الجمعة, أغسطس 1, 2025
الرئيسيةاخبار مجتمعوداعا متولي الشيخ

وداعا متولي الشيخ

وداعا متولي الشيخ

بقلم.. حسين سعد
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودعنا يوم الأربعاء ٣٠ يوليو ٢٠٢٥م الشاب الخلوق متولي الشيخ الذي كان ضيفا عزيزاً وكريماً بمنزل زميلنا علم اسماعيل، حيث تعرفت عليه في منزل الاخير وبعد السلام و التحايا ، عرفت قريته في جزيرتنا الخضراء وكان علم حينها وأبناء اهله يستمعون الي ذلك الحوار بصمت ومحبة عالية وفي تمرين كرة القدم الأحد الماضي في ملاعب جمهوري كان متولي جلوساً بصحبة محمد الشهير به جو وهو قريب علم كان يتحدث معي عندما علقت على تصويبة أرسلها محمد إينرجي وهو قريب علم أيضا حينها صاح متولي بكل محبة في إغاظة علم الذي يحبه، كان متولي الذي عرفته خلال فترة بسيطة صاحب قلب طيب، وطبع هادئ وسيرة عطرة، فارق دنيانا الشاب متولي في صمت كما عاش فيها، هادئاً، رزيناً، قليل الكلام، كثير المودة.

لقد كان الفقيد نموذجاً نادراً في زمن صاخب، يُحب الناس بصدق، ويمنح من حوله سكينة تشبه حضوره، لم يكن كثير الحديث، لكنه كان إن تحدّث، أوجز وأصاب، يختار كلماته كما يختار أفعاله: بعناية ورفق.

برحيله فقدنا روحاً نقية، ووجهًا مبتسماً لا تغادره السكينة، فقدنا أخاً وصديقاً، لا يُعوّض حضوره، ولا تُنسى بصمته حيث شيعته جموعاً غفيرا منهم أصدقاء علم اسماعيل ومجتمع نيروبي وصديقي محمد محمود ودكتور معتصم وابنه وآخرين لنا منهم كل الشكر والتقدير

نحسبه عند الله من الصالحين، ونرفع أكف الدعاء بأن يجعل الله قبره روضةً من رياض الجنة، وأن يربط على قلوب محبيه بالصبر والسلوان.

كان الفقيد، رحمه الله، يمشي بين الناس بقلوبهم لا بأقدامه، تسبقه أخلاقه، وتتبعه الدعوات الصادقة من كل من عرفه، لطيف المعشر، دمث الخلق، كريم النفس دون صخب أو رياء، يحمل من النُبل ما لا يُكتسب بالتعليم، بل هو منحة نادرة، وهدية سماوية زرعة في قلبه منذ نعومة أظفاره.

كان إذا دخل مجلسًا، أنزله الناس في قلوبهم قبل أن يجلس بينهم، لا يرفع صوته، ولا يحرج أحدًا، ولا يرد سائلاً، يواسي الحزانى بصمته، ويقف إلى جوار من يحتاجه دون أن يُطلب، وكأن قلبه بوصلته إلى آلام الآخرين.

لم يكن يُحب الظهور، ولا يسعى للثناء، بل كان من أولئك الذين يعملون الخير في الخفاء، ويجدون سعادتهم في سكينة العطاء. كان وجهه يشع ودّاً، ونظراته تبعث على الطمأنينة، وكأن من حوله يشعرون أن الدنيا ما زالت بخير، ما دام هو بينهم.

رحل من كان في حضوره بلسماً، وفي غيابه فراغاً لا يُملأ.
رحم الله روحاً كانت بلسمًا في هذه الحياة، وجعل سيرته الطيبة منارة لمن بعده.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات