتيال شرطي وهو يحمل سلاحه أمر غير سهل، وجارٍ العمل للوصول إلى الجناة!

جنوب دارفور من أكثر الولايات أمناً واستقراراً، وكان ذلك حصاد جهد هؤلاء (……)

في ظل التحولات العميقة التي يشهدها إقليم دارفور، وما تواجهه ولاية جنوب دارفور تحديداً من تحديات أمنية وخدمية واقتصادية، تبرز أسئلة ملحّة حول قدرة الحكومة الولائية على إدارة المرحلة الحالية، خاصة بعد انتقال الحكومة المركزية إلى نيالا عقب قيام “حكومة تأسيس” واتساع مسؤولياتها التنفيذية. وبين جهود بسط الأمن، وتأمين الموسم الزراعي، والتعامل مع قضايا التفلتات والاختطاف، وتحديات الحصاد، إضافة إلى ما يشهده الإقليم من حراك سياسي وإداري جديد، يتزايد اهتمام المواطنين بمعرفة حقيقة الأوضاع على الأرض.

صحيفة (السودانية نيوز) جلست مع والي ولاية جنوب دارفور المكلّف يوسف إدريس يوسف في حوار خاص، تناول فيه أبرز القضايا الراهنة، بدءاً من حقيقة ما جرى لمدير المستشفى التركي، مروراً بحادثة اغتيال أحد أفراد الشرطة، وصولاً إلى جهود تأمين الموسم الزراعي، وتقييمه للوضع الأمني في الولاية، ثم علاقته بـ“حكومة تأسيس” ورؤيته لدورها في ضبط العلاقة الدستورية والإدارية، بالإضافة إلى رسائل مهمة وجّهها للحكومة والمواطنين.

حوار: عبدالله إسحق محمد نيل

تصوير: زكين

السيد والي جنوب دارفور المكلّف، صف لنا الأوضاع والأحوال العامة بالولاية؟

الأوضاع في ولاية جنوب دارفور بشكل عام في المحليات الإحدى والعشرين جيدة تماماً، وكل المحليات بها مديرون تنفيذيون ووجود إداري مكتمل، وفيها شرطة فدرالية وجهاز عدلي مكوّن من القضاء والنيابة ومربوط برئاسة الولاية، والحركة تسير في كل الولاية بشكل طبيعي.

من خلال عملكم التنفيذي.. ما هي التحديات التي واجهتكم في إدارة الولاية؟

أولاً أنا جئت إلى إدارة الولاية في شهر مارس الماضي، وواجهتنا في البداية كثير من التحديات الصعبة، فكانت هناك تجارة مخدرات، وفي الأسواق تجارة السلاح، وانتشار كثيف للارتكازات داخل المدينة لقواتنا، وكان الوضع الأمني غير مستقر. ولكن بجهود كل أهل الولاية وعلى رأسهم الأجهزة الأمنية والسيد قائد ثاني قوات الدعم السريع السودانية الفريق عبد الرحيم دقلو، والسيد قائد القيادة المتقدمة سعادة العميد أبشر جبريل بلايل، والإخوة في الإدارة الأهلية والمجلس الاستشاري بالولاية والغرفة التجارية وقوة حماية المدن برئاسة القائد عيسى غباشي، وكل أهل المصلحة، قررنا المصلحة وكانت الأوضاع غير مستقرة، وقلنا الأولوية هي للأمن.

وما الذي اتفقتم عليه واتخذتموه من قرارات؟

قررنا وقلنا الأولوية للأمن، واتفقنا على إخراج ارتكازات قواتنا التابعة للدعم السريع من داخل المدينة وتأمينها بشكل جيد بواسطة الشرطة الفدرالية.

وأين كانت الشرطة الفدرالية قبل شهر مارس الماضي؟

الشرطة الفدرالية لم تكن تقع عليها مسؤولية حفظ الأمن. وبجانب الشرطة الفدرالية جاءت تأسيس الأجهزة العدلية والنيابة. وبعدها بذلنا جهوداً كبيرة بمتابعة مباشرة من الفريق عبد الرحيم دقلو، وقائد القيادة المتقدمة سعادة العميد أبشر جبريل. وهناك إصلاحات أخرى منها إخراج كل ارتكازات قواتنا من وسط مدينة نيالا. وبالتالي أصبح وسط المدينة آمناً ومستقراً، ودخول الشرطة الفدرالية ساهم بشكل كبير في تأمين الأسواق وكل شوارع المدينة، واستطعنا بعد ذلك أن نبسط القانون.

أنت أول والٍ زار مدينة الفاشر بعد تحريرها.. ما الذي قمتم به من أجل إعادة المدينة إلى وضعها الطبيعي؟

أولاً: نحن كإدارة تنفيذية وحكومة وأجهزة أمنية وإدارة أهلية كنا من أوائل الوفود التي وصلت إلى الفاشر بعد تحريرها، مهنئين ومباركين عملية التحرير، ووقفنا مع أهلنا. وحقيقة، تحرير الفاشر أخذ فترة طويلة، والطبيعة فيها مختلفة عما شاهدناه في نيالا بعد تحريرها.

ما أوجه الشبه والمفارقة بين تحرير نيالا وتحرير الفاشر؟

أولاً الجانب الإيجابي بعد تحرير الفاشر هو تأمين المدينة بالشرطة الفدرالية في كل مداخلها ومؤسساتها.

وما الذي قدمتموه لأهلكم في الفاشر؟

والله أنا لا أريد أن نذكر ما قدمناه لأهلنا. هذا جهد عام يجب أن يُذكر وتُشكرون عليه؟

أولاً نحن قدمنا عدد اثنين جرّار محمّلة بالخراف والأبقار. والجزئية الثانية أن كل الأدوية التي وصلت إلى الفاشر هي من جنوب دارفور، والحمد لله سدّت الفجوة الأولى. إضافةً إلى ذلك، كل الفرق الفنية لصيانة المياه ومصادرها والطاقة الشمسية لإصلاح الشبكة ذهبت من ولاية جنوب دارفور. كذلك أطلق أهلنا في الإدارة الأهلية مبادرة “المَحْمَل” وهي من جنوب دارفور. والآن أيضاً ذهبت مبادرة شباب جنوب دارفور لإعمار الفاشر، وهي خاصة بإصلاح الكهرباء وبعض الخدمات. والمبادرة الخامسة للجان المدنية لدعم مواطني الفاشر ستتحرك بمساعداتها الإنسانية الأسبوع القادم إن شاء الله. وستتوالى عملية دعم الفاشر من جنوب دارفور حتى نشعر أنها وقفت على قدميها بشكل جيد.

ومن خلال تجربتك متى نرى مدينة الفاشر واقفة على قدميها؟

من خلال تجربتنا في الولاية ومدينة نيالا، وحتى نكون أكثر واقعية، فالمسألة تحتاج إلى زمن وترتيب أولويات. من المستحيل أن نقول للناس ارجعوا اليوم. المطلوب الآن إزالة الألغام، وقد بدأ العمل فيها. والمسألة التالية هي تشغيل المؤسسات الخدمية وأولها المياه والصحة ودخول المساعدات الإنسانية، لأن الحرب أفرزت واقعاً جديداً وأفقرت كل الناس، وأصبح المواطنون جميعاً محتاجين. كذلك يجب دعم المؤسسات والموظفين حتى تُعاد المؤسسات للعمل. ويبدو لي أن العودة التدريجية هي السبيل الأمثل. وأنا حضرت نيالا أثناء وبعد التحرير، وبعد زيارتي للفاشر أستطيع أن أقول لك إن الوضع في الفاشر أفضل بكثير من نيالا. والآن نحن دعونا المواطنين الموجودين في كورما والكومة وكل المناطق حول الفاشر للعودة إليها.

وهل هناك شيء ومساعدات تمكنهم من العودة؟

حسب المعلومات، المياه عادت، والأمن متوفر، وبعض المساعدات بدأت تصل. ولكن المطلوب أن تصل مساعدات بشكل مستمر حتى تعود مدينة الفاشر بالكامل.

ما هي المؤشرات العامة للموسم الزراعي هذا العام بولاية جنوب دارفور؟

لإنجاح الموسم الزراعي لهذا العام عملنا مؤتمرين: أحدهما في محلية تلس شاركت فيه 12 محلية، والآخر في بليل شاركت فيه 9 محليات. كان الهدف تأمين الموسم الزراعي. ونشرنا قوات لتوفير بيئة مناسبة لنجاح الموسم. وبهذه الترتيبات نجح الموسم الزراعي لهذا العام، ونحن الآن في مرحلة مهمة وهي مرحلة الحصاد.

لكن لماذا لم يكن الاهتمام بموسم الحصاد أكبر من الموسم الزراعي؟

فترة الحصاد دائماً هي الأصعب، لأن البادية تتحرك من الشمال إلى الجنوب، ودائماً تحدث فيها المشكلات. والآن هناك بعض المشاكل لكنها مقدور عليها.

كيف ذلك، وهناك حالة طلق شبه متعمد للماشية على المزارع في بليل والسلام وعدد من المناطق، وهناك فيديوهات توثق لذلك؟

من أجل زيادة التأمين نشرنا قوات في محلية مرشينج لتأمين المزارع في يارا وجرف ومنواشي، ولدينا قوات في الملم وفي نتيقة وفي بليل، وقوات في محلية السلام، وتلس، وقريضة، وبرام. كل ذلك من أجل تأمين موسم الحصاد ومنع الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة. ولكن جنوب دارفور ولاية زراعية رعوية، والاحتكاكات بين المزارعين والرعاة موجودة منذ زمن بعيد، ومهما وفرت التدابير ستحدث.

ولكن إلى متى تظل عملية الطلقة المتعمدة مستمرة؟

نحن كولاية عملنا كل التدابير التي تحد أو تقلل من الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة. صحيح هناك بلاغات عن تعديات على المزارع، ولكنها ليست كبيرة. ولا أستطيع أن أجزم بعدم وجود طلق متعمد، ولكن حقيقة الرقعة الجغرافية واسعة، وبها 21 محلية زراعية رعوية، وقد عملنا كل التدابير الممكنة.

واضح أن هناك قصوراً؟

نحن أنشأنا لجاناً لحماية الموسم في كل محلية، ووفرنا لهم الإمكانيات والصلاحيات. لكن الفيديوهات المنتشرة في وسائل التواصل قد يكون أحدهم التقط فيديو واحداً ووزعه على كل المنصات ليقولوا إن هناك طلقاً متعمداً وعدم أمن. الأمر ليس كذلك.

هل أنتم مطمئنون على أن موسم الحصاد يمضي بشكل جيد؟ وما نسبة نجاح الموسم الزراعي إجمالاً؟

نحن مطمئنون أن عملية الحصاد تمضي بشكل جيد. ونسبة تأمين موسم الحصاد تتجاوز 90% لكل الولاية. أما نسبة نجاح الموسم فهي تعتمد على كمية الأمطار ودرجة الإنبات والإنتاج وعدم وجود الآفات الزراعية.

وهل هناك بلاغات آفات زراعية هذا العام؟

نعم، هناك آفات في نتيقة ودمسو من طيور الزرزور في محليات رهيد البردي ودمسو ونتيقة. ولعدم وجود إمكانيات مكافحة الآفات الزراعية، تمت المكافحة بالوسائل التقليدية. وكل التقارير تشير إلى أن العملية تمضي بشكل جيد.

وهل لديكم منافذ لبيع المحاصيل حتى لا يتضرر المواطنون؟

منذ العام الماضي بدأت عملية التصدير لكل المحاصيل النقدية عبر دولة تشاد الشقيقة. وبعد تحرير الفاشر ستكون ليبيا منفذاً ثانياً. لكن الآن سياسات بيع وتصدير المحاصيل مربوطة بحكومة تأسيس. مطلوب منها إعلان سياستها مبكراً. أما نحن فمربوطون بمنفذ أديكون مع تشاد، وسيظل هو الحل إلى أن يصدر توجيه آخر.

رغم حالة الاستقرار، إلا أن نيالا والمحليات الجنوبية شهدت أحداث خطف مثل مدير المستشفى التركي ومحامٍ ورجل أعمال.. ألا يثير ذلك قلقكم؟

أولاً: مدير المستشفى التركي لم يُختطف، وهو الآن موجود وبخير، ولكنه موقوف لدى الأجهزة الأمنية في إطار التحري والتأكد، وليس الأمر اختطافاً. أما حادثة اغتيال الشرطي وهو يحمل سلاحه وزملاؤه فليست سهلة، وتحتاج إلى متابعة، وهناك عمل جارٍ للوصول إلى الجناة. الأمن ليست نسبته 100% حتى في أعظم دول العالم تقع الجرائم. ومدينة نيالا واسعة وكبيرة، وقد تقع الجريمة في مكان لا يمكن التواجد فيه في كل لحظة.

ما هي استراتيجية الولاية للحد من التفلتات؟

لا أنفي وجود بعض حالات الاختطاف في فترات متباعدة، لكن الوضع الآن أفضل بكثير مما كان. أجهزتنا الأمنية تعمل ليل نهار، ومنتشرة بالدوريات المشتركة للشرطة الفدرالية والشرطة العسكرية. وكل ذلك يحتاج إلى تدابير ووعي من المواطنين. وأستطيع القول إن ولاية جنوب دارفور ومدينة نيالا أكثر أمناً من ذي قبل 15 أبريل 2023، وهي من أكثر ولايات البلاد أمناً واستقراراً.

كيف تتصور الوضع بعد نزول حكومة تأسيس بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ووجود الإدارات المدنية كجزء من الحكومة؟

وصول حكومة تأسيس إضافة حقيقية للسودان. كنا سابقاً نعمل بوثيقة الإدارات المدنية بشكل أفقي مع المجلس الأعلى للإدارات المدنية. لكن بعد وجود حكومة تأسيس أصبح هناك دستور، وتم تعيين رئيس المجلس الرئاسي وأعضائه ورئيس الوزراء وحكام الأقاليم. فأصبحت العلاقة واضحة أفقياً ورأسياً ومحكومة بدستور.

هل يعني ذلك أن حكومة تأسيس حسمت العلاقة الدستورية والقانونية؟

نعم. مجيء حكومة تأسيس واتخاذ مدينة نيالا مقراً لها كعاصمة إدارية هو أكبر إنجاز تاريخي وانتصار للثوار، لأنه مطلب شعبي. وهو إضافة حقيقية لنا في الإدارة المدنية، وخفف كثيراً من الأعباء. الآن نتحدث عن تنمية وأمن ووزارات وحكومة ومؤسسات إقليم. وأصبح حاكم الإقليم مسؤولاً عن الولايات، وتتنزل التوجيهات وفق ما نص عليه دستور تأسيس.

ولكن المواطنون في مناطق سيطرة حكومة تأسيس حتى الآن لا يشعرون بوجود فعلي للحكومة على الأرض؟

أصعب شيء هو بناء مؤسسات، ناهيك عن دولة. لكن على سبيل المثال: وزير الوصول الإنساني الأستاذ عز الدين الصافي موجود الآن في الفاشر مع المواطنين، وقبله كان وزير الصحة والناطق الرسمي لتحالف تأسيس الدكتور علاء نقد في الفاشر، واستطاعوا توظيف الطاقات وفتح العلاقات مع الأسرة الدولية.

رسالة تود إرسالها؟

نطلب من قيادة حكومة تأسيس أن تعجّل بإيجاد منافذ وسياسات لتسويق المحاصيل حتى لا يتضرر المواطنون والمنتجون، ومعالجة أمر امتحانات الشهادة الثانوية في مناطق سيطرة…

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات