وزارة صحة حكومة بورتسودان تكشف عن تفشي أوبئة خطيرة في مختلف ولايات البلاد
وكالات:السودانية نيوز
كشفت وزارة الصحة السودانية في تقريرها الأسبوعي عن تفشي عدة أوبئة في مختلف ولايات البلاد، بسبب الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي واستمرار الحرب التي تعصف بالسودان منذ أبريل 2023. تشير الإحصاءات الجديدة إلى انتشار واسع لأمراض خطيرة مثل الكوليرا، حمى الضنك، التهاب الكبد الوبائي، والحصبة.
وتشير الإحصاءات الجديدة إلى انتشار واسع لأمراض خطيرة على رأسها الكوليرا، حمى الضنك، التهاب الكبد الوبائي، والحصبة، وسط تدهور في خدمات المياه والصرف الصحي، ونزوح جماعي إلى مناطق غير مهيأة لاستقبال موجات بشرية بهذا الحجم.
بحسب بيانات وزارة الصحة، تم تسجيل 1,913 حالة إصابة بالكوليرا خلال فترة امتدت لـ39 أسبوعًا، شملت 12 ولاية سودانية، وأسفرت عن 43 حالة وفاة، وتعتمد الوزارة في استجابتها على الرصد اليومي وتدخلات صحية محدودة، لكنها تواجه صعوبات كبيرة نتيجة تدهور البنية التحتية وتعطل مرافق صحية حيوية.
في السياق ذاته، أوردت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور أرقامًا أكثر خطورة، إذ أكدت تسجيل 2,145 إصابة بالكوليرا في منطقة الطويلة وحدها، إلى جانب 40 حالة وفاة ووجود 207 مصابين في مراكز العزل، مع معدل إصابة يومي يتراوح بين 100 و208 حالات، ما يعكس وضعًا وبائيًا حرجًا في الإقليم.
فيما يتعلق بحمى الضنك، سجل التقرير 61 إصابة مؤكدة جميعها في ولاية الخرطوم، دون وقوع وفيات، أما التهاب الكبد الوبائي، فقد سُجلت 26 حالة في ولاية الجزيرة، بينها 4 وفيات، وبالنسبة للحصبة، وثّقت السلطات الصحية 35 إصابة جديدة خلال أسبوع واحد، تركزت في شمال دارفور والخرطوم، وسط مخاوف من اتساع رقعة التفشي نتيجة ضعف حملات التحصين وتعطيل البرامج الصحية الوقائية.
في ظل تأثيرات موسم الخريف، أشار التقرير إلى تضرر 13 محلية في 3 ولايات نتيجة الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى تضرر 60 أسرة، في وقت تعاني فيه المناطق المتأثرة من هشاشة في البنية التحتية وصعوبة في الوصول، ما يحد من قدرة الجهات المختصة على التدخل الفوري.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، نفذت فرق تعزيز الصحة حملات توعوية في عدد من الولايات، شملت بث رسائل عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تنظيم جلسات مباشرة مع المجتمعات المحلية لرفع الوعي بطرق الوقاية من الأمراض الوبائية.
تأتي هذه التطورات في ظل انهيار واسع للنظام الصحي في السودان، حيث تعاني البلاد من نقص حاد في الإمدادات الطبية، وتوقف عشرات المراكز الصحية، وتكدس ملايين النازحين في مناطق تفتقر للخدمات الأساسية، ما يجعل البلاد على حافة كارثة صحية متعددة الأوجه.
تفشي الأوبئة في السودان يعكس عمق الأزمة الصحية والإنسانية التي تمر بها البلاد، ويؤكد الحاجة العاجلة لتدخل دولي منسق لاحتواء الوضع، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاع، ومع استمرار الحرب وتعقّد الأوضاع، تبدو الاستجابة المحلية محدودة وغير كافية، بينما يتصاعد الخطر على أرواح الملايين من السودانيين في مختلف أنحاء البلاد.