وصال بله تكتب:”التغيير لا يأتي إذا انتظرنا شخصاً آخر أو إذا انتظرنا وقتاً آخر.
“التغيير لا يأتي إذا انتظرنا شخصاً آخر أو إذا انتظرنا وقتاً آخر. نحن من كنا ننتظره.”
هذه المقولة التي أطلقها باراك أوباما تعكس جوهر التغيير خاصة في السياقات السياسية والاجتماعية في السودان عانت البلاد لعقود من الزمن من الفساد والاستبداد مما جعل الحاجة إلى التغيير أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى
تاريخ السودان والتحول الديمقراطي
استقل السودان عن الاستعمار البريطاني في عام 1956 لكن الاستقلال لم يحمل معه الأمل المنشود بدلاً من ذلك عانت البلاد من الفساد السياسي والاجتماعي حيث سيطرت النخب على مقاليد الحكم مما أدى إلى تفشي الفساد وسوء الإدارة لقد كان هناك فشل مستمر في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة مما أفضى إلى تفشي الفقر والبطالة
الفساد ودوره في إعاقة التغيير
تعمق الفساد في السودان بشكل كبير منذ الاستقلال حيث استفادت النخب الحاكمة من الموارد الوطنية لمصلحتها الخاصة لقد شهدت البلاد فترات من الحكم العسكري والاستبدادي مما أدى إلى قمع الحريات وغياب الديمقراطية كان الفساد يمثل العقبة الرئيسية أمام أي جهود للتغيير إذ زاد من الاستياء العام وأدى إلى انتفاضات شعبية
الحركة الإسلامية و”الكيزان”
في ظل هذه الظروف ظهرت الحركة الإسلامية كقوة سياسية في السودان حيث تمكنت من الوصول إلى السلطة في عام 1989 بقيادة عمر البشير استخدمت الحركة الإسلامية أساليب قمعية لتثبيت حكمها مما زاد من تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية عُرفت هذه الفترة بـ “فترة الكيزان”وأصبحت رمزًا للفساد والاستبداد
ومع ذلك كانت هناك دائماً دعوات للتغيير من قِبل قوى المعارضة والمجتمع المدني حيث نادت بضرورة إعادة بناء الدولة السودانية على أساس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية
ميثاق السودان التأسيسي
في عام 2019 ومع اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام ظهر ميثاق السودان التأسيسي كأحد أهم الوثائق التي تسعى لتحقيق التغيير
يهدف هذا الميثاق إلى بناء دولة ديمقراطية قائمة على مبادئ العدالة والمساواة وهو يمثل نقطة انطلاق جديدة نحو التحول الديمقراطي
يركز الميثاق على ضرورة مشاركة جميع الفئات في العملية السياسية ويعزز من قيم التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية
إن التغيير الذي يحتاجه السودان لا يمكن أن يأتي من الخارج بل يجب أن يكون نتاج جهود داخلية من الشعب نفسه
التحول الديمقراطي يتطلب توفير بيئة مناسبة للحوار والمشاركة وتجاوز الفساد الذي عانت منه البلاد لعقود
إن ميثاق السودان التأسيسي يمثل الأمل الجديد للشعب السوداني حيث يسعى لبناء نظام سياسي يعكس تطلعاتهم ويعزز من قيم الديمقراطية
إن قوة تحالف السودان التأسيسي تمثل رمزًا حقيقيًا للتحول الديمقراطي في البلاد
لقد أثبت الشعب السوداني أنه قادر على تحقيق التغيير من خلال الوحدة والتماسك وأنه لا يمكن انتظار شخص آخر أو وقت آخر لتحقيق أحلامه
إن النجاح في بناء دولة ديمقراطية يعتمد على الجهود المشتركة والتعاون بين جميع الفئات
لذا يجب أن نعمل معًا من أجل مستقبل أفضل مستقبل تكون فيه العدالة والمساواة هما القيم الأساسية التي تحكم البلاد
في النهاية ما زال أمام السودان طريق طويل نحو الاستقرار والديمقراطية لكن الإرادة الشعبية والتزام القوى السياسية ستظل المحرك الأساسي لهذا التغيير نحن من كنا ننتظره، ولنا في التغيير فرصة لبناء وطن أفضل.