الأربعاء, سبتمبر 3, 2025
الرئيسيةمقالاتوصال بله تكتب:بين الحرب والتهميش نساء السودان عامة وأقاليم (دارفور ،كردفان، جبال...

وصال بله تكتب:بين الحرب والتهميش نساء السودان عامة وأقاليم (دارفور ،كردفان، جبال النوبة، الفونج الجديدة) يصنعن خط الدفاع الاخير.

وصال بله تكتب:بين الحرب والتهميش نساء السودان عامة وأقاليم (دارفور ،كردفان، جبال النوبة، الفونج الجديدة) يصنعن خط الدفاع الاخير.

منذ استقلال السودان عام 1956 ولدت الدولة على واقع هش محمل بالوعود المكسورة وبنى السلطة المركزية التي همشت الأقاليم الطرفية إقليم دارفور تحديداً عاشت عقوداً من التهميش السياسي، الاقتصادي والخدمي
لكن النساء كن الأكثر عرضة لثقل هذا التهميش حيث تراكمت ضدهن أشكال الانتهاكات من حرمان من التعليم والخدمات الأساسيةو تغييب في الحياة السياسية وتجاهل قضاياهن في اتفاقيات السلام المتعاقبة.
ومع كل حقبة تكبدت النساء في دارفور أثماناً مضاعفة من النزوح واللاجو و فقدان المعيل و العنف الجنسي كسلاح حرب وانعدام فرص العدالة والمحاسبة.
البنية التحتية والصحة: انهيار يضاعف هشاشة النساء
الحرب دمرت ما تبقى من بنية تحتية كانت بالكاد تعمل المستشفيات مغلقة أو خارج الخدمة الطرقات المقطوعة مثلا امرأة حامل قد تفقد حياتها على بعد كيلومترات قليلة من أقرب مركز صحي نقص الأدوية والخدمات جعل رعاية الناجيات من العنف الجنسي شبه معدومة؟
النساء يواجهن كذلك عوائق في استخراج الأوراق الثبوتية شهادات الميلاد والوفاة وحتى جوازات السفر ما يعرقل قدرتهن على التنقل أو طلب الحماية أو الالتحاق ببرامج إغاثية في بلد تنهش الحرب مؤسساته وتصبح هذه التفاصيل الإدارية سلاحاً آخر ضد المرأة.

تقرير اطباء بلا حدود(MSF )في يناير 2024 إلى مارس 2025 يشير إلى تقديم العناية لـ 659 ناجية من العنف الجنسي وأكثر من 10 آلاف طفل دون الخامسة عولجوا من سوء تغذية حادة.
في مناطق جنوب دارفور سجلت( MSF) أطباء بلاحدود من يناير حتى منتصف أغسطس 114 حالة وفاة لأمهات و48 مولودًا لقوا حتفهم بسبب إصابات بعد الولادة (تعفن)

ايضا منظمة( UNICEF) رعاية الأمومة والطفولة توضح أن 11.3 مليون نازح داخليا بينهم 140 ألف جديد في مارس 2025 ومع ازدياد النزوح في دارفور كما خضع 15,839 طفلًا دون سن الخامسة لعلاج سوء التغذية وأُعيد تسجيل 100,405 أطفال معالجين في 2025 وتم توفير 284,419 شخصًا وصولًا لمياه محسنة او مياه نقية صالحة للشرب

توكدWHO) o) منظمة الصحة العالمية أن ما بين 70% إلى 80% من المنشآت الصحية في مناطق دارفور أصبحت عملياتها جزئية أو متوقفة تمامًا وذلك لكثرة الهجمات على القطاع الصحي (أكثر من 100 هجمة منها 75 استهدفت منشآت صحية و45 استهدفت العاملين الصحيين)

أما مأساة مستشفى السعودي في الفاشر: فقد دمرت في 24 يناير 2025 ما أسفر عن 70 قتيلًا وما بين 19 إلى 100 جريح وكان هذا آخر مستشفى وظيفي في المدينة

> شاهد عيان (حواء 25 عامًا من شمال دارفور):
“ولدت طفلي في غرف متهالكة دون تعقيم أو دواء بعد يومين شعرت بألم شديد قلت لواحدة من النساء “ساعديني” فقالت: أمشي وشيلي طفلك مات لم يعد لدينا طبيب
ايضا العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في دارفور ارتفع بشكل هائل وبات سلاحًا منظما:
ال(MSF)أطباء بلاحدود من بين يناير ومارس 2025عالجت 659 حالة عنف جنسي أغلبها اغتصابات و56% من هذه الاعتداءات من قبل أفراد غير مدنيين مما يستدعي تحقيق دولي بغرض محاسبة المجرمين وانصاف الضحايا.
الوصول إلى العدالة: بين النص الشرعي والواقع المرير

رغم وجود منظومة عدلية تستند إلى “ الشرعية” إلا أن الطريق إلى العدالة شاق للنساء العنف الجنسي كثيراً ما يواجَه بالإنكار أو الوصم المجتمعي فيما تقل فرص الوصول إلى المحاكم أو آليات العدالة والتعويض
غياب الاستقرار جعل النساء في مواجهة ظلم مزدوج: سلطة العرف الاجتماعي وسلطة الحرب.

حكومة السلام وتحالف السودان التأسيسي لدينا أسئلة مشروعة

وسط هذا المشهد لدينا تساؤلات مشروعة موضوعية :-

هل تستطيع حكومة الوحدة والسلام وتحالف السودان التأسيسي معالجة جذور التهميش التاريخي للمرأة وللاقاليم السودان المهمشة او الريف السوداني المهمش ؟

هل يمكن أن تحد من انتشار الأمية؟

هل ستتيح فرصاً حقيقية للتمكين السياسي والاقتصادي للنساء والمشاركة الفاعلة في صنع القرار السياسي والإداري أم ستعيد إنتاج السلطة الذكورية التي كرست التهميش لعقود؟

خلال إعداد هذا التقرير واجهت عقبات كبيرة معظم النساء اللاتي حاولت التواصل معهن لم يتمكن من إيصال أصواتهن بسبب ظروف الحرب: انقطاع الاتصالات المخاوف الأمنية وانعدام بيئة آمنة للحديث لهذا كان التواصل مع الرجال أحياناً هو الطريق الوحيد للوصول إلى بعض المعلومات في مفارقة مؤلمة تكشف حجم العزلة التي تعيشها النساء في السودان.

ورغم كل ذلك أثبتت نساء دارفور حضوراً لافتاً في قلب الأزمة أسسنا غرف طوارئ نسوية لتنسيق جهود الإغاثة وابتكرن آليات مجتمعية جديدة للحماية
ظهرت جمعيات نسائية محلية واقلمية ودولية ترفع الأصوات ضد الانتهاكات و تنظم ندوات تناقش الانتهاكات وتنبذ خطاب الكراهية وتوثق جرائم العنف أيضا النساء خاطبن منابر إقليمية ودولية كالاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وأسسنا قنوات تواصل لربط الداخل بالمنظمات الدولية، ومنظمات حقوقية
كذلك بادرت ناشطات بتأسيس منظمات مجتمع مدني وحقوقية تتابع الانتهاكات بشكل دوري وتضع آليات للرصد والتوثيق لتكسر بذلك جدار الصمت الذي فرضه واقع الحرب المرير

بين التهميش الممتد منذ “دولة 56” إلى اليوم والانتهاكات اليومية في الحرب الراهنة تظل المرأة في إقاليم (دارفور، ،كردفان، جبال النوبة /جنوب كردفان) شاهدة وضحية وفاعلة في آن واحد هي من دفعت أثمان الحرب والخراب ولكنها أيضاً من تقود مبادرات المقاومة المدنية والحقوقية
ويبقى السؤال معلقا: هل سيأتي زمن تسمع فيه أصوات نساء تلكم الأقاليم كجزء أصيل من معادلة السلام لا كهوامش منسية؟

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات